الكلمة
التي ألقاها
رئيس جمهورية
كوبا، فيدل
كاسترو روز،
في حفل وضع
درع "كارلوس
مانويل دوي
سيسبيديس"
على صدر رئيس
جمهورية
فنزويلا
البوليفارية،
هوغو رافائيل
شافيز فريّاس،
بمناسبة
الذكرى
العاشرة لأول
زيارة يجريها
لكوبا. مسرح
"كارل
ماركس"، 14
كانون
الأول/ديسمبر
2004.
الأخ
العزيز هوغو
شافيز، رئيس
جمهورية فنزويلا
البوليفارية؛
الأعزاء
أعضاء وفد
الحكومة
الفنزويلية
الواسع ورفيع
المستوى
المرافق له؛
أعزائي
المشاركين في
هذا الحفل؛
حضرات
المدعوّين
الأعزاء:
لكي
نعرف من هو
هوغو شافيز
علينا أن نعود
إلى ما قاله
في الخطاب الذي
ألقاه في قاعة
الشرف في
جامعة هافانا
في الرابع عشر
من كانون
الأول/ديسمبر
1994، قبل عشر سنوات
بالضبط من
اليوم.
لقد
اخترت بعضاً
من فقرات ذلك
الخطاب. ومع
أنها ربما
تبدو كثيرة،
ستلاحظون مدى
ما تكتنزه من
ثروة في
الفحوى والحس
الثوري.
عند
تعرضه لواقعة
استقبالي له
على أرض المطار،
عبّر بتواضع
لا يصدَّق: "حين
تلقيت
المفاجأة
الهائلة
واللطيفة،
مفاجأة استقبالي
في المطار
الدولي
"خوسيه
مارتيه" من
قبله شخصياً،
قلت له: ‘أنا لا
أستحق هذا الشرف،
آمل أن
أستحقّه
يوماً ما في
الأشهر أو السنوات
المقبلة‘.
وذات الشيء
أقول لكم جميعاً،
يا أعزائي
المواطنين
الكوبيين-الأمريكيين
اللاتينيين:
نأمل أن نأتي يوماً
إلى كوبا في
ظروف تسمح لنا
بفتح الذراعين،
في ظروف تسمح
لنا بالتغذّي
المتبادل في
إطار مشروع
ثوري أمريكي
لاتيني،
متشربين، كما
نحن عليه الآن
منذ قرون من
الزمن، بفكرة
قارة أمريكية
لاتينية
وكاريبية
واحدة، تتكون
من أمة واحدة
وحيدة وهو ما
نحن عليه.
إننا
نسير في هذا
الطريق، وكما
قال أكيليس نازوا
عن خوسيه
مارتيه، نحسّ
بأننا أبناء
كل العصور
وأبناء كل
الأماكن،
ونسير كالريح
وراء هذه البذرة
التي وقعت
يوماً، وفي
هذا المكان،
في أرض خصبة،
فنبتت وارتفعت
كما قلنا
ونقول ذلك
دائماً –وأنا
لا أقول هذا
الآن هنا في
كوبا، لأنني
في كوبا
ولأنني أشعر
بالقوة
وبالدعم، كما
يقولون في
بلدي، في السهل
الفنزويلي،
وإنما كنّا
نقول ذلك في
قلب الجيش
الفنزويلي
قبل أن نتحوّل
إلى جنود
متمرّدين؛
كنّا نقول ذلك
في الصالونات
وفي المدارس
العسكرية
الفنزويلية-:
كوبا هي حصن
للكرامة
الأمريكية
اللاتينية وهكذا
يجب النظر
إليها.
مما
لا شك فيه أن
أموراً هامة
آخذة بالحدوث
في أمريكا
اللاتينية
وفي الكاريبي؛
ومما لا شك في
أن شاعرنا
وكاتبنا
البطل هذا،
شاعر وكاتب
أمريكا
اللاتينية،
دون بابلو نيرودا،
يحضره حق كبير
بكتابته أن
بوليفار ينهض
كل مائة عام،
حين ينهض
الشعب.
