الخطاب
الذي ألقاه
رئيس جمهورية
كوبا، فيدل كاسترو
روز، في
احتفال إحياء
الذكرى
الثلاثين
للمهمة
العسكرية
الكوبية في
أنغولا
والذكرى
التاسعة
والأربعين
لإنزال يخت
"غرانما"،
عيد القوات
المسلحة
الثورية، في
الثاني من
كانون
الأول/ديسمبر
2005.
حضرات
المدعويين،
أيها
المناضلون
الأمميون،
أيتها
االرفيقات،
أيها الرفاق:
تحل
بهذا اليوم 49
سنة على وصول
يخت "غرانما"
إلى سواحل
الوطن. أي أنه
يبدأ بهذا
اليوم العام الخمسون
من حياة الجيش
الثائر
والقوات المسلحة
الثورية.
وكما
هو معروف، بعد
الإنزال
البحري،
وبالرغم من
الانتكاسات
الأولى،
امتدت رقعة
النضال بصورة
سريعة إلى كل
ركن من أركان
أريافنا ومدننا.
وحتى تحقق
النصر الشعبي
المدهش في
الأول من كانون
الثاني/يناير
1959، لم تكن هناك
لحظة واحدة من
الهدنة في
النضال المستميت
في وجه قوات
القمع التي
عذّبت وقتلت
عشرات الآلاف
من الكوبيين
ونهبت حتى آخر
سنت من
الاحتياط
النقدي
للبلاد.
ولكن
ذلك الانتصار
العظيم كان
بعيداً عن أن
يشكل نهاية
المعارك
العسكرية.
الغدر
الإمبريالي،
الذي كان يشتد
حدة بعد كل إجراء
يُتخذ بما فيه
الخير للشعب
أو يعزز
الاستقلال الوطني،
سرعان ما جعلنا
نبقى واقفين
ونحن نحمل
جعبنا ونحتذي
أبواطنا؛
واضطر كثيرون
من أبناء
وطننا لمواصلة
وهب حياتهم
فداءً للدفاع
عن الثورة،
سواءً كان في
كوبا أو في
أراضٍ أخرى من
العالم، عبر قيامهم
بواجبات
مقدّسة.
بعد
إنزال
"غرانما"
بتسعة عشر
عاماً بالضبط،
في شهر تشرين
الثاني/نوفمبر
1975، كانت هناك
مجموعة صغيرة
من الكوبيين
تخوض في
أنغولا
المعارك
الأولى من
الحرب التي
استمرت سنوات
عدة.
إن
تاريخ السلب
والنهب
الإمبريالي
والنيوكولونيالي
الأوروبي في
أفريقيا،
بدعم كامل من
قبل الولايات
المتحدة وحلف
الناتو"،
وكذلك تضامن
كوبا البطولي
مع الشعوب
الشقيقة،
ليسا معروفين
على نحوٍ
كافٍ، ولو
كمجرد حافز
يستحقّه مئات
الآلاف من
الرجال
والنساء
الذين سطروا
تلك الصفحة المجيدة
ليشكلوا قدوة
ومثالاً
لأجيال
الحاضر
والمستقبل التي
لا ينبغي أن
تنساهم أبداً.
وهذا لا ينفي
ضرورة مواصلة
نشرهما.
في
هذه الأيام تم
تناول هذا
الموضوع
تكراراً عبر
التلفزيون
وباقي
الوسائل
الصحفية،
وكذلك في
احتفالات
تكريم
المقاتلين
الأمميين
التي أقيمت في
جميع محافظات
البلاد.
وعليه،
وكسباً للوقت
في هذه
اللحظات من
العمل الثوري
الشاق،
سأكتفي
بإجراء جملة
من التأملات
السريعة حول
بعض اللحظات
الأساسية من تلك
الصفحة
المجيدة من
تاريخنا
الثوري.
في
عام 1961، حين كان
الشعب
الجزائري
يخوض نضالاً
مدهشاً من أجل
استقلاله،
قامت باخرة
كوبية بنقل
أسلحة إلى
الثوار
الجزائريين
الأبطال، وفي
طريق العودة
جلبت مائة من
الأطفال الأيتام
ومن جرحى
الحرب. بعد
ذلك بسنتين،
حين حققت الجزائر
استقلالها،
تهدد هذا الاستقلال
عدوان خارجي
يرمي إلى
حرمان هذا البلد
الجريح من
موارد طبيعية
هامة. وكان
للمرة الأولى
أن اجتازت
قوات كوبية
المحيط، ومن
دون أن تطلب
إذناً من أحد،
ولبّت نداء
الشعب الشقيق.
في
تلك الأيام
أيضاً، حين
حرمت
الإمبريالية بلدنا
من نصف أطبائه
ولم تترك لنا
إلا ثلاثة آلاف
منهم، تم
إرسال عدة
عشرات من
الأطباء الكوبيين
إلى الجزائر
من أجل مساعدة
شعبها.
على
هذا النحو بدأ
قبل 44 سنة من الآن
ما يشكل اليوم
أعظم تعاون
طبي مع شعوب
العالم
الثالث عرفته البشرية.
