تأملات
القائد العام
الإمبراطورية
والكذب
ريغان
هو من أسس
"المجمع
الوطني الكوبي-الأمريكي"،
الذي انكشف
دوره الشرير في
الحصار
والإرهاب ضد
كوبا بعد ذلك
بسنوات، حينما
كشفت حكومة
الولايات
المتحدة
النقاب عن وثائق
سرية ورفعت
هذه الصفة
عنها، مع أنها
ظلت مليئة بتشطيبات
مخجلة. ولو تم
الكشف عنها في
موعد سابق
لهذا، ما كان
لذلك أن يغيّر
سلوكنا على كل
حال.
حين
ورد إلى كوبا
في الثلاثين
من آذار/مارس 1981 نبأ
تعرض ريغان
لمحاولة
اغتيال
بأعيرة سلاح
صغير العيار،
بعثنا له
برسالة نعبّر
فيها عن
إدانتنا لتلك
المحاولة.
رصاصة من عيار
22 استقرت في
إحدى رئتيه متسببة
له بمخاطر
ومعاناة
شخصيين. تلك
الرسالة
مدرجة في
محادثات
أجراها
تنفيذاً
لتعليمات
دقيقة وزير
العلاقات
الخارجية
آنذاك، إيسيدورو
مالمييركا،
مع ويين سميث،
رئيس مكتب
رعاية مصالح
الولايات
المتحدة في
هافانا.
في ما
يلي فقرات
حرفية من المحادثة
بين الاثنين:
"إيسيدورو
مالمييركا: لقد
وجهنا لكم
الدعوة
ونستقبلكم
بتكليف صريح
من الرئيس
فيدل كاسترو.
لقد طلب مني
أن أعبّر لكم
أولاً عن
تقديرنا
للمعلومات
التي قدمتموها
لنا من خلال
المدير
خواكين ماس عن
محاولة
الاغتيال
التي تعرض لها
الرئيس ريغان.
من ناحية أخرى،
نودّ أن نعبّر
لكم، باسم
الرئيس فيدل
كاسترو أيضاً،
عن أسفنا
البالغ لهذا
العمل وعن
أملنا أيضاً
وتمنياتنا
للرئيس ريغان
بالشفاء
العاجل من
عواقب هذه
المحاولة.
ويين
سميث: شكراً
جزيلاً.
إيسيدورو
مالمييركا: لقد
وردتنا
معلومات عن
العناية
الطبية التي تقدَّم
له. كما تلقيتم
حضرتكم
معلومات
أوليّة
مفادها أن
عواقب
المحاولة بدت
بسيطة في
البداية،
ولكنها تبدو
الآن أكثر خطورة،
وأنه يتم
إخضاعه
لعملية
جراحية.
ويين
سميث: نعم،
توقعنا بأن
يكون قد خرج
من غرفة
العمليات،
ولكننا نسمع
من خلال
الإذاعة بأن
إجراء
العملية قد بدأ
الآن. أي أن
عملية تستغرق
3 ساعات ليست
بالشيء البسيط،
وخاصة بالنسبة
لرجل في
السبعين من
العمر. يقال
بأنه لا خطر
على حياته.
أنا أفهم من
هذا القول أنه
ليس هناك من
خطر فوري.
ولكن عملية
تستغرق 3
ساعات هي أمر
بالغ الجدية
بالنسبة لرجل
في السبعين.
ولكن يقال بأن
حالته ليست بالخطيرة،
وأنه في حالة
مستقرة. نتمنى
أن ينتهي كل
شيء بخير.
أشكركم على
تمنياتكم
وعلى اهتمام
الرئيس فيدل
كاسترو
ورسالته.