مما
لا شك فيه أننا
في مرحلة
النهوض،
مرحلة تمرّد
الشعوب، مرحلة
قوة ومرحلة
آمال؛ ومما لا
شك فيه، يا سيادة
الرئيس، أن
هذه الموجة
التي تبشرون
بها أو أعلنتم
عنها،
وتواصلون
الإعلان عنها،
في تلك المقابلة
التي نوّهت
لها من قبل،
‘حبّة ذرة‘، هي
موجة محسوسة
وملموسة في
أمريكا
اللاتينية
جمعاء".
"لقد
تجرأنا نحن
على تأسيس
حركة ضمن صفوف
الجيش الوطني
الفنزويلي بعدما
ملّينا من كل
ما هنالك من
فساد،
وأقسمنا أن
ننذر حياتنا
لبناء حركة
ثورية
وللكفاح
الثوري في فنزويلا،
والآن على
الساحة
الأمريكية
اللاتينية.
لقد
بدأنا بفعل
ذلك في الذكرى
المئوية
الثانية
لولادة
بوليفار.
ولكن، لنرَ في
العام المقبل
عام الذكرى
المئوية
لمصرع خوسيه
مارتيه، لنرَ
في العام
المقبل، عام
الذكرى
المئوية الثانية
لولادة
الماريشال
أنتونيو
خوسيه دي سوكري؛
ولنرَ في
العام
القادم، عام
الذكرى المئوية
الثانية لوصول
ومصرع
الخلاسي
خوسيه
ليوناردو
تشيرينو على
سواحل كورو،
في فنزويلا،
وهي،
بالمناسبة،
وطن أجداد
البطل
أنتونيو
ماسيو.
إن
الزمن
ينادينا
ويدفع بنا:
إنه بدون شك
زمن السير في
طرق جديدة من
الأمل
والكفاح. هذا
هو الطريق
الذي نسير فيه
نحن، وقد كرّسنا
أنفسنا اليوم
للعمل الثوري
في ثلاثة
اتجاهات
رئيسية سوف
أسمح لنفسي
بإيجازها أمامكم
لكي أدعوكم
للتحاور، لكي
أدعوكم لمدّ
أواصر الوحدة
والعمل
والبناء
الملموس.
إننا
منهمكون
أولاً في رفع
راية
أيديولوجية
ملائمة ومناسبة
لوطننا
الفنزويلي،
لوطننا
الأمريكي
اللاتيني: الراية
البوليفارية.
ولكن
في هذا العمل
الأيديولوجي
لمراجعة التاريخ
والأفكار
التي تولّدت
في فنزويلا
وفي هذه
القارة قبل
مائتي سنة من
اليوم؛ وفي
انغماسنا هذا
في البحث عن
جذورنا في
التاريخ،
بلورنا
وأطلقنا أمام
الرأي العام
المحلي
والدولي فكرة
سيمون
بوليفار ذاك،
الذي كان يدعو
إلى هذه
الوحدة
الأمريكية
اللاتينية،
على سبيل
المثال، من
أجل التمكن من
اعتراض بلد
متقدّم كثقل
موازن لنوايا
الشمال، الذي
كان قد بدأ يشهر
مخالبه أمام
وطننا
الأمريكي
اللاتيني؛
فكرة بوليفار ذاك،
الذي قال من
قبره
تقريباً، وهو
في سانتا
مارتا: ‘يجب
على العسكريين
أن يشهروا
سيفهم للدفاع
عن الضمانات
الاجتماعية‘؛
فكرة بوليفار
ذاك، الذي قال
بأن أفضل نظام
للحكم هو ذلك
النظام الذي
يوفّر أكبر
قدر من
السعادة
لشعبه،
ويوفّر له
أكبر قدر من
الاستقرار
السياسي
والضمان
الاجتماعي.