في
ذلك الإطار
بدأ اعتباراً
من عام 1965
تعاوننا مع
النضال
الاستقلالي
في أنغولا
وغينيا
بيساو، والذي
تمثل بشكل
أساسي بإعداد
كوادر وإرسال
مدرّبين
ومساعدة
مادّية.
بعد
ما عُرفت
بثورة
القرنفل في
البرتغال،
والتي أضعفها
الانهيار
الاقتصادي
واستنزاف
الحرب، بدأ تفكك
الإمبراطورية
الاستعمارية
في ذلك البلد.
حققت
غينيا بيساو
استقلالها في
شهر
أيلول/سبتمبر
من عام 1974؛ وكان
قد مكث هناك إلى
جانب الثوار نحو
ستين أممي
كوبي، من
بينهم عشرة
أطباء، ولذلك
لمدة نحو عشر
سنوات، اعتباراً
من عام 1964.
وموزمبيق،
وبعد نضال
قاسٍ خاضه
شعبها في ظل
قيادة "جبهة
التحرير
الموزمبيقية"
وقائدها،
الأخ والرفيق
الخالد
سامورا
ماتشيل، حققت
استقلالها
النهائي في
أواسط عام 1975؛
وفي شهر
تموز/يوليو من
ذلك العام،
حقق هذا الهدف
كل من الرأس
الأخضر وساو
توميه.
في
حال أنغولا،
وهي المستعمرة
الأوسع
والأغنى بين
المستعمرات
البرتغالية،
كان الوضع
مختلفاً
كلياً. فقد
وضعت حكومة الولايات
المتحدة حيّز
التنفيذ خطة
سرية لسحق
المصالح
المشروعة
للشعب
الأنغولي
وفرضت حكومة
دمية. إحدى
الركائز
الرئيسية
لذلك تمثلت في
تحالفها مع
جنوب أفريقيا
من أجل مشاركتها
في تدريب
وتجهيز
المنظمات
التي شكلها
الاستعمار
البرتغالي من
أجل إحباط
استقلال
أنغولا وتحويلها
عملياً إلى
ملكية مشتركة
بين موبوتو
الفاسد والفاشية
الجنوب
أفريقية،
التي لم تتردد
في استخدام
قواتها لغزو
أنغولا.
كان
دكتاتوريون
وإرهابيون
ولصوص
وعنصريون معترفون
ينضوون
باستمرار،
بدون أي ورع،
في صفوف ما
يسمى "العالم
الحر"، وقد
عمّدهم الرئيس
الأمريكي
آنذاك، رونالد
ريغان، بعد
ذلك بسنوات
قليلة، وبجرعة
متمادية من
الدناءة،
باسم
"مقاتلون من
أجل الحرية".
في
أواسط شهر
تشرين
الأول/أكتوبر
من عام 1975، وبينما
كان جيش زائير
والقوات
المرتزقة
المعزَّزة
بأسلحة ثقيلة
ومستشارين
عسكريين من جنوب
أفريقيا
يستعدون لشن
هجمات جديدة
في شمال
أنغولا، وقد
أصبحت على
مقربة من لواندا،
كان يزحف من
الجنوب تهدد
الخطر الأكبر.
طوابير جنوب
أفريقية
مدرّعة كانت
قد توغلت في
أراضي البلاد
عبر الجنوب
وتتقدم بسرعة
نحو عمق
الأراضي،
وذلك بهدف
احتلال
لواندا عبر
القوات
المشتركة
المكونة من
العنصريين الجنوب
أفارقة وقوات
موبوتو
المرتزقة،
وذلك قبل إعلان
الاستقلال في
الحادي عشر من
تشرين الثاني/نوفمبر.
في
تلك اللحظة لم
يكن يوجد في
أنغولا إلا 480
مدرّب عسكري،
ممن كانوا قد
وصلوا إلى
البلاد قبل ذلك
الموعد
بأسابيع قليلة
استجابةً
لطلب تقدم به
إلينا رئيس
الحركة الشعبية
لتحرير
أنغولا،
أغوستين
نيتو، البطل
والقائد
العظيم الذي
نظّم وقاد
نضال شعبه على
مدار سنوات
طويلة تمتع
خلالها بدعم
كل الشعوب الأفريقية
واعتراف
العالم. فقد
طلب منّا بكل
بساطة
التعاون
بتدريب الفرق
التي سيتكوّن
منها جيش
الدولة
المستقلّة
الجديدة. ولم
يكن لدى المدرّبين
إلا أسلحة
خفيفة.
في
الأيام
الأولى من
تشرين
الثاني/نوفمبر
واجهت مجموعة
صغيرة منهم،
ومعها جنود
مبتدئون من
مركز التدريب
الثوري في
بينغيلا،
الجيش العنصري
ببسالة. في
الهجوم
المفاجئ وغير
المتوازن الذي
شنّه الجنوب
أفارقة على
عشرات الشبان
الأنغوليين
الذين ماتوا،
قُتل ثمانية
مدرّبين
كوبيين وأصيب سبعة
آخرون بجراح.
