الكلمة
التي ألقاها
رئيس جمهورية
كوبا، فيدل
كاسترو روز،
في اللقاء مع
القوة الطبية
الموعودة
لدعم شعب
الولايات
المتحدة في
المناطق
المنكوبة على
أثر عبور
الإعصار
"كاترينا". قصر
المؤتمرات،
الرابع من
أيلول/سبتمبر
2005.
يا
أعضاء القوة
الطبية
المكوّنة
لتقديم الدعم
للمنكوبين من
جراء عبور
الإعصار
"كاترينا" في
جنوب
الولايات
المتحدة.
أيها
المدعوين
الكرام؛
يا
أبناء وطننا:
في
مثل هذه
اللحظة قبل 48
بالكاد كنت
أنهي كلمتي في
برنامج
"الطاولة
المستديرة"،
حيث كررت بكل
دقّة عرضنا
إرسال قوة
طبية ومعها
جميع الوسائل
اللازمة لتقديم
المساعدة
العاجلة
لعشرات
الآلاف من
الأمريكيين
العالقين في
الفيضانات
وفي الدّمار
الذي خلّفه
الإعصار
"كاترينا"
عند عبوره
بلويزيانا
وغيرها من
ولايات جنوب
الولايات
المتحدة.
إنه
لمن الجلي بأن
الخطر الأكبر
أحاق بتلك الجموع
اليائسة من
المواطنين
الفقراء، ومن
بينهم كثيرون
من المسنّين
الذين يعانون
مشكلات صحية،
ونساء حوامل
وأمهات
وأطفال، ممن
يحتاجون
لعناية طبية
طارئة.
في
مثل هذا الوضع
لا يهم مقدار
ثروة أي بلد
أو عدد علمائه
أو قفزاته
التقنية
الكبيرة؛ ما
يحتاج له
الأمر في هذه
اللحظة هو
مهنيين شبان
وجيدي
التدريب،
متمرّسين
بفعل خبرتهم
المجرّبة في
العمل الطبي
ضمن ظروف غير
طبيعية، ممن
يمكن إرسالهم
على الفور باستخدام
حدٍّ أدنى من
الموارد،
وذلك جواً أو
عبر أي طريق،
إلى مبانٍ أو
نقاط محددة،
حيث يتعرض
أبناء بشر
لخطر الموت.
في
حال كوبا،
الواقعة على
مسافة قصيرة
من كل من
لويزيانا والمسيسيبي
وألاباما،
توفّرت هذه
الشروط الملائمة
لتقديم الدعم
للشعب
الأمريكي. كان
يمكن التبرع
للولايات
المتحدة في
تلك اللحظة بآلاف
الملايين من
الدولارات من
كل أرجاء العالم،
من دون أن
تتمكن بذلك من
إنقاذ روح شخص
واحد من أولئك
الأشخاص
المعرّضين في
نيو أورليانز
وغيرها من
المناطق
الحرجة لأخطار
قاتلة في تلك
اللحظات. ليس
بوسع كوبا أن
تفعل الحد
الأدنى مما
يمكن فعله من
أجل نجدة ملاحي
مركبة فضائية
أو غواصة
نووية معرضة
للخطر؛ بينما
بإمكانها أن
تقدّم لضحايا
"كاترينا"،
الذي يعانون
خطراً وشيكاً
بالموت،
مساعدة هامّة
وحيوية. وهذا
هو ما فعلته
منذ اللحظة
الأولى، يوم
الثلاثاء
الثلاثين من
آب/أغسطس في
الساعة 12.45
ظهراً، في
اللحظة التي
لم يكن قد
توقف فيها بعد
هبوب الرياح
أو هطول الأمطار.
وهي لا تندم
على ذلك، ولو
أنه لم يتم
حتى ذكر اسمها
ضمن القائمة
الطويلة للبلدان
التي عرضت
التضامن على
الشعب
الأمريكي.
ولأنني
كنت على علم
جيد جداً بما
لدينا من رجال
ونساء مثلكم،
تجرأت على
تكرار العرض
بعد ثلاثة
أيام من ذلك،
حيث وعدت بأنه
يمكن أن يتواجد
خلال أقل من
اثنتي عشر
ساعة في
هيوستون الأطباء
المائة
الأوائل
حاملين
الموارد
الحيوية معهم
في الجعب؛ وبعد
عشر ساعات
أخرى، 500 طبيب
آخرون؛ وبعد
أقل من 36 ساعة
أخرى، 500 طبيب غيرهم،
ليصل مجمل
عددهم إلى 1100،
ممن يستطيعون إنقاذ
ولو شخص واحد
من بين
الأشخاص
الكثيرين الذين
كانوا في تلك
اللحظات
المأساوية
يواجهون خطر
الموت.