هذا
الجذر
العميق، هذا
الجذر
البوليفاري،
الذي يوحده
الزّمن،
ويوحّده التاريخ
نفسه، بالجذر
الروبينسوني،
مستلهماً
باسم صامويل روبينسون
أو سيمون
رودريغيز، الذي
نعرف عنه
القليل نحن
الأمريكيون
اللاتينيون،
لأنه كان يقال
لنا ونحن في
الصغر: ‘ معلّم
بوليفار‘، وهكذا
بقي، كمستصغر
من قبل
التاريخ،
المجنون الغريب
الذي مات
هرماً، وهو
يتجول كالريح
في مدن وقرى
أمريكا
اللاتينية.
كان
سيمون رودريغيز
يدعو أمريكيي
الجنوب إلى
القيام
بثورتين: الثورة
السياسية والثورة
الاقتصادية. وكان
سيمون
رودريغيز ذاك
يدعو إلى بناء
نموذج للاقتصاد
الاجتماعي
ونموذج
للاقتصاد
الشعبي، وتَرَكَ
لكل عصور
أمريكا
اللاتينية،
كتحدٍّ لنا
جميعاً، ذلك
القول بأنه
ليس بوسع
أمريكا
اللاتينية أن
تواصل
التقليد
بخنوع، وإنما
عليها أن تكون
أصيلة، وكان
يدعو إلى
الإبداع أو
الضياع. هذا
الشيخ المجنون،
بالنسبة
لبرجوازية
عصره، الذي
كان يتجول
ويجمع
الأطفال في
شيخوخته وذهابه
محل الإهمال، كان
يقول: ‘إن
الأطفال هم
حجارة البناء الجمهوري
المستقبلي. تعالوا
لتهذيب هذه
الحجارة لكي
يكون هذا
البناء متيناً
ومشعاً!‘".
"ونحن،
كعسكريين،
نسير وراء هذا
البحث، ونسير
اليوم
مدجّجين على
نحو أكبر بالقناعة
والحاجة لأن
يكون الجيش
الفنزويلي من
جديد ما كان
عليه في
السابق: جيش
للشعب، جيش
للدفاع عن هذا
الذي أسماه
بوليفار
ضمانات اجتماعية".
من
شأن هذا أن
يشكل أول
اتجاه للعمل
ملائم تماماً،
وهو، أيها
القائد: في
العام
المقبل،
الذكرى
المئوية
لمصرع خوسيه
مارتيه،
توثيق هذا
العمل
الفكري، هذا
الثنائي
المكون من
بوليفار ومارتيه،
كأحد أشكال
الارتقاء
بمشاعر
الأمريكيين
اللاتينيين
وبعث الفخر
عندهم.
اتجاه
العمل الآخر،
الذي يجعلنا
أيضاً بحاجة
لتوطيد
العلاقات مع
شعوب
أمريكانا، هو
العمل
التنظيمي.
كنّا
في السجن
نتلقى وثائق
عن الكيفية
التي أخذ فيها
الشعب الكوبي
بتنظيم نفسه
بعد انتصار
الثورة، ونحن
منهمكون في
تنظيم حركة
اجتماعية
هائلة في
فنزويلا:
‘الحركة
البوليفارية
الثورية 200‘؛ بل
وأكثر من ذلك،
إننا آخذين
بالدعوة
لتشكيل
الجبهة القومية
البوليفارية‘
هذه السنة،
وبدعوة الطلاب
والفلاحين
والسكان
الأصليين
والعسكريين
خارج صفوف
الجيش
والمثقفين
والعمال
والصيّادين
والحالمين
والجميع، إلى
تكوين هذه
الجبهة، وهي جبهة
اجتماعية
كبيرة
لمواجهة تحدي
التحوّل في
فنزويلا.