إيسيدورو
مالمييركا: وفي
واشنطن أيضاً
توجّه السيد
فريتشيتي إلى
مكتب رعاية
مصالح كوبا
ونقل لنا
معطيات عن هذا
الوضع. قال
بأنكم قد تلقيتم
أنتم معلومات
كذلك عن هذا
الأمر. حسناً،
أكرر لكم بأن
الرئيس فيدل
كاسترو قد
كلفني شخصياً
بالتحدث إلى
حضرتكم
والتعبير لكم
عن تمنياته
للرئيس ريغان
بالشفاء
العاجل من
عواقب هذه
المحاولة.
ويين
سميث: شكراً
جزيلاً. يا
إلهي! إن هذا
لأمر صعب.
الرئيس كيندي
اغتيل في
دالاس ويبدو
أن المسؤول عن
محاولة
اغتيال ريغان
هو من دالاس.
إنه يعيش في
كولورادو،
ولكنه من
دالاس. لا
أدري ماذا...
إيسيدورو
مالمييركا: قرأت
في بعض
البرقيات
الصحافية أنه
من مواليد
منطقة قريبة
من دينفير،
على مسافة 30
كيلومتراً عن
دينفير.
ويين
سميث: لا أعرف.
أحد قناصلي
هنا في المكتب
قال لي بأنه استناداً
لما سمعه عبر
الإذاعة فإن
الأمر يتعلق برجل
كان معه على
مقاعد
الدراسة في
ذات المدرسة.
لا أدري، ربما
أنه عاش لبضع
سنوات في
دالاس. لا
أعرف ما الذي
يحتويه هواء
دالاس.
إيسيدورو
مالمييركا: يقال
بأنهم ثلاثة
أخوة، أبناء
رجل يمتهن
التجارة
بالنفط.
ويين
سميث: والده،
نعم. إنه شخص
في الثانية
والعشرين، كان
طالباً في
جامعة جالي،
ولكنه ترك
دراسته قبل
فترة بسيطة.
ربما كان
حاقداً، فهو
شاب خائب،
وقام بفعلته
بدافع
الاستياء.
وأقولها لك
بكل صراحة،
يسعدني أن
يكون شاب مثله
وليس بورتوريكياً،
على سبيل
المثال، أو
شيء من هذا
القبيل،
يمكنه أن
يتسبب
بتداعيات
سياسية.
إيسيدورو
مالمييركا: والشائعات
عن الدوافع
السياسية
لفعل ذلك.
ويين
سميث: يمكن لمثل
هذا الأمر أن
يشجيع
التفسيرات
السياسية،
بدون شك. ولكنه
في هذه
الحالة، شاب
أبيض، من
كولورادو،
تكساس؛ من
الصعب جداً
إعادة ذلك
لأسباب
سياسية.
إيسيدورو
مالمييركا: حتى
أن هناك بعض
المعلومات
الصادرة عن
الشرطة تفيد بأنه
رجل تحرك من
تلقاء نفسه، وليس
له ارتباط
بمجموعات
أخرى...
ويين
سميث: نعم، لا
بد وأنه مختل
عقلياً أو
متعصِب، الدنوّ
كل هذه
المسافة من
الرئيس... حسناً،
لقد تم
اعتقاله على
الفور. سحب
مسدسه وأطلق
النار...
إيسيدورو
مالمييركا: هل
قُتل بريدي؟
ويين
سميث: لا.
إيسيدورو
مالمييركا: قيل
بأنه قد مات.
ويين
سميث: نعم، بعض
التقارير
قالت ذلك،
بأنه قد مات،
ولكن
المعلومات
الأخيرة تفيد
بأنه لا، إنما
هو في حالة
خطيرة، ولكنه
لم يمت. أتصور بأنه
لو كانت
الرصاصات من
عيار 45 لكانت
قاتلة، ولكن
الرصاصات من
عيار 22 تسمح
بإمكانية...
ولكن يبدو أنه
تلقى الرصاصة
في الرأس، من
المؤكد أنه
تلقاها في
الرأس... وهذا
لا يدفع
للتفاؤل
أبداً، ليس
هناك من أمل
كبير.
إيسيدورو
مالمييركا: الرصاصة
في الرأس، أي
كان عيارها،
هي أمر خطير
جداً.