ربما
اعتقد بعض
الذين يجهلون
شهامة شعبنا وروحه
التضامنية
بأن الأمر
يتعلق ببالون
إعلامي أو
مجرّد مبالغة
سخيفة. إن
بلدنا لا يمازح
أبداً في
قضايا تبلغ كل
ما تبلغه من
الجدّية، ولا
هو مارس أبداً
عار المزايدة
أو الكذب.
ولهذا السبب
نحن نجتمع
بفخر الآن في
هذه القاعة من
قصر
المؤتمرات،
حيث تم الوقوف
قبل ثلاثة
أيام فقط
دقيقة صمت
تكريماً
لضحايا الإعصار
الذي ضرب
الولايات
المتحدة، وتم
التعبير عن
عزائنا
الصادق لهذا
الشعب الشقيق.
وها نحن هنا،
وليس بألف
ومائة طبيب
وإنما 1586، بمن
فيهم 300
كاحتياط،
وذلك أمام
الأنباء التي
أخذت تبعث
قدراً أكبر من
الجزع في كل
لحظة تصل
فيها. الحقيقة
أنه التحق في
اللحظة
الأخيرة 300 طبيب
آخرون
تقريباً، ممن
تمت دعوتهم
بشكل إضافي
ولم يستطيعوا
التواجد هنا،
فقد أعلنّا عن
استعدادنا
لإرسال آلاف
آخرين إذا ما
استلزم الأمر.
ولكن
الثلاثمائة
هؤلاء
موجودون في قاعات
أخرى من قصر
المؤتمرات
هذا يشاركون في
الحفل. 24 ساعة
كانت كافية
لكي يتحرك
باتجاه عاصمتنا
من كل أنحاء
البلاد مجموع
الذين تمت دعوتهم
من أجل القيام
بالمهمة
الموعودة. لقد
نفذنا
التزامنا بكل
دقة واحترام
للموعد.
إنكم
تشرّفون
المهنة
الطبية
النبيلة.
وأنتم،
باستجابتكم
السريعة
وبدون أي
تردد، والمستعدون
للقيام
بالواجب في
ظروف جديدة
وصعبة، إنما تسطرون
صفحة في تاريخ
التضامن بين
الشعوب، وترشدون
الجنس البشري
الذي ننتمي
إليها جميعاً
إلى طريق
السلام.
يندرج
ضمن هذه القوة
الطبية –وأقصد
الـ 1586 الذين تم
ذكرهم أولاً:
·
1097 أخصائي
بالطب العام
التكاملي،
منهم أكثر من 600
يتلقون علوم
الماجستير
بالعلوم
الطبية؛
·
351 طبيب عام
وأخصائي
بالعناية
الفائقة؛
·
72 مهني يتّقنون
اختصاصين
طبّيّين؛
·
66 أخصائي
في الأمراض
القلبية وطب
الأطفال والطب
الداخلي
والجراحة
والطب النفسي
وعلم الأوبئة
وغيرها من
الاختصاصات.
ومن
هذه القوة:
·
699 طبيب نفّذوا
مهمة أممية
واحدة أو أكثر
في 43 بلداً؛
وبعضهم نفّذ
ثلاث مهمات؛
·
727 كانوا
جاهزين وعلى
وشك المغادرة
لتنفيذ مهمة
في أمريكا
اللاتينية أو
أفريقيا أو
آسيا، والذين أمكنهم
الالتحاق
بهذه القوة
نظراً لعجالة
الوضع في جنوب
الولايات
المتحدة، دون
أن يعني ذلك
تخلّفنا عن
تنفيذ
التزاماتنا
الدولية
المقطوعة مع بلدان
أخرى بطاقم
آخر ذي
مواصفات
مشابهة.