لا
أحد يعرف ما
الذي يمكن حدوثه
في أية لحظة
في فنزويلا.
فنحن، على
سبيل المثال، الذين
ندخل الآن في
سنة
انتخابية، 1995،
ستجري في فنزويلا
بعد سنة
واحدة، في
كانون
الأول/ديسمبر،
عملية
انتخابية
جديدة، غير
مشروعة وغير
شرعية، تتّسم
بامتناع ما
معدّله 90
بالمائة عن التصويت
–وربما لا
تصدّقون ذلك-؛
أي أن 90
بالمائة من
الفنزويليين
لن يذهب إلى
صناديق
الاقتراع، لا
يؤمن برسائل
السياسيين،
لا يؤمن بأي
حزب سياسيّ
تقريباً.
عبر
الحركة
البوليفارية،
وعبر الجبهة
القومية
البوليفارية،
نأمل هذه
السنة قوطبة
فنزويلا.
أولئك الذي
سيشاركون في
العملية
الانتخابية
–حيث يوجد
أناس شرفاء
أيضاً نكنّ
لهم
الاحترام،
ولكن ما لا نؤمن
به هو العملية
الانتخابية-،
يشكلون قطباً؛
والقطب الآخر
الذي سنغذّيه
نحن وندفع به
ونعززه هو
المطالبة في
الشارع، إلى
جانب الشعب، بالدعوة
لانتخابات
لتشكيل جمعية
وطنية تأسيسية،
من أجل إعادة
تحديد
القواعد
الأساسية
للجمهورية،
وهي القواعد
التي انهارت؛
القواعد القانونية،
القواعد
السياسية،
القواعد الاقتصادية،
بل وحتى القواعد
الأخلاقية
لفنزويلا قد انهارت،
ولا يمكن
تسوية هذا عبر
رقوع صغيرة.
لقد
قالها
بوليفار:
‘الغرغرينا
السياسية لا تُعالج
بمخففات‘،وفي
فنزويلا يوجد
غرغرينا مطلقة
وشاملة".
حبة
المانغا تنضج حين
تكون فجّة،
ولكن حبة
المانغا
الفاسدة لا يمكنها
أن تنضج أبداً؛
من حبة
المانغا
الفاسدة يجب
إنقاذ بذرتها
وزرعها لكي
تولد نبتة
جديدة. وهذا
ما يحدث في
فنزويلا
اليوم. ليس هناك
من سبيل أمام
هذا النظام
لإنعاش نفسه
بنفسه".
"نحن
لا نستبعد
الطريق
العسكري في
فنزويلا،
فنحن ما زلنا
نتمتع -وهذا
ما تقوله
استطلاعات
الحكومة
نفسها- بأكثر
من ثمانين
بالمائة من
الرأي لصالح
العسكريين
الفنزويليين،
في الجيش، وفي
البحرية، وفي
سلاح الجو، وفي
الحرس
الوطني".
رغم
كل هذا، لدينا
هناك قوّة،
وبالإضافة
لذلك لدينا
نسبة مئوية
عالية من
الفنزويليين،
وخاصة منهم،
أيها
الأصدقاء
الأعزاء،
نسبة الستين
بالمائة تلك
من
الفنزويليين
الذين يعيشون
في حالة فقر
مدقع –وربما
لا تصدّقون
هذا أيضاً.
"إنه
أمر لا
يصدَّق،
ولكنه واقع:
لقد تبخّر في فنزويلا
200 ألف مليون دولار
خلال عشرين
سنة. وأين هي؟– هذا
ما سألني إياه
الرئيس كاسترو.
في الحسابات
المصرفية
التي يفتحها
في الخارج كل
الذين عبروا
بالسلطة في
فنزويلا تقريباً،
مدنيين منهم
وعسكريين،
ممن اغتنوا في
كنف السلطة.