ويين
سميث: بريدي هو
في وضع خطير
جداً. يمكنه
أن يعيش، ولكنه
يفقد في هذه
الحالة كل
قدرة على
الحركة.
إيسيدورو
مالمييركا: يؤسفني
أن يكون
الدافع
لمحادثتنا
عمل مؤسف جداً.
ويين
سميث: أشكركم
على تمنياتكم.
سأرسل برقية
على الفور
لإبلاغ
حكومتي عن
محادثتنا.
أرجوكم أن
تنقلوا
امتناني
للرئيس فيدل
كاسترو.
لن
أقوم بأي
تعليق. رواية
مالمييركا،
التي تمت
صياغتها فور
انتهاء
اللقاء تتحدث
بنفسها. ويين
سميث هو اليوم
مناضل لا
يتزعزع ضد
الحصار وضد
الاعتداءات
على كوبا.
ولكنها
لا تنتهي هنا
سيرة سلوكنا
تجاه رئيس بلد
أعدّ منذ أيام
أيزنهاور
مئات المخططات
لاغتيالي.
أحد
التقارير
التي تم
تسليمها بشكل
سرّي جداً صيف
عام 1984 لضابط
مسؤول عن أمن
الممثلين
الكوبيين لدى
منظمة الأمم
المتحدة نبّه
إلى مخطط لاغتيال
الرئيس
رونالد ريغان
أعدته مجموعة من
اليمين المتطرف
في كارولينا
الشمالية. عندما
وصلنا ذلك
التقرير
قررنا إبلاغ
السلطات
الأمريكية
على الفور.
اقترح ضابطنا
تسليمها من
خلال روبيرت
مولير، رئيس
أمن بعثة
الولايات
المتحدة لدى
منظمة الأمم
المتحدة،
الذي كان يوجد
اتصال معه
لحماية
الوفود
الكوبية التي
تزور الهيئة
الدولية.
كانت
المحاولة
ستجري في موعد
قريب جداً
أثناء قيام
ريغان بزيارة
كارولينا
الشمالية،
وذلك كجزء من الحملة
لإعادة
انتخابه لشغل
المنصب.
تلك
المعلومات
كانت كاملة؛
حيث احتوت على
أسماء
المشاركين في
المخطط؛
اليوم والساعة
والمكان الذي
ستجري فيه
عملية
الاغتيال؛ نوع
الأسلحة التي
يمتلكها
الإرهابيون
وأين يخبئون
تلك الأسلحة؛
وبالإضافة
لكل ذلك مكان
اجتماع
العناصر
الذين يخططون
للعملية وعرض
موجز لما جرى
تداوله في ذلك
الاجتماع.
تم
تسليم
المعلومات في
لقاء مع مولير
في مبنى يقع
عند تقاطع
شارع 37 مع
الجادة
الثالثة، على مسافة
مفرقين من
مبنى البعثة
الكوبية.
نُقلت
إليه جميع
التفاصيل
المتوفرة، مع
ضمان التركيز
بوضوح على ما
هو أهم، ألا
وهو أسماء
المتورطين
والمكان
والساعة ونوع
السلاح الذي
سيستخدمه
هؤلاء.
في
نهاية اللقاء
أبلغه ضابطنا
بأنه قد تلقى
تعليمات من
الحكومة
الكوبية بفعل
ذلك على نحو
طارئ، وأننا
قد اخترناه
لمعرفتنا بأنه
مهني خبير في
الشؤون
لأمنية.
قرأ
مولير ما كان
قد كتبه
ليتأكد بأن
شيئاً من
المعطيات لم
يفته وأن جميع
العناصر
الهامة
موجودة.
سأل عن
المصدر وقيل
له بأنه
موثوق. طرح
بأن الخدمة
السرية ستضطر
لمقابلة
الموظفين
الكوبيين. وكان
الرد بأنه لا
مانع من فعل
ذلك.