فقدَ
الجنوب
أفارقة ست
آليات مدرّعة
ووسائل أخرى.
فهم لم يكشفوا
أبداً عدد الإصابات
البالغة التي
نزلت في صفوف
جنودهم.
في
تلك المنطقة
المعزولة من
الجغرافيا
الأفريقية
جُبلت دماء
الكوبيين
والأنغوليين
للمرة الأولى
لتغذّي بذرة
حرية تلك
الأرض المعذّبة.
كان
في تلك اللحظة
أن قررت كوبا،
وبالتنسيق مع
الرئيس نيتو،
إرسال قوات
خاصة من وزارة
الداخلية
ووحدات
نظامية من
القوات
المسلحة الثورية
في استعداد
قتالي كامل،
وتم نقل هذه
القوات بحراً
وجواً من أجل
مواجهة عدوان
الأبارثيد.
قبلنا
التحدي بلا
تردّد. لم يتم
ترك مدرّبينا وحدهم،
ولا كذلك
المقاتلين
الأنغوليين
المتفانين،
وأقل من ذلك
شأناً
استقلال
وطنهم بعد
أكثر من عشرين
سنة من النضال
البطولي. على
مسافة عشرة
كيلومترات،
دخلت قوات
كوبية وريثة
الجيش الثائر المجيد
في معركة مع
جيوش جنوب
أفريقيا،
أكبر وأغنى
قوة في تلك
المنطقة، وضد
زائير،
الأغنى وجيدة
التسلح
والدمية بيد
أوروبا
والولايات
المتحدة.
بدأت
على هذا النحو
ما اتُّفق على
تسميتها "عملية
كارلوتا"،
وهو الاسم
الحركي لأنجح
الحملات
الأممية التي
يقوم بها
بلدنا
وأكثرها عدلاً
وأطولها مدة
وأوسعها
مساحة.
لم
تتمكن
الإمبراطورية
من تحقيق
هدفها المتمثل
في شرذمة
أنغولا
وإجهاض
استقلالها.
فقد منع ذلك
النضال
البطولي
والطويل الذي
خاضع شعبا
أنغولا وكوبا.
لم
يتصوّر رئيس
الولايات
المتحدة ولا
وزير خارجيته
الجبّار،
هنري كسنجر،
ولا الخدمات التجسسية
في ذلك البلد
في أي لحظة من
اللحظات ولا
حتى احتمال
مشاركة كوبا.
فلم يسبق
أبداً أن تحرك
ولعب دوراً أي
بلد من العالم
الثالث لدعم
شعب آخر في
نزاع عسكري
يقع على مسافة
بعيدة عن
حدوده
الجغرافية.
في
نهايات شهر
تشرين
الثاني/نوفمبر
كان العدوان
قد أوقف في
الشمال
والجنوب. وحدات
كاملة من
الدبابات وكم
وافر من
المدفعية
الأرضية
والمضادة
للطيران
ووحدات مدرّعة
من المشاة،
حتى مستوى
فرقة، تم
نقلها عبر
بواخر تابعة
لأسطولنا
التجاري،
أخذت تتراكم
على وجه
السرعة في
أنغولا، حيث
شرع 36 ألف
جنديّ كوبي
بهجوم كاسح.
عبر مهاجمتهم
للعدو من الجنوب
أجبروا الجيش
العنصري
الجنوب
أفريقي على التراجع
مسافة تزيد عن
الألف
كيلومتر حتى
نقطة
انطلاقه، وهي
حدود أنغولا
مع ناميبيا،
القاعدة
الاستعمارية
للعنصريين.
وفي السابع والعشرين
من آذار/مارس
غادر آخر جندي
جنوب أفريقي
الأراضي
الأنغولية.
وفي الطرف
الشمالي، تم خلال
أسابيع قليلة
إلقاء قوات
موبوتو
النظامية
والقوات
المرتزقة إلى
الجهة الأخرى
من الحدود مع
زائير.
ولقول
الحق، كان رأي
كوبا جعل جنوب
أفريقيا تدفع
ثمنا باهظاً
لمغامرتها:
وهو تطبيق
القرار رقم 435
الصادر عن
الأمم
المتحدة
واستقلال ناميبيا.
الحكومة
السوفييتية
من جهتها كانت
تضغط علينا
بشدة طالبةً
منّا الانسحاب
السريع، وذلك
قلقاً منها من
ردود الفعل
اليانكية
المحتملة.
بعد
اعتراضات
جادّة من
طرفنا لم يبقَ
أمامنا
خياراً آخر غير
الموافقة،
ولو جزئياً،
على الطلب
السوفييتي.
وهم، وبالرغم
من عدم
مشاورتهم
بشأن القرار
الكوبي إرسال
قوات إلى
جمهورية
أنغولا
الشعبية، كانوا
قد قرروا في
وقت لاحق
توفير
الأسلحة من
أجل تشكيل
الجيش
الأنغولي
واستجابوا
على نحو إيجابي
لطلبات
محددّة لنا
لموارد على
طول المدة
التي
استغرقتها
الحرب. لم يكن
بالإمكان وجود
أي أفق محتمل
بالنسبة
لأنغولا بدون
الدعم السياسي
واللوجستي
الذي قدّمه
الاتحاد
السوفييتي
بعد النصر.