عند
هذه الأغلبية
الساحقة من
الفنزويليين
يوجد لنا
أثراً
سياسياً
هائلاً، ومن
شأنكم أن تدركوا
أنه مع تمتعنا
بهاتين القوتين
نحن مستعدون
للتضحية بكل
شيء من أجل
الحصول على كل
شيء من سعياً
لإجراء عملية
التغيير
الضرورية في
فنزويلا. ولهذا
نقول بأننا لا
نستبعد طريق
استخدام سلاح
الشعب
الموجودة في
الثكنات
لإيجاد الطريق
إذا ما قرر
هذا النظام
السياسي، وهو
ما يبدو بأنه
قد قرره،
التشبث من
جديد والبحث
عن موارد من
أجل التلاعب
والخداع.
إننا
نطالب بتشكيل
جمعية
تأسيسية، وفي
العام المقبل
–كما سبق
وذكرت- سوف
ندفع بهذا
المخرج كمورد
استراتيجي
على المدى
القصير.
إنه
مشروع بعيد
المدى، إنه
مشروع ذو أفق
يتراوح بين
عشرين
وأربعين سنة،
نموذج
اقتصادي سياديّ؛
لا نريد الاستمرار
في كوننا
نموذج اقتصادي
استعماري،
نموذج
اقتصادي
تكميليّ".
"إنه
مشروع
انتهينا من
عرضه على
العالم الفنزويلي
باسم المشروع
القومي ‘سيمون
بوليفار‘،
ولكن مع
الذراعين
مفتوحين أمام
القارة الأمريكية
اللاتينية
والكاريبية.
إنه مشروع ليس
من المغامِر التفكير
في إطاره، من
الناحية
السياسية،
بجمعية دول أمريكية
لاتينية. لمَ
عدم التفكير
في ذلك، وهو
ما كان عليه
حلم محررينا
بالأصل؟ لم
البقاء
مقسّمين؟ إلى
هنا، يصل من
الناحية
السياسية مدى
هذا المشروع
الذي ليس هو
بمشروعنا ولا
هو الأصل، لقد
مرّ عليه
مائتا سنة على
الأقل.
كم
من تجربة
إيجابية في
الحقل
الثقافي، في
الحقل
الاقتصادي -في
اقتصاد الحرب
هذا الذي
تعيشه كوبا
عملياً-، في
الحقل
الرياضي، في
حقل الصحة، في
حقل العناية
بالناس،
العناية
بالإنسان،
الذي هو هدف
الوطن، عنصر
الوطن.
في
هذا الحقل أو
في هذا
الاتجاه
الثالث، في
المشروع
السياسي
التحوّلي
بعيد المدى، نمدّ
يدنا إلى
الخبرة، إلى
رجال ونساء
كوبا الذي
أمضوا سنوات
في التفكير
والعمل من أجل
هذا المشروع
القارّي".
القرن
القادم هو
بالنسبة لنا
قرن الأمل؛
إنه قرننا،
إنه قرن تمرّد
الحلم
البوليفاري،
حلم مارتيه،
الحلم
الأمريكي
اللاتيني.
أيها
الأصدقاء
الأعزاء، لقد
شرفتموني
أنتم بالجلوس
هذه الليلة
لسماع هذه
الأفكار التي تراود
جندي، تراود
أمريكي
لاتيني نذر
نفسه بالكامل
وإلى الأبد
لقضية الثورة
في أمريكانا
هذه".
إنما
كان يوجد فكر
سياسي
واقتصادي
ثوري على درجة
مثلى من
البناء
والتماسك، إستراتيجية
وتكتيك.
قبل
زمن أطول
بكثير مما
يمكن للمرء أن
يفكّر به،
أنزلت
العملية
البوليفارية
الهزيمة
بالأوليغارشبة
في منافسة
نظيفة، بدون
موارد
عملياً، وتمت
الدعوة
للجمعية
التأسيسية
التي حدّثنا
شافيز عنها.