في
حوالي الساعة
الرابعة
والنصف من عصر
ذلك اليوم
اجتمع عملاء
الخدمة
السرية مع
البعثة الكوبية.
أجريت
المقابلة في
الشقة 34-ف،
الواقعة في
الطابق 34 من
مجمّع
الأبنية الذي
يحمل اسم
"روبيرت
تويرز" (Ruppert Towers)،
والقائم في
شارع 92 بين
الجادتين
الثالثة
والثانية، في
المنطقة
العليا من
مانهاتان.
العميلان
كانا رجلان
شابان،
أبيضان،
شعرهما قصير
جداً،
ويرتديان
بدلات. كان
هدفهما
الرئيسي
التأكد مما
نقله إليهما مولير،
إذ أنهما حضرا
ومعهما نسخة
من البرقية
التي كان هذا
قد أرسلها
لهما. وعند التحقق
من مضمون
البرقية تم
التأكيد لهما
بأنه لا ينقص
شيئاً.
أراد
عميلا الخدمة
السرية أن
يعرفا هوية من
وفّر
المعلومات
وكيفية
وصولها إلينا.
تمت إجابتهما
تماماً كما
أجيب على
مولير. كما
أبديا اهتماماً
بمعرفة
إمكانية توسيع
هذه
المعلومات،
وقيل لهما
بأنه في حال وصول
أي جديد سيتم
نقله إليهما
فوراً.
قام كل
منهما بتسليم
بطاقة زيارته
وطلبا بأن يتم
الاتصال بهما
مباشرة في حال
معرفة معطيات
إضافية،
وقالا بأنه لا
حاجة لفعل ذلك
من خلال
مولير.
علمنا
في يوم
الاثنين
التالي بأن
مكتب التحقيقات
الفدرالي (FBI)
قد ألقى القبض
على مجموعة من
الأشخاص في
كارولينا
الشمالية
توجَّه إليهم
عدة اتهامات،
ليس لأي منه
أي علاقة –كما
هو متوقَّع-
بمحاولة
اغتيال
الرئيس ريغان،
الذي انتقل
إلى تلك
الولاية بعَيد
ذلك كجزء من
الحملة
لإعادة
انتخابه للمنصب
الرئاسي.
قبل
مرور أربعة أو
خمسة أيام على
عملية الاعتقال،
في نهايات ذلك
الأسبوع
نفسه، اتصل
مولير
هاتفياً بمقر
البعثة من أجل
دعوة الموظف
إلى الغداء،
وهو ما فعلاه
في مطعم
المندوبين إلى
الأمم
المتحدة. أول
ما صنعه هو
الطلب بأن يتم
نقل امتنان
حكومة
الولايات
المتحدة
للحكومة
الكوبية على
المعلومات المقدَّمة،
وأكد بأنهم قد
تحركوا ضد
مجموعة
المتورطين.
مكافح كوبي ضد
الإرهاب أنقذ
حياة رئيس
الولايات
المتحدة!
بعض
الصحف
الأمريكية
تتحدث عن
يوميات خاصة تقع
في أكثر من 700
صفحة من
الملاحظات
الشخصية كتبها
ريغان، منذ
توليه للمنصب
وحتى تسليمه
لبوش (الأب)،
في محاولة
للإظهار بأن
حكومته لم تكن
مغالية في
عدوانها على
كوبا.
غير
أنه، وحسب ما
يقال، فإن
روبير ماك
فارلين، الذي
كان آنذاك
نائباً لوزير
الخارجية تابعاً
لألكسندر
هايغ، أكد في
مذكراته: "من
بين كل
الحكومات
التي تصارعت
مع فيدل
كاسترو منذ
عام 1959، بدت
حكومة ريغان الأقل
ملاءمة
للتحاور مع
النظام
الشيوعي في
كوبا".