·
معدل
أعمار أفراد
الطاقم هو 32
سنة –الأغلبية
الساحقة منهم
لم تكن قد
ولدت عندما انتصرت
الثورة،
والعديد منهم
لم يكن قد ولد
حتى ما بعد 15 من
انتصار
الثورة، إنما
كل هذا هو ثمرة
هذه السنوات
القاسية-،
ومعدّل
الخبرة في
الممارسة
المهنية لا
يقل عن عشر
سنوات. بعضهم
أكثر من ذلك،
وآخرون أقل،
ولكن
الأغلبية لها
من الخبرة
أكثر من هذه
المدة.
729 هم
من الرجال و857
هم نساء.
حدة
الوضع الصحي
والمخاطر
التي خلّفها
إعصار "كاترينا"
وراءه في
الولايات المتحدة
تنعكس بشكل
بليغ في
البرقيات
الصحفية الدولية
وفي صحافة
الولايات
المتحدة
نفسها.
وكالة
الأنباء
الإسبانية
(ا.ف.ا) أبلغت
أنه في ستاد
هوستون،
تكساس، الذي
تحوّل الآن
إلى مأوى
لأكثر من 15 ألف
شخص تم
إجلاءهم من
نيو أورليانز،
بالكاد يبلغ
ثلاثة آلاف
عدد الأشخاص الذين
تمكنوا من
تلقي عناية
طبية. وأُبلغ
من هناك عن
وجود أمراض
ذات قدرة
كبيرة على
الانتقال
بالعدوى،
وكذلك وجود
حالات من الإسهال
والتقيّؤ
تهدد
بالانتشار
على نحو متسارع
نظراً لحالة
التكدّس التي
يعيشها هؤلاء
الأشخاص.
صحيفة
"ذي واشنطن
بوست" أبلغت
في عددها الصادر
يوم أمس أن
الاحتياجات
الرئيسية في
المسيسبي في
هذه اللحظات
هي المحروقات
والعناية الطبية.
وأفادت
برقية لوكالة
"أسوشييتيد
برس" أن اثنين
من
المستشفيات
التي تعاني
أكبر عدد من
المشكلات في
نيو أورليانز
تم إخلائهما
بعدما أمضى أطباؤهما
اليائسين
يومين وهم
يتخذون القرار
الصعب
المتمثل في
تحديد المرضي
الذين يجب
توزيع عليهم المؤن
القليلة
المتوفرة من
الطعام
والشراب والدواء.
ثلاثة مرضى في
حالة صحية
حرجة قضوا
أثناء عملية
الإخلاء، ولا
يمكن معرفة
عدد الذين
يمكن أن
يكونوا قد
ماتوا قبل
وصول
المساعدة في
نهاية الأمر.
بعض موظفي المستشفى
تبادلوا
التزويد
بالأمصال عبر
الشرايين
بانتظار أن
تتم نجدتهم.
شبكة
"فوكس نيوز" (Fox News)
أبرزت يوم أمس
أن عمال الصحة
في نيو
أورليانز
آخذون بالعمل
لمدة 24 ساعة،
بدون راحة، في
محاولة منهم
لمعالجة
المرضى في
حالة حرجة أو
الوقاية من
كارثة صحية في
المنشآت
الطبية التي
أصبحت مكتظة.
عمال الصحة
هؤلاء عملوا
وما يزالون
بلا راحة،
ولكن القوى
تنفد؛ لا بد
من القيام
بشيء عاجل.
ويوم
أمس صرّح المتحدث
باسم وزارة
الصحة
والمستشفيات
في لويزيانا،
كيلي فياتور،
بأنه "أصبح
لدينا مرضى بحاجة
لديلزة الدم
ومصابين
بالسكري،
أشخاصاً
يحتاجون
لعلاج منتظم
وإرشادات
طبية. لقد نفدت
مواردنا. إن
ثلث السكان
نازح في هذه
اللحظات،
وضمن هذه
المجموعة
يندرج فريقنا
الطبي".
تنشر
مقالة لصحيفة
"إلـ موندو" (El Mundo)
الإسبانية
الشهادات
المأساوية
لنينا فيرغوسون
(46 سنة)، وهي
سوداء مقيمة
في نيو
أورليانز،
والتي أكدت
عدم تمكنها من
السيطرة على الدوار
فور ترجّلها
من الشاحنة
العسكرية
التي حملتها
إلى هيوستون،
وأضافت: "كان
أفضل من هذا
أن نبقى في
مركز
المؤتمرات، حيث
رأيت أطفالاً
يموتون عطشاً
والعديد من المسنّين
الذي لا يهتم
بهم أحد".