إنما هي ثورة
عميقة كانت
تبدأ في وطن
بوليفار
المجيد.
وكما
تمكنتم من
الملاحظة،
صرّح هو في
ذلك الخطاب
بكل صراحة:
نحن لا نستبعد
الطريق
العسكرية في
فنزويلا. وخلال
الساعات
الطويلة من
المحادثات
وتبادل الآراء
بيننا أثناء
زيارته، كان
هذا الموضوع
أحد النقاط
التي تم
تناولها.
كان
القائد
البوليفاري
يفضّل الوصول
إلى السلطة
بدون هدر
دماء. غير أن
قلقاً كبيراً
كان يساوره
حيال لجوء
الأوليغارشية،
من جهتها، إلى
مورد
الانقلاب عبر
تواطؤ
القيادة
العسكرية
العليا في سبل
كبح الحركة
التي قام بها
ضباط متمردون
في الرابع من
شباط/فبراير 1992.
أتذكّر
بأنه قال لي:
خطّنا هو منع
الوصول إلى أوضاع
حرجة وهدر
دماء؛ أملنا
هو إقامة
تحالفات قوى
اجتماعية
وسياسية،
لأنه بوسعنا
القيام عام 1998
بحملة
انتخابية
قويّة عبر قوة
هامة من
الناخبين،
ودعم
المواطنين
وقطاعات
واسعة من
القوات
المسلحة، من
أجل الوصول إلى
السلطة عبر
الطريق
التقليدي.
أعتقد أن هذه
هي أفضل إستراتيجية
عندنا.
لا
أنسى
الاقتضاب،
ولكنني علّقت
له بصدق: هذا هو
طريق صحيح.
وقد
حدث ما قاله
هو تماماً: في
عام 1998 حقق
تحالف القوى
الوطنية
واليسار الذي
شكّله وقاده
هو، بدعم من
الشعب وتعاطف
وتضامن
أغلبية
العسكريين،
وبشكل خاص
منهم الضباط
الشبان،
نصراً ساحقاً
في انتخابات
تلك السنة.
إنما كان
درساً بكل
معنى الكلمة
للثوار بأنه ليس
هناك من نظرية
ولا طرقاً
وحيدة. والثورة
الكوبية
نفسها كانت
دليلاً على
ذلك أيضاً.
منذ
زمن طويل
وتحضرني
القناعة
الأعمق بأنه حين
تصل الأزمة
ينشأ القادة.
هكذا نشأ
بوليفار حين
وفّر احتلال
نابليون
لإسبانيا
وفرض ملك
أجنبي عليها
الظروف الملائمة
لاستقلال
المستعمرات
الإسبانية في
هذا النصف من
الكرة
الأرضية.
وهكذا نشأ مارتيه
حين وصلت
الساعة
الملائمة
لتفجير
الثورة الاستقلالية
في كوبا.
وهكذا نشأ
شافيز، حين
قرر الوضع
الاجتماعي
والإنساني
المريع في
فنزويلا و
أمريكا
اللاتينية
بأن أوان
النضال من أجل
استقلالٍ
ثانٍ وحقيقي
قد آن.
المعركة
الآن هي أقسى
وأصعب. فإمبراطورية
مهيمِنة، في
عالم معولَم، وهي
القوة العظمى
الوحيدة التي
سادت بعد
الحرب الباردة
والنزاع
الطويل بين
مفهومين
سياسيين
واقتصاديين
واجتماعيين مختلفين
بشكل جذري،
تشكل عثرة
كبيرة أمام
الأمر الوحيد
الذي من شأنه
أن يحمي اليوم
ليس فقط
الحقوق
الأساسية للإنسان،
وإنما أن يحمي
بقائها هي بحد
ذاته.