ربما
شعر ريغان
ببعض
الامتنان،
سواء على قلقنا
حين تعرض
لمحاولة
الاغتيال عام
1981، أو على البلاغ
الذي أنقذ
حياته من خطر
وشيك، وقد عبر
عن هذا الشكر من
خلال روبيرت
مولير.
ريغان
هو من وقّع
أول اتفاق
للهجرة مع
كوبا، ولكن لم
يكن بوسعه
الهروب من
محيطه، لأنه
كان يمكن
لآخرين أكثر يمينية
منه بعد أن
يغتالوه، كما
فعلوا مع كيندي
بعدما عرف
الخطر المريع
الذي يترتب عن
حرب نووية.
مما لا شك فيه
أن ريغان غيّر
سياسته تجاه
كوبا خلال سنةٍ
انتخابية،
فنكث باتفاق
الهجرة
الموقّع والذي
نص على منح
عدد من التأشيرات
يصل حتى عشرين
ألفاً في
السنة من أجل السفر
الآمن، وذلك
بمنحه أقل من
ألف، وأبقى
على ما يسمى
"قانون الضبط
الخاص بالكوبيين"
الذي كلف
عدداً لا
يُحصى من
أرواح الكوبيين.
في
الحادي عشر من
أيلول/سبتمبر
2001 وقعت في
البلد
المجاور حالة
من الفوضى بكل
معنى الكلمة.
المطارات
أمضت وقتاً
طويلاً مُنع
خلالها القيام
بعمليات هبوط.
عدد لا يحصى
من طائرات المسافرين
كان في الجو.
إنها الأنباء
التي كانت
تنقلها وسائل
الإعلام
الأمريكية.
أُبلغ عن آلاف
الضحايا في
نيويورك، ما
بين الأفراد
العاملين في
البرجين
التوأمين
وعمال
الإطفاء والزوّار.
كما وردت
أنباء عن
أشخاص يركبون
طائرة
مسافرين تم
توجيهها ضد
البنتاغون.
عرضنا إرسال
دم موثوق من
متبرعين
اعتياديين
إذا احتاج
الأمر لذلك.
فالتبرع
بالدم هو أحد
تقاليد الثورة
الكوبية منذ
زمن طويل.
توافق
ذلك بالصدفة
مع اليوم الذي
كنّا قد دعينا
فيه حوالي 15
ألف طالب من
المرحلة
الثانوية ومن
الخريجين
الجامعين
لاحتفال في
السادسة
عصراً بمناسبة
إعادة افتتاح
مدرسة
"سلفادور
أليندي"، حيث
كان سيبدأ 3599
شاب دراستهم
العليا
للتأهل بمناهج
جديدة ومجرَّبة
ليمارسوا
مهنة التعليم
في المرحلة
الابتدائية.
تمر
بهذا اليوم ست
سنوات طويلة
على ذلك العمل
الأليم. من
المعروف
اليوم بأنه
كان هناك
تضليل إعلامي مقصود.
لا أذكر أنني
سمعت في ذلك
اليوم بأنه في
سراديب ذلك
البرجين،
اللذين كانت
تقوم في طبقاتهما
العليا مقرات
بنوك متعددة
الجنسيات إلى
جانب مكاتب
أخرى، يوجد
حوالي 200 طن من
سبائك الذهب.
الإيعاز هو
إطلاق النار
وقتل كل من
يحاول الوصول
حتى الذهب.
التقديرات عن
الهياكل الفولاذية
ومواضع
اصطدام
الطائرات
والصناديق السوداء
التي تم
العثور عليها
وما تكشف عنه
هذه الصناديق
لا تتفق مع
آراء علماء
الرياضيات
والزلازل
والأخصائيين
في المعلومات
والأخصائيين في
الانهيارات،
إلى آخره.
الأمر الأكثر
مأساوية هو
التأكيد القائل
بأنه ربما لا
تُعرَف أبداً
حقيقة ما حدث.