حيال
الوضع الدقيق
الذي نشأ في
نيسان/أبريل 1976،
توجه وزير
القوات
المسلحة
الثورية،
الرفيق
راؤول، إلى
أنغولا لكي
يبحث مع
الرئيس نيتو الضرورة
الحتمية
للشروع
بالسحب
التدريجي للقوات
الكوبية التي
كان عددها يبلغ
36 ألفاً، خلال
مدة تبلغ 3
سنوات، وهي
مدة اعتبرها
الطرفان،
كوبا
وأنغولا،
كافية من أجل
تكوين جيش
أنغولي قويّ.
في
هذه الأثناء
كنا نُبقي على
وحدات قتالية
قويّة في
مرتفعات
الهضبة
الوسطى من
البلاد، على
مسافة
تفهّم
نيتو حججنا
ووافق بنبل
على جدول
انسحاب القوات
الكوبية.
بعد
ذلك بأقل من
سنة، في شهر
آذار/مارس 1977،
حين تمكنت من
زيارة أنغولا
في نهاية
الأمر من زيارة
أنغولا
والتقدم
شخصياً
بالتهاني على
نصر
المقاتلين
الأنغوليين
والكوبيين،
كان قد عاد
إلى كوبا 12 ألف
أممي كوبي، أي
ثلث عدد أفراد
قواتنا. حتى
تلك اللحظة
كان برنامج
الانسحاب
ينفَّذ حسبما
هو مرسوم. ولكن
الولايات
المتحدة
وجنوب
أفريقيا لم
تكونا مرتاحتين،
مع تآمر
حكومتا
بريتوريا
وواشنطن،
بعدما كانت خفية
نوايا هذه
الأخيرة من
قبل، أصبحت
المؤامرة
واضحة على
الملأ في
أعوام الثمانينات
مع إطلاق
ريغان
"للالتزام
البنّاء"
والـ "Linkage". إصرار
وعناد هذين
الطرفين،
والعواقب
الأليمة
والمأساوية
لهذا العناد،
جعلا دعمنا
المباشر
للشعب
الأنغولي
ضرورياً على
مدى أكثر من 15
سنة، بالرغم
مما اتُّفق
عليه في
الجدول الزمني
الأول
للانسحاب.
قليلون
هم الذين
صدّقوا أنه
سيكون بوسعنا
أن نقاوم بثبات
هجمات
الولايات
المتحدة
وجنوب
أفريقيا على
مدار كل تلك
السنوات.
في
ذلك العقد من
الزمن نما
نضال شعوب كل
من ناميبيا
وزمبابوي
وجنوب
أفريقيا ضد
الاستعمار
والأبارثيد.
وتحولت
أنغولا إلى
حصن منيع لهذه
الشعوب، التي
قدّمت لها
كوبا أيضاً كل
الدعم. لقد
تصرفت حكومة
بريتوريا
دائماً بخبث.
كاسّينغا،
بوما، نوفو
كاتينغي،
وسومبا هي مسارح
جرائم
الأبارثيد
بحق شعوب
ناميبيا وزمبابوي
وأفريقيا
الجنوبية
وأنغولا، وهي
في ذات الوقت
أمثلة بارزة
على تضامننا
النضالي
والقتالي في
وجه العدو
المشترك.
الهجوم
على مدينة
سومبي هو على
نحو خاص من
البلاغة في ما
يتعلّق
بالنوايا
الإجرامية.
فهناك لم تكن
توجد قوات
كوبية ولا
أنغولية،
إنما فقط
أطباء
وأساتذة
وعمّال بناء
وغيرهم من المتعاونين
المدنيين
الذي سعى
العدو
لخطفهم، ولكن
هؤلاء الرجال
والنساء
قاوموا
بأسلحة الميليشيا
التي كانت
لديهم إلى
جانب أشقائهم الأنغوليين،
إلى أن اضطر
المعتدون
للفرار عندما
وصلت
التعزيزات. في
تلك المواجهة
غير
المتوازية
سقط سبعة كوبيين.
إنه
مجرّد مثال
واحد من بين
الأمثلة
الكثيرة التي
يمكن ذكرها
على تضحية
وشجاعة
أمميينا، عسكريين
ومدنيين، المستعدّين
لوهب دمائهم
وعرقهم كلّما
استدعى الأمر
ذلك، إلى جانب
أخوتهم
الأنغوليين
والناميبيين
والزمبابويين
والجنوب
أفارقة؛ بل ومن
القارة كلها،
إذ يمكننا أن
نضيف
جزائريين،
كونغوليين،
أثيوبيين ومن
الرأس الأخضر.