مقيمة
أخرى، وهي
روسان أسوين، المصابة
بالسكري
والسمنة،
اضطر الأمر
لإنعاشها من
قبل ممرضة
متطوِّعة
كانت، كحالها
هي، تبذل
قصارى جهدها
للخروج من
هناك.
وروت
إيفيلين
ساندر، وهي أم
في الثالثة
والعشرين من
العمر، كيف
كانت تجفّف
العرق عن جبين
رضيعها ابن
الشهر الواحد،
إيسياه، وقد بدت
عليه أعراض التجفف
وأكله الذباب.
صندوق
الأمم
المتحدة
لرعاية
الطفولة
(يونيسيف)
عبّر في بيان
أصدره يوم
السبت الماضي
عن قلقه إزاء
وضع الأطفال
في المناطق
المنكوبة. واستناداً
إلى
"اليونيسيف"
يقدّر أن ما
بين ثلث وربع
المليون
ومائتي ألف
شخص الذين
فقدوا المأوى
في لويزيانا
والمسيسبي
وألاباما هم
من الأطفال.
قال
متحدث باسم
"مركز
السيطرة على
الأمراض والوقاية
منها" (CDC)، ومقره
أتلانتا،
لوكالة
الأنباء
الإسبانية (ا.ف.ا)
بأن المياه
الساكنة تشكل
مناخاً
ملائماً لانتشار
فيروس النيل،
وكذلك لتفشي
التهاب الكبد
من نوع "أ"
والبكتيريا "إ.
كولي"، وهي
مرض يمكنه أن
يتسبب
بالموت، ومن
بين أعراضه
الإسهال
وصعوبة
التبوّل.
وتشير
برقية لوكالة
الصحافة
الفرنسية
(و.ص.ف) وردت من
هيوستون يوم
أمس أن تكساس
قد وعدت بإيواء
آلاف الأشخاص
النازحين،
وأنه في
مستشفيات
هيوستون بدأت
تنقص المياه
بينما تتأخر
معالجة
المرضى.
ستيفين
غلونسكي، وهو
طبيب من
المستشفى
الميثوديّ في
هذه المدينة،
والذي أمضى 13
ساعة وهو يعالج
ناجين مصابين
بالتجفف
والرضح
وبأمراض
مزمنة مثل
السكري
وارتفاع ضغط
الدم، أكد بأن
الأمر يتعلّق
بأزمة لم يسبق
لها مثيل.
قائد
الجمهوريين
في مجلس
الشيوخ، هيل
فيرست، الذي
يتواجد في نيو
أورليانز،
اعترف بأن
"الأطباء
والممرضات
يقومون بعمل
جبّار، ولكن
ما تزال هناك
مشكلة خطيرة
في عملية
توزيع
الرعاية"،
وأن "عشرات
الأشخاص
يموتون
يومياً".
واستناداً
إلى صحيفة
"بوسطن غلوب" (Boston Globe)
فإن لويزيانا
والمسيسبي
تواجهان الآن أسوأ
كارثة صحية
عرفتها
البلاد منذ
عقود كثيرة.
ونشرت
الصحيفة
عينها
تصريحات
للدكتور مارشال
بولدين، مدير
قسم السكري
والأيض في
المركز الطبي
الجامعي في
المسيسبي
"جاكسون"،
الذي قال: "الفرصة
متاحة لدينا
لرؤية أمور لم
يسبق لنا أن
رأيناها منذ
سنوات كثيرة:
الكوليرا،
حمى التيفوئيد،
الكزاز،
الملاريا. لم
يسبق لنا أن
رأينا مثل هذه
الظروف منذ
خمسين سنة. إن
الناس مكدّسون
ويسيرون بين
الغائط".
لا
نهاية لقائمة
المشكلات
الصحية التي
يجري الحديث
عنها
بالإجماع
عملياً من قبل
الصحافة
والمؤسسات
المتخصصة
بالشؤون
الصحية.