غير أنه ثابت
بأن أشخاصاً
كانوا
مسافرين من
نيوجيرسي إلى
سان
فرانسيسكو قد
تحدثوا مع
ذويهم بعدما
صبحت الطائرة
تحت سيطرة الأشخاص
الغرباء عن
طاقم ملاحتها.
عند
تحليل صدمات
طائرات
مشابهة
للطائرات التي
اخترقت
البرجين،
والتي سقطت
عرضياً في مدن
كثيفة السكان،
يمكن
الاستنتاج
بأن أي طائرة
لم تصطدم بالبنتاغون
وأنه لا يمكن
إلا لصاروخ أن
يكون قد فتح
الفجوة
المستديرة
هندسياً،
والتي يفترض
أن طائرة قد
فتحتها. كما
لم يظهر أن أي
مسافر قد قضى
نحبه هناك. لم
يكن يشك أحد في
العالم
بالأنباء
الواردة عن
الهجوم على مبنى
البنتاغون.
لقد تم خداعنا
كما تم خداع
سكان بقية
أنحاء
المعمورة.
عندما
تكلمت في
المدينة
الرياضية يوم
11 أيلول/سبتمبر
ذاك، من بين
المسائل التي
تناولتها أتى
موضوع المأساة
المسجلة في
الولايات
المتحدة. في
سبيل عدم
إدراج الخطاب
كاملاً،
استخرجت بعض
الفقرات
الحرفية من
ذلك الخطاب:
[...]
لم نفكّر
بإلغاء
الحفل، وما
كان بالإمكان
إلغاءه، رغم
حالة التوتر
العالمي التي
انطوت عليها
الأحداث. أتصور
بأن كثيرين
يعرفون هذه
الأحداث؛
ولكنها تمثلت
بالجوهر في
أنه في حوالي
الساعة التاسعة
صباحاً
اصطدمت طائرة
بوينغ، من
الطائرات
الكبيرة،
اصطداماً
مباشراً بأحد
البناءين
اللذين يتكون
منهما برج
نيويورك، وهو
أحد أكثرها
ارتفاعاً في
العالم، وله
جناحان. وكما
هو طبيعي، شبّ
حريق بفعل ما
تستوعبه كل
واحدة من هذه الطائرات
الكبيرة من
محروقات؛
بدأت تحدث مشاهد
مروّعة، وبعد
ذلك بثماني
عشرة دقيقة
هاجمت طائرة
أخرى، تابعة
أيضاً لشركة
جوية أمريكية
واصطدمت
مباشرة
بالجناح
الآخر من
البرج.
بعد
ذلك بدقائق
قليلة،
اصطدمت طائرة
أخرى بالبنتاغون.
وسط شيء من
الاضطراب،
أخذت تصل أنباء
تتحدث عن
قنبلة مقابل
وزارة
الخارجية الأمريكية
وأحداث أخرى
مريعة، مع
أنني ذكرت أهمها.
مما
لا شك فيه أن
البلاد ذهبت
ضحية هجوم
عنيف ومفاجئ،
لم يكن
بالحسبان،
وغير معهود،
ولا سابقة له
فعلاً، أدى
إلى مشاهد
مذهلة، وخاصة
حين ترى
البرجين
يشتعلان،
وعلى الأخص، عند
انهيارهما
بطوابقهما
المائة، فوق
أبنية أخرى
قريبة، ومن
المعروف أنه
يعمل هناك
عشرات الآلاف
من الأشخاص في
مكاتب عديدة
تمثل شركات
عديدة من
بلدان مختلفة.
كان
منطقياً أن
يبعث ذلك
الذهول في
الولايات المتحدة
وفي العالم،
وبدأت أسواق
العملات
بالانهيار،
ونظراً للأهمية
السياسية
والاقتصادية
والتكنولوجية
وجبروت
الولايات
المتحدة، كان
العالم اليوم
مذهولاً أمام
تلك الأحداث
التي اضطر
الأمر لمتابعتها
على مدى اليوم؛
وفي ذات الوقت
تواصل من
ناحيتنا
الاهتمام بالشروط
والظروف التي
سيقام بها هذا
الحفل.