لقد
كانت مأثرة ما
فوق العادية نفذها
شعبنا، وعلى
نحو خاص جداً
الشبيبة،
عشرات الآلاف
من مقاتلي
الخدمة
العسكرية
النشيطة ومن
الاحتياط،
الذين نفذوا
طوعياً
الواجب
الأممي إلى
جانب الضباط
وباقي
الأعضاء
الدائمين للقوات
المسلحة
الثورية.
يعَدّون
بالملايين
الرجال
والنساء
الذين ضمنوا
من كوبا نجاح
كل مهمّة،
فغطّوا
بساعات عمل
إضافية
الفراغ الذي
تركه من ذهبوا
إلى الحرب
واجتهدوا في
سبيل عدم
نقصان شيء على
عائلة المقاتل
أو المتعاون
الأممي.
إن
ذوي أمميينا
يستحقّون
عرفاناً
خاصاً. فقد تحمّلوا
غيابهم بصبر
ما فوق
العادي،
وبثوا العزم
في كل رسالة بعثوا
بها لهم وتفادوا
الحديث عن
صعوبات
ومباعث قلق.
نموذج
ساميّ هم
أمهات وأبناء
وأشقاء
وأزواج أخوتنا
الشهداء. فقد
كانوا
جميعاً، بدون
استثناء، على
مستوى
التضحية
العليّة عند
أعزّائهم.
عرفوا كيف
يحوّلوا
ألمهم
العميق، وهو
الألم الذي
اهتز له كل
ركن من أركان
كوبا خلال
"عملية
تكريم"، إلى
مزيد من حب
الوطن، إلى
مزيد من
الوفاء، إلى
مزيد من
الاحترام للقضية
التي وهب
حياته من
أجلها الشخص
العزيز.
الشعب
القادر على
هذه المأثرة،
ما الذي لن يفعله
إذا ما حلّت
لحظة الدفاع
عن أرضه نفسها!
لم
أروِ اليوم –ليست
اللحظة
المناسبة-
اختلاف
مفاهيم الإستراتيجية
والتكتيك عند
الكوبيين
وعند السوفييت.
لقد
أهّلنا نحن
عشرات الآلاف
من الجنود
الأنغوليين
ووفّرنا
الاستشارة
لقوات هذا
البلد في
التدريب وفي
فن القتال.
كان السوفييت
يوفّرون
الاستشارة
للقيادة العسكرية
العليا
ويزوّدون
القوات
المسلحة الأنغولية
بسخاء بكل
الأسلحة
اللازمة. بعض
التحركات التي
نشأت من قلب
الاستشارة
العليا تسبب
لنا بالكثير
من أوجاع
الرأس. غير
أنه ساد
دائماً بين
العسكريين
الكوبيين
والسوفييت
احترام كبير
ومشاعر عميقة
بالتضامن
والتفاهم.
كما
هو معروف، في
نهايات عام 1987
وقع آخر غزو
جنوب أفريقي
واسع على
الأراضي الأنغولية،
وذلك في ظروف تعرّض
الاستقرار
نفسه في ذلك
البلد للخطر.
في
تلك الفترة وجّهت
جنوب أفريقيا
والولايات
المتحدة آخر
وأشدّ ضربة لمجموعة
قويّة من
القوات
الأنغولية
كانت تتقدم
عبر الأراضي الرملية
باتجاه
جامبا، على الطرف
الجنوبي
الشرقي من
حدود أنغولا،
حيث يفترض
بأنه كان يقوم
مقر قيادة
سافيمبي، وهي
هجمات
اعترضنا نحن
عليها دائماً
ما لم يتم منع
جنوب أفريقيا من
التدخل في
اللحظة
الأخيرة
بطائراتها
ومدفعيتها
القوية
وقواتها
المدرّعة.
تكررت
من جديد القصّة
المعروفة.
العدو،
المدجّج
بأحدث الأسلحة،
أخذ يتقدم
لاحقاً في
العمق باتجاه
كويتو كوانافالي،
التي كانت في
السابق قاعدة
جوية لحلف
"الناتو"،
وكان يستعدّ
لتوجيه ضربة
قاضية
لأنغولا.
الحكومة
الأنغولية
وجهت نداءات
استغاثة يائسة
لتجمّع
القوات
الكوبية أمام
الكارثة التي
نشأت، وهي
بدون شك أكبر
الكوارث في عملية
عسكرية لم نكن
نتحمّل نحن أي
مسؤولية
عنها، كما حدث
في مرات أخرى.
القيادة
السياسية
والعسكرية
العليا قررت،
في جهد عملاق،
وبالرغم من
خطر العدوان
العسكري
الحقيقي الذي
كان يحيق بنا،
جمع القوات اللازمة
من أجل توجيه ضربة
نهائية
للقوات
الجنوب
أفريقية. كرر
شعبنا مجدداً
مأثرة عام 1975. سيل
من الوحدات
والوسائل
الحربية
اجتاز المحيط
الأطلسي
بسرعة وأنزل
على الساحل
الجنوبي من
أنغولا ليشن
الهجوم من
الجنوب
الغربي
باتجاه
ناميبيا،
بينما كانت
تتقدّم، على
مسافة
بلغ
عدد الجنود
الكوبيين في
أنغولا تلك
المرة 55 ألف
جندي.