جعب
أطبائنا
تحتوي بالذات
على تلك
الموارد
اللازمة
للمواجهة
الميدانية
لمشكلات لها
علاقة بالتجفف
وارتفاع ضغط
الدم وارتفاع
السكر في الدم
والالتهابات
في أي مكان من
جسم الإنسان:
الرئتين،
العظام،
الجلد،
الأذن،
المسالك البولية،
الجهاز
التناسلي،
الجهاز
الهضمي. وكذذلك
أدوية مضادة
للتقيؤ؛
أدوية تخفف من
حدة الألم
وتخفض
الحرارة؛ أدوية
للعناية
الفورية
للحالات
الطارئة من
الإصابات
القلبية،
والحساسية من
أي نوع كان؛
لمعالجة ربو
القصبة
الشعبي
وغيرها من المشكلات
المشابهة مع
أربعين منتج
بالكاد هي ذات
فاعلية
مجرّبة في مثل
هذه الأوضاع
الطارئة.
يتمتع
هؤلاء
المهنيين
بجعبتين،
تحتوي كل
واحدة منهما على
مجموع هذه
الأدوية وزنة
الواحدة اثني
عشر
كيلوغراماً؛
والحقيقة أنه
أمكن تجريب
ذلك بعد جمع
كل العدد
المطلوب؛
وهذه الجعب،
وهي بحد ذاتها
جعباً كبيرة،
لا تتسع إلا
لنصف هذه الأدوية،
ولهذا كان من
الضروري
إعداد جعبتين
لكل واحد
منهم،
بالإضافة
للحقيبة
الصغيرة التي
تحتوي على
معدات
التشخيص،
مدعومة أيضاً
بخبرة علاجية
واسعة وهو
أبرز ما في
مواصفات أطبائنا
المعتادون
على تقديم
خدمتهم هناك،
حيث لا تتوفر
في أحيان
كثيرة معدات
الأشعة السينية
والأشِعة ما
فوق الصوتية
وتحليل البراز
والدم، إلى
آخره. يصل
مجموع وزن
الأدوية، مع
رفع عدد
الأطباء، إلى
36 طناً. الحساب
الأولي كان
أدنى من هذا.
تتمتع
كوبا بالسلطة
الأخلاقية
التي تسمح لها
بإبداء رأيها
حول الموضوع
والتقدم بهذا
العرض. فهي
تتمتع اليوم
بأعلى مؤشر
لعدد الأطباء
مقابل عدد
السكان بين كل
بلدان
العالم، ولم
يقم أي بلد
آخر بتعاون
أكبر مع شعوب
أخرى في مجال
الصحة.
من
بين أكثر 130 ألف
مهني في مجال
الصحي ذوي
مستوى جامعي
اليوم، هناك 25
ألفاً و845
ينفذون مهمات
دولية في 66
بلداً. إنهم
يوفرون
الرعاية
لخمسة وثمانين
مليون و154
ألفاً و748
نسمة، من
هؤلاء 34 مليون
و700 ألف في
أمريكا
اللاتينية
وحوض الكاريبي،
وخمسين مليون
و400 ألف في
أفريقيا
وآسيا. منهم 17
ألف و651 أطباء و
3069 أطباء أسنان
و3117 فنيون صحيين
في مجال البصر
وغيره من
المجالات.
يتلقى
علوم الطب في
كوبا اليوم
أكثر من 12 ألف شاب
قادمين من
بلدان أخرى، وخاصة
من أمريكا
اللاتينية
والكاريبي،
بدون أي
تكلفة،
وسيتضاعف هذا
العدد بوتيرة
متسارعة. بل
وأنه في
المدرسة
الأمريكية
اللاتينية
للطب يتلقى
علومهم عشرات
الشبان
الأمريكيين،
ومنذ أن تأسست
وأبوابها
مفتوحة أمام
طلاب من ذلك
البلد.
في
هذا اليوم
بالذات تلقيت
رسالة محركة
للمشاعر من
طلاب تخرجوا
من هذا
المركز، وتقول
حرفياً:
"صاحب
السعادة
الكوماندان
فيدل كاسترو
روز؛
القائد
العام العزيز:
انطلاقاً
من الأحداث
المروّعة
التي وقعت في نيو
أوليانز
كمحصّلة
لإعصار
‘كاترينا‘
الساحق، ومن
المداخلة
التي
أجريتموها في
ساعات العصر
ضمن برنامج
‘الطاولة
المستديرة‘،
نشعر نحن
الهندوريّون
وغيرهم من
خريجي
المدرسة
الأمريكية
اللاتينية للطب،
بالتأثر من
الوضع الذي
يعانيه
الأخوة الأمريكيون
حالياً،
بعدما كنّا قد
ذهبنا نحن
أيضاً ضحية
كارثة طبيعية،
كما كان عليه
إعصار ‘ميتش‘،
نعبّر عن
تضامننا أمام
هذه المأساة
ونودّ
الالتحاق
بالعرض الذي
قدّمتموه
لهذا الشعب
الشقيق
بإرسال أطباء
عامّين من أجل
تقديم
المساعدة في
هذه اللحظات
الحرجة.