وعليه،
كان هناك
موضوعان:
المدرسة
وعامها
الدراسي بالغ
الأهمية، والكارثة
ذات الطابع
السياسي
والإنساني
التي وقعت في
نيويورك خاصة.
[...]
إن هذا اليوم
هو يوم مأساة
بالنسبة
للولايات المتحدة.
تعرفون أنتم
جيداً بأنه لم
يتم هنا أبداً
زرع الحقد على
الشعب
الأمريكي.
ربما تكون
كوبا، بسبب
ثقافتها بالذات
وبسبب عدم
وجود عقد
عندها، حيث
تشعر بالحرية
الكاملة،
بوطنها وبدون
سيد، البلد الذي
يتم التعامل
فيه بأكبر
احترام مع
المواطنين
الأمريكيين.
لم نزرع أبداً
أي نوع من
الأحقاد
القومية، ولا
ما يشبه
التعصب من
الأمور، ولهذا
نبلغ نحن كل
ما نبلغه من
القوة، لأننا
نقيم سلوكنا
على أساس
مبادئ
وأفكار،
ونتعامل باحترام
كبير مع كل
مواطن أمريكي
يزور بلدنا –وهم
يتنبهون لذلك.
بالإضافة
لذلك، نحن لا
ننسى الشعب الأمريكي
الذي وضع حداً
لحرب فيتنام
بمعارضته الهائلة
لحرب الإبادة
تلك؛ ولا ننسى
الشعب
الأمريكي
الذي دعم
بنسبة تزيد عن
الثمانين
بالمائة عودة
إليان إلى
وطننا؛ ولا
ننسى كم من
فكر، عكّر
صفوه الخداع
في كثير من
الأحيان،
لأنه –وكما
ذكرنا مرات
كثيرة- في
سبيل أن يساند
مواطن أمريكي
قضية ظالمة، حرباً
ظالمة، عليك
أولاً أن
تخدعه،
والأسلوب الكلاسيكي
المتبع في
السياسة
الدولية لهذا
البلد
العملاق هو
أسلوب الخداع
أولاً، لكي
تتمتع هذه
السياسة
لاحقاً بدعم
المواطنين.
عندما يحدث
العكس ويكتشف
شعبها بأن
شيئاً ما هو
مجحف، يعترض
بحكم فكره على
ذلك الشيء
الذي كان يؤيده،
وتكون في كثير
من الأحيان
قضايا ظالمة، على
قناعة منه بأن
ما كان يؤيده
هو محق.
ولهذا
فإننا نحن
–الذين لا
نعرف العدد
الدقيق،
ولكننا رأينا
مشاهد مذهلة
من العذاب ومن
الضحايا
المحتملين-
شعرنا بألم
عميق وحزن
تجاه الشعب
الأمريكي،
وفاء منا للخط
الذي اتبعناه
دائماً.
نحن
لا نداهن
حكومات، ولا
نطلب اعتذارات
ولا صدقات،
ولا تسكن
صدورنا ولا
حتى ذرة من
الخوف. لقد
أثبت تاريخ
الثورة كم هي
قادرة على
التحدي، وكم
هي قادرة على
الكفاح، وكم
هي قادرة على
مقاومة ما عليها
مقاومته، وهو
أمر حوّلنا
إلى شعب لا
يهزم. هذه هي
مبادئنا،
ثورة تقوم على
أساس أفكار، على
أساس الإقناع
وليس على أساس
القوة.
[...]
ردة فعلنا هي
ردة الفعل
التي ذكرتها،
وأردنا أن يرى
شعبنا
المشاهد
ويتأمل
المأساة. ولم
نتردد في
التعبير
جهراً عن
شعورنا. فها
هنا بين يدي
بيان تم
تسليمه
للصحافة
الدولية في
حوالي الساعة
الثالثة
عصراً، وتمت
صياغته حالما وردت
الأنباء عن الأحداث؛
في هذه
الأثناء كانت
محطاتنا التلفزيونية
منهمكة في نشر
الأحداث. سيتم
نقلها لشعبنا
في النشرة
الإخبارية
التلفزيونية
المسائية.