على
هذا النحو، في
الوقت الذي
كانت القوات
الجنوب
أفريقية تنزف
فيه في كويتو
كوانافالي،
كان هناك
أربعون ألف جندي
كوبي وثلاثون
ألف أنغولي في
الجنوب الغربي،
مدعومين
بحوالي 600
دبابة ومئات
القطع من المدفعية
وألف قطعة
سلاح مضاد
للطيران
وطائرات الميغ-23
التي استولت
على السماء، يتقدمون
باتجاه
الحدود مع
ناميبيا،
مستعدّين
ليمحوا وجود
القوات
الجنوب
الأفريقية
التي كانت تحتشد
في ذلك
الاتجاه
الرئيسي.
كثيرة
هي الأمور
التي يمكن
قولها عن كل
تلك المعارك
وما يمكن
روايته من
أحداث وقعت
خلال ذلك
الصراع.
إنهم
موجودين هنا
الرفيق بولو
سينتراس فريّاس،
القائد
الباسل لجبهة
أنغولا
الجنوبية في
تلك اللحظة،
والعديد من
الرفاق الذين
شاركوا في تلك
الأيام
المجيدة
والخالدة.
الانتصارات
الحاسمة في
كويتو
كوانافالي،
وخاصة التقدم
الكاسح لتجمع
القوات
الكوبية
الجرّارة في
جنوب غرب
أنغولا، وضعت
حداً للعدوان
العسكري
الخارجي.
كان
على العدو أن
يبتلع غطرسته
المعتادة ويجلس
على مائدة
المفاوضات.
تتوجت
المفاوضات "باتفاقات
السلام في
جنوب غرب
أفريقيا"،
الموقعة من
قبل جنوب
أفريقيا
وأنغولا
وكوبا في مقر
منظمة الأمم
المتحدة في
شهر كانون
الأول/ديسمبر
1988.
سُمِّيت
الرباعية
لأننا شاركنا
فيها من جهة
أنغوليون
وكوبيون ومن
الجهة الأخرى
الجنوب
أفارقة.
الولايات
المتحدة شغلت
الطرف الثالث
من الطاولة إذ
أنها لعبت دور
الوسيط. في
الحقيقة أن
الولايات
المتحدة كانت
حكماً وطرفاً،
فقد كانت
حليفاً لنظام
الأبارثيد،
فكان ينبغي
عليها الجلوس
إلى جانب
الجنوب أفارقة.
كبير
المفاوضين
الأمريكيين،
مساعد وزير الخارجية،
شيستر كروكر،
اعترض خلال
سنوات على مشاركة
كوبا. وأمام
خطورة الوضع
العسكري بالنسبة
للمعتدين
الجنوب
أفارقة، لم
يبقَ أمامه
خياراً آخر
غير الموافقة
على حضورنا.
في كتاب ألّفه
هو حول
الموضوع كان
واقعياً حين
كتب في حديثه عن
دخول ممثلي
كوبا إلى قاعة
الاجتماع:
"كانت وجهة
المفاوضات
على وشك
التغير إلى
الأبد".
كان
موظف إدارة
ريغان يعلم
تماماً أنه
بوجود كوبا
على مائدة
المفاوضات لن
تكون مجدية
المناورات
الفظة ولا
الابتزاز ولا
التخويف ولا الكذب.
هذه
المرة لم يحدث
ما حدث في باريس
عام 1898، حين تفاوض
الأمريكيون
والإسبان على
السلام من دون
وجود تمثيل
الجيش
المحرِّر،
حكومة الثوار
الكوبية.
حضرتها
هذه المرة
القوات
المسلحة
الثورية والممثل
الشرعي
للحكومة
الثورية
الكوبية إلى
جانب حكومة
أنغولا.
المهمّة
الأمميّة
نُفِّذت على
أكمل وجه. بدأ
مقاتلونا
عودتهم إلى
أرض الوطن
وجبهتهم مرفوعة،
ولم يجلبوا
معهم إلا
صداقة الشعب
الأنغولي
والأسلحة
التي حاربوا
بها بتواضع
وبسالة على
مسافة مئات
الكيلومترات
عن وطنهم، ورضى
القيام
بالواجب
ورفات إخوتنا
الشهداء المجيدة.
لقد
كانت
مساهمتهم
حاسمة في
تعزيز
استقلال
أنغولا
وتحقيق
استقلال
ناميبيا.
وشكّلت كذلك
مساهمة هامة
في تحرير
زمبابوي
واندثار نظام
الأبارثيد
الضغين في
جنوب أفريقيا.
قليلة
هي المرات
التي شهد فيها
التاريخ حرباً،
وهو العمل
الإنساني
الأكثر روعة
وصعوبة وتمزيقاً
للقلب،
تترافق بهذه
الدرجة من
الحسّ
الإنساني والتواضع
عند
الظافرين،
بالرغم من
انعدام هذه
القيم كلياً
في صفوف
المهزومين في
نهاية الأمر.