فالأزمة
التي يعيشها
العالم اليوم
ليست بأزمة
بلد واحد أو
جزء من قارة
أو قارة
بأكملها ولا
يمكنها أن
تكون كذلك؛
إنما هي أيضاً
أزمة شاملة. ولهذا
فإن مثل هذا
النظام
الإمبريالي
ومثل هذا
النظام
الاقتصادي
الذي فرضته
على العالم
ليسا قابلين
للديمومة.
والشعوب
العازمة على
النضال، ليس
فقط من أجل
استقلالها
وإنما من أجل
بقائها أيضاً،
لا يمكن هزمها
أبداً، حتى لو
تعلّق الأمر
بشعب واحد.
إنه
لمن المستحيل
تجاهل ما حدث
في كوبا على
مدى نحو نصف
قرن من الزمن
والقفزات
الاجتماعية والثقافية
والإنسانية
الهائلة التي
أحرزها بلدنا
بالرغم من
أطول حصار
عرفه التاريخ.
يستحيل تجاهل
ما حدث في
فيتنام.
يستحيل تجاهل
ما يحدث اليوم
في العراق.
وما
يحدث اليوم في
فنزويلا هو مثال
مدهش آخر. فلا
الانقلاب
الحكومي، ولا
الانقلاب
النفطي، ولا
استفتاء
العزل
المدعوم من
قبل مجموع
وسائل
الإعلام
تقريباً
تمكنت من منع
الانتصار
الساحق
للحركة
البوليفارية،
التي حققت من
الأصوات
المؤيد للـ
"لا" ما يزيد
بخمسين
بالمائة
تقريباً في
الخامس عشر من
آب/أغسطس،
ونصراً
هائلاً آخر في
ثلاثة وعشرين
من بين 25 مجلس
حكم إقليمي،
وهو حدث لم
يسبق له مثيل
ينظر العالم
إليه بدهشة
وتعاطف وإعجاب.
بالإضافة
لذلك، قامت
هذه المعركة ضمن
ذات النظم
والأعراف
التي وضعتها
الإمبريالية
من أجل إضعاف
وتقسيم صفوف
الشعوب وفرض ديمقراطيتها
التمثيلية
الفاسدة
وسيئة السمعة.
نظراً
لضيق الوقت،
لن أتحدث عن مواضيع
أخرى راهنة
جداً وهامة،
بما فيها مناوراتنا
الإستراتيجية
"باستيون 2004"،
التي تشكل
تعبيراً عن
عزم الشعب
الكوبي
الحازم على
النضال، كما فعل
على مدار 46 سنة
من الإبداع
والصراع.
اسمحوا
لي أن أعبر
لكم فقط أن
يوماً
تاريخياً
بالغ الرمزية
والأهمية
كهذا اليوم،
الذي تحل فيه الذكرى
العاشرة لأول
لقاء لشافيز مع
شعبنا، قرر
مجلس دولة
جمهورية كوبا
أن يمنحكم
وساماً
ثانياً. لقد
سبق وتلقيتم
درع "خوسيه
مارتيه"، بطلنا
الوطني، ملهم
المناضلين
الذين أرادوا
في الذكرى
المئوية
لولادته أن
يسطوا على السماء
وبدأوا
نضالهم من أجل
استقلال كوبا
النهائي.
ومارتيه،
المعجب
ببوليفار،
وهو بوليفاري
حتى النخاع،
شاطر هذا حلمه
بتحرر ووحدة
بلدان أمريكانا
حتى وفاته: "...