كونوا
على علم بأنكم
ستجدون فينا
‘أطباء
مستعدّين
للذهاب إلى
المكان الذي
تكون فيها
الحاجة لهم
أكبر‘.
طريقنا
يلتقي مع
أحلامكم.
من
يكنّون لكم كل
المودة
ويشعرون
بالشكر
الأبدي،
أول
دفعة من خريجي
المدرسة
الأمريكية
اللاتينية
للطب".
وقّع
هذه الرسالة 85
شاب حديثو
التخرج من
المدرسة
الأمريكية
اللاتينية
للطب، والذين
قالوا بأن
التواقيع والأسماء
تمثل الرفاق
الموجودين في
هافانا وأن هناك
مزيد من الرفاق
المستعدّين
ولكنهم الآن في
إجازة خارج
البلاد.
عندما
بدأت حربنا
الاستقلالية
الأولى عام 1868 التحقت
مجموعة من
المواطنين
الأمريكيين
بالقوى
الوطنية
الكوبية.
أحدهم، وهو
شاب في مقتبل
العمر، برز
بشجاعته غير
المعهودة
وسطر صفحات من
البطولة تبعث
الإعجاب: هنري
ريف. اسمه
الخالد محفور
في قلب شعبنا،
كما هو محفور إلى
جانب اسم
لينكولن
وغيره من
الأمريكيين اللامعين
في المنبر
الذي تم
تشييده خلال
أيام النضال
من أجل عودة
الطفل إليان
غونزاليز، والتي
كان شعب
الولايات
المتحدة
النبيل عاملاً
حاسماً في
تحقيق قرار
عادل.
هنري
ريف، الذي كان
شبه مقعد بسبب
جراحه بعد سبع
سنوات من الحرب،
سقط وهو يقاتل
في الرابع من
آب/أغسطس 1876، على
مقربة من
ياغواراماس،
اليوم محافظة
سيينفويغوس.
أقترح
بأن تحمل هذه
القوة
المكوّنة من
أطباء كوبيين
تطوعوا
لإنقاذ أرواح
أمريكية
الاسم المجيد
"هنري ريف"
(تصفيق).
كان
بوسع هؤلاء
الأطباء –أي
أنتم- أن
يكونوا هناك
الآن يقدمون
خدماتهم. فقد
مرت 48 ساعة ولم
نتلقَّ أي
جواب على
عرضنا الذي تم
تكراره.
سننتظر بفارغ
صبر ما يلزم
من الأيام. إلى
حين ذلك
سيستغلون
وقتهم في تلقي
دورات مكثّفة
في علم
الأوبئة
وتحسين لغتهم
الإنكليزية.
إذا لم تصل أي
إجابة في
نهاية الأمر
ولم يكن
تعاونهم –تعاونكم-
ضرورياً، فإن
ذلك لن يكون
مثبطاً للعزيمة
بين صفوفنا –لا
لكم ولا لنا
ولا لشعبنا.
على العكس من
ذلك تماماً،
من شأننا أن
نشعر
بالارتياح
لقيامنا
بواجبنا،
وعلى درجة
بالغة من
السعادة
لمعرفتنا أن
أي مواطن أمريكي
آخر من الذين
عانوا ضربة
إعصار
"كاترينا" المؤلمة
والغادرة لم
يمت بدون
عناية طبية،
إذا ما كان
هذا هو سبب
غياب أطبائنا.
إن
فرقة "هنري
ريف" قد
تشكّلت، وأيا
كانت المهمات
التي
تتولونها في
أي مكان من
العالم أو في
وطننا نفسه،
ستحملون
دائماً مجد
الاستجابة
الشجاعة
والكريمة
لنداء
التضامن مع
شعب الولايات
المتحدة
الشقيق،
وخاصة مع أفقر
أبنائه.
إلى
الأمام، أيها
المدافعون
الشهماء عن
الصحة
والحياة،
قاهرو الألم
والموت!
شكراً.
(تصفيق
حاد).