إن متانة
المبادئ
ونقاء
الأهداف
يفسّران
الشفافية
المطلقة في كل
عمل قام به
مقاتلونا
الأمميون.
مما
لا شك فيه أنه
كان حاسماً في
ذلك التقليد الذي
زرعه ثوار
كوبا القدماء
في الحروب
الاستقلالية،
وهو تقليد
عززه الثوار
والمناضلون
السرّيون
خلال حرب
التحرر الوطني،
وواصل زرعه
أعضاء
الميليشيا
وأعضاء القوات
المسلحة
الثورية
ووزارة
الداخلية في وجه
الأعداء
الخارجيين
والداخلين
بعد الانتصار
الثوري.
لم
يتم أبداً
رواية تلك
الملحمة على
أكمل وجه. مع
حلول الذكرى
الثلاثون
تسعى
الإمبريالية
اليانكية
وتبذل جهوداً
حثيثة لمنع
اسم كوبا من
الظهور حتى في
مناسبات
إحياء ذكرى
الأحداث
التاريخية.
والأنكى من
ذلك هو أنها
تسعى لإعادة
كتابة
التاريخ: يبدو
أنه لم يكن
لكوبا أي صلة
على الإطلاق
باستقلال
أنغولا،
استقلال
ناميبيا،
وهزيمة قوات
جيش
الأبارثيد
التي كانت
عليه حتى ذلك
الحين قوات لا
تقهر؛ ولا حتى
لكوبا وجود،
إنما كل ذلك
جاء وليد
الصدفة وخيال
الشعوب. ليس
لحكومة
الولايات
المتحدة صلة
على الإطلاق
بمئات الآلاف
من الأنغوليين
الذين قتلوا،
وآلاف القرى
التي
دُمِّرت، وملايين
الألغام التي
زُرعت في
الأراضي
الأنغولية،
حيث ما زالت
تقضي
باستمرار على
أرواح كثيرين
من الأطفال
والنساء
والمدنيين في
ذلك البلد.
إن
ذلك يشكل
إهانة لشعوب
أنغولا
وناميبيا و جنوب
أفريقيا،
الذين ناضلوا
كثيراً،
وإجحافاً
فظاً بحق
كوبا، البلد
الوحيد غير
الأفريقي
الذي حارب
وقدّم دماءه
فداء
لأفريقيا وفي
وجه نظام
الأبارثيد
الضغين.
تستخرج
الإمبريالية اليانكية
من أنغولا
اليوم آلاف
الملايين من
الدولارات
وتبذّر
مواردها
الطبيعية
وتنفد
احتياطها النفطي
غير القابل
للتجدد. لقد
قامت كوبا بما
قاله البطل
القائد
المناهض
للاستعمار
ألميكار
كابرال: "إن
المقاتلين
الكوبيين
مستعدون
للتضحية
بأرواحهم من
أجل تحرر بلداننا،
ومقابل هذه
المساعدة
لحريتنا
وتقدّم مواطنينا
لم يحملوا
شيئاً من
عندنا إلا
رفات المقاتلين
الذين
استشهدوا وهم
يناضلون من أجل
الحرية".
المساعي
اليانكية
التافهة
لتجاهل دور كوبا
المشرف تبعث
الاستياء عند
الشعوب الأفريقية.
وأحد أسباب
ذلك أنه لم
يتم أبداً
كتابة تاريخ
كل ما حدث.
باحثون
أصحاب مكانة
مرموقة يسعون
باجتهاد
للحصول على
معلومات.
وكوبا، من
جهتها، والتي
لم تشأ أبداً
أن تكتب وتأبى
الحديث عمّا
فعلته بكل
نزاهة وبروح
تضامنية، مستعدة
لتقديم
تعاونها
المتواضع،
وذلك بفتحها
التدريجي
لأرشيفها
ووثائقها
أمام كتّاب
جادّين
ومعروفين ممن
يرغبون
برواية تاريخ تلك
الأحداث
الحقيقي والذي
لا يُدحَض
(تصفيق).
إن
مأثرة أنغولا
والنضال من
أجل استقلال
ناميبيا وضد
نظام
الأبارثيد
الفاشي قد
عززا شعبنا كثيراً.
وأعمال
البطولة
والتفاني
والإنسانية التي
لا تعد ولا
تحصى وقام بها
أكثر من 300 ألف
مقاتل أممي
وحوالي 50 ألف
متعاون مدني
كوبا ممن نفذوا
مهمات في
أنغولا على
نحو طوعي على
الإطلاق، هي
كنز يصعب
تقديره بثمن.
هذا
التقليد
الرائع
يواصله اليوم
بكرامه عشرات
الآلاف من
الأطباء
وغيرهم من
المهنيين
وعمال الصحة
والمعلمين
والمدربين
الرياضيين
والأخصائيين
من مختلف
المجالات،
والذين
يقومون بواجبهم
التضامني،
وذلك في كثير
من الأحيان في
ظروف تبلغ من
القسوة ما
يجعلها أشبه
بظروف معركة،
كما هو حال
الفرقة
الطبية "هنري
ريف" التي شقت
طريق المجد.