ها أنا في كل
يوم أواجه خطر
تقديم حياتي
فداءً لبلدي
ولواجبي –نظراً
لإدراكي له
ونفسي طائعة
للقيام به-
بأن أمنع في
الوقت
المناسب عبر
استقلال كوبا
امتداد
الولايات
المتحدة في
جزر الأنتيل
وجثومها،
بهذه القوة
الإضافية،
فوق أراضي
أمريكانا. كل
ما فعلته حتى اليوم،
وكل ما
سأفعله، إنما
هو من أجل
ذلك"، هذا ما
كتبه قبل
ساعات قليله
من مصرعه في
ساحة القتال. إن
خوسيه مارتيه
بالنسبة كان
على غرار
سوكري: فمن
أجل الحرية
حقّق بفكره ما
حقق ماريشال
أياكوتشو
العظيم بسيفه
المجيد. نشعر
بالفخر بالتفكير
أنه في عام 1959،
بعد 63 سنة من
وفاته، تخرج الثورة
الكوبية
ظافرة بينما
يحمل
مناضلوها أفكاره
كراية لهم.
إلى
درع "خوسيه
مارتيه" الذي
تم منحه لرئيس
جمهورية
فنزويلا
البوليفارية
نضيف اليوم
درع "كارلوس
مانويل دي
سيسبيديس"،
أب الوطن، رائد
أول حرب من
أجل الاستقلال
في العاشر من
تشرين
الأول/أكتوبر
1868، والذي رغم
كونه صاحب
ممتلكات من
الأراضي ومن
الصناعة السكرية،
قام بتحرير
العبيد
العاملين في
تلك الأملاك
في ذات اليوم
الذي ثار فيه
وامتشق سلاحه
ضد الاستعمار
الإسباني.
عن
وطن بوليفار
العظيم قال
سيسبيدس يوماً:
"فنزويلا،
التي فتحت
أمام أمريكا
الإسبانية
طريق الاستقلال
وسارت فيه
بمجد حتى
كلّلت
مسيرتها في أياكوتشو،
هي معلمتنا
المرموقة في
دروس
الحرية...".
كتتويج
لهذا الحفل
التاريخي،
بمناسبة مرور عشر
سنوات بالضبط
على أول زيارة
لشافيز لكوبا
وعلى الخطاب
الذي ألقاه في
قاعة الشرف في
جامعة
هافانا،
ستوقع
الحكومتان
هذه الليلة بياناً
مشتركاً حول الـ
"ALBA" [الخيار
البوليفاري للقارة
الأمريكية]،
وهو مفهوم
بوليفاري
للتكامل
الاقتصادي، واتفاقاً
ثنائياً
للشروع
بتطبيقه،
واللذين سيصنعان
تاريخاً.
هوغو:
لقد قلت قبل
عشر سنوات
بأنك لم تكن
تستحق
التشريفات التي
تلقيتها من
الذين
استشفّينا
فيك مزاياك كثوري
عظيم، حين
أخذت بالوصول
الأنباء عن تاريخك،
وعن سلوكك وعن
أفكارك بينما
كنت قابعاً في
سجن "جاري".
قدرتك
التنظيمية،
وأستاذيّتك
مع الضباط الشبان،
وحكمتك
وصمودك أمام
الصعاب،
تجعلك تستحق
تلك
التشريفات
وتشريفات
كثيرة.
وعدت
بأن تعود
يوماً حاملاً
أهدافاً
وأحلاماً
محقّقة. عدت
وعدت
عملاقاً،
والآن ليس فقط
كقائد
للعملية
البوليفارية
الظافرة التي يقوم
بها شعبك، وإنما
كذلك كشخصية عالمية
بارزة،
عزيزة، محل
إعجاب
واحترام ملايين
كثيرة من
الأشخاص في
العالم،
وبشكل خاص من
أبناء شعبنا.
تبدو
لنا قليلة
اليوم
التشريفات
التي تلقيتها
وتحدثت أنت
عنها
والوسامين
اللذين منحناك
إياهما. أكثر
ما يؤثر فينا
هو أنك عدت،
كما وعدت
أيضاً، لتقاسم
نضالاتك
البوليفارية
والمارتينية معنا.
عاش
بوليفار
ومارتيه!
عاشت
جمهورية
فنزويلا
البوليفارية!
عاشت
كوبا!
دامت
إلى الأبد
علاقات
الأخوة
والتضامن
بيننا!