اسم
تلك العملية
هو في ذات
الوقت رمز
وتكريم لآلاف
العبيد الذين
قضوا في
المعركة أو
أُعدِموا
خلال
التمردات
الأولى.
من
تلك التمردات
نشأت نساء
بمقام
كارلوتا، وهي
زنجية كانت
تابعة لأملاك
مصنع السكر
"تريونفيراتو"
في ماتانزاس،
تقدّمت عام 1843
أحد التمردات
الكثيرة ضد
الظلم الشنيع
بحق العبيد وضحّت
بحياتها في
هذا المسعى.
ثوار
كوبا القدماء
منهم والجدد،
والمناضلون
سراً،
ومقاتلو
خيرون [خليج
الخنازير]
وأزمة أكتوبر
[أزمة
الصواريخ]،
ومكافحة
العصابات، والأمميون،
وأعضاء
الميليشيا،
وأعضاء القوات
المسلحة
الثورية ووزارة
الداخلية،
وكل أبناء هذا
الشعب المناضل
هم ثمرة ذلك
الجذع النضر
الذي نما في
هذه الأرض
بجذور
أفريقية
وإسبانية.
لقد
ذهب إلى
إسبانيا مئات
من الكوبيين
حين تعرضت
الجمهورية في
أعوام
الثلاثين
لهجوم الفاشية
والرجعية،
وليس بقليل
عدد الذين
ضحوا بحياتهم
هناك.
وإلى
أفريقيا وصل
المقاتلون
الكوبيون بعد
ذلك بأربعة
عقود من
الزمن، بقوة
مضاعفة من
الثورة، من
أجل الدفاع عن
شعب يتعرض
لعدوان نفس
الأعداء. وسقط
هناك 2077 من
أبناء وطننا.
من
دون أن ينفضوا
عن أنفسهم
غبار الطريق –على
حد تعبير
مارتيه أمام
تمثال
بوليفار- ذهبنا
القادة الرئيسيون
للثورة
وأعضاء
الفرقة
الأممية الأخيرة
العائدة إلى
الوطن إلى حيث
ضريح المارد
البرونزي
(أنتونيو
ماسيو) لتكريم
شهداء كل المعارك
التي خاضها
شعبنا.
نجدد
العهد الدائم
أمام شهدائنا
الأبرار بالسير
قدماً
بالثورة وأن
نستحق دائماً
ما هم عليه من
مثال؛ أمام كوبيي
الأمس واليوم
الذين عرفوا
كيف يقاتلوا ويقضوا
بكرامة
دفاعاً عن
العدالة؛
أمام رجال ونساء
ساهموا، كما
ساهم مكسيمو
غوميز وهنري ريف
وتشي غيفارا،
بالإثبات
لنا، هنا على
أرض وطننا
وعلى مدار
التاريخ،
القيمة ما فوق
العادية التي
يتمتع بها
التضامن.
فلنحارب
بشدة أكبر
يوماً بعد ما
عندنا من عيوب
وأخطاء.
سنواصل النضال،
سنواصل
المقاومة.
سنواصل
إلحاق
الهزيمة بكل
عدوان
إمبريالي،
وبأكاذيب
دعايته
ومناوراته
السياسية والدبلوماسية
الغادرة.
سنواصل
مقاومة نتائج
الحصار، الذي
ستُلحِِق به
الهزيمة
يوماً ما
كرامة
الكوبيين
وتضامن الشعوب
والاعتراض
شبه المطلق من
جانب حكومات
العالم عليه –وهو
ما أثبته من
جديد التصويت
في منظمة
الأمم
المتحدة-،
وكذلك رفض
الشعب
الأمريكي
المتزايد
لهذه السياسة
اللاعقلانية
التي تنتهك
بشكل فاضح حقوقه
الدستورية.
على
غرار ما تعرض
له
الإمبرياليون
وأتباعهم في
أنغولا من
نتائج تبلغ أضعاف
ما تعرضوا له
في خيرون، من
يأتِ إلى هذه
الأرض سعياً
للحرب سيواجه
الآلاف من
"كيفانغوندو"
و"كابيندا"
و"إيبو"
و"مورّوس دي
ميدوندا"
و"كانغامبا"
و"رواكاناه"
و"تشيبا"
و"كالويكي"
و"كويتو كوانافالي"
(تصفيق).
إن
مقاتلينا،
وكبقية
المقاتلين
الكوبيين،
وهو كالقول كل
الشعب، يعون
أنه في حال
وقوع عدوان
عسكري سنلحق
الهزيمة
بالمعتدي.
وأنتم، أيها
المحاربون
المجرّبون في
تاريخ الوطن، ستكونون
بدون شك أبطال
النصر حتماً!
عاشت
الأممية!
(هتافات:
"عاشت!")
عاشت
الثورة!
(هتافات:
"عاشت!")
عاشت
الاشتراكية!
(هتافات: "عاشت!")
حتى
النصر دائماً!
(تصفيق
حاد)