أستبق
بضع دقائق
لأطلعكم على
"البيان
الرسمي
للحكومة
الكوبية" حول
الأحداث التي
وقعت في
الولايات
المتحدة.
"تلقت
حكومة
جمهورية كوبا
بألم وحزن
الأنباء
الواردة عن
الهجمات العنيفة
والمفاجئة
التي تعرضت
لها منشآت مدنية
ورسمية في
مدينة
نيويورك
وواشنطن وذهب
ضحيتها
كثيرون.
[...]
لا يمكن
النسيان بأن
شعبنا قد ذهب
على مدى أكثر
من أربعين سنة
ضحية أعمال
كهذه يتم
تشجيعها والوقوف
وراؤها
انطلاقاً من
الولايات
المتحدة
نفسها.
لأسباب
تاريخية
ومبادئ
أخلاقية على
حد سواء، تشجب
حكومة بلدنا
وتدين بشدة
الهجمات المرتكبة
ضد المنشآت
المذكورة
وتعبر عن
تعازيها الصادقة
للشعب
الأمريكي
للخسائر
البشرية المؤلمة
والتي لا مبرر
لها الناجمة
عن تلك الهجمات.
في
هذه اللحظة المريرة،
يتضامن شعبنا
مع الشعب
الأمريكي ويعبر
له عن
استعداده
الكامل،
وبقدر ما تسمح
له به
إمكانياته
المتواضعة،
للتعاون مع
المؤسسات
الصحية أو أي
مؤسسة أخرى
ذات طابع طبي
أو إنساني في
هذا البلد من
أجل العناية
بضحايا الأحداث
التي وقعت
صباح اليوم
ومعالجتهم
وإنعاشهم".
مع
أنه لا يُعرف
إن كان عدد
الضحايا 5
آلاف، 10 آلاف، 15
ألفاً، أو 20
ألفاً، من
المعروف أنه
فقط في الطائرات
التي اصطدمت
بالبرجين أو
بالبنتاغون
كان يسافر مئات
الركاب،
وعرضنا ما
نستطيع
تقديمه إن كان
الأمر يحتاج
لذلك.
إن
هذا البلد هو
بلد يتمتع
بتطور علمي وطبي
كبير وموارد؛
ولكن هناك
لحظات يمكن أن
يحتاج فيها
الأمر لدم من
فئة ما،
بلازما –وأي
منتج نستطيع
نحن أن نتبرع
به من شأننا
أن نقدمه
بطيبة خاطر-،
أو دعم طبي،
أو طاقم إسناد
طبي، لأننا
نعرف بأن هناك
مستشفيات
كثيرة تعاني
من عجز في
فنيين أو
مهنيين
معينين. على
كل حال، ما
أردناه هو
التعبير عن
موقفنا
واستعدادنا
حيال هذه
الأحداث
المأساوية.
[...]
عمليات خطف
الطائرات،
وهو أسلوب تم
اختراعه ضد
كوبا، تحولت
إلى وباء
دولي، وكانت
كوبا هي التي
حلّت هذه
المشكلة في
نهاية المطاف
بعدما نبهت
إلى ذلك عدة
مرات، فأعدنا
للولايات المتحدة
خاطفَين
اثنين. إنه
أمر مؤلم،
إنهما مواطنَين
كوبيين،
ولكننا كنا قد
حذرنا، وهما
أتيا ونحن
أعدناهما،
أوفينا
لكلمتنا
المقطوعة؛ ولكنهم
لم يعطونا
أبداً، ولا
حتى في وقت
لاحق، خبراً
عنهما
لذويهما. إن
لهم طريقتهم
بالتصرف. لا
أحد يعلم.
أعرف بأنهم
حكموا عليهما
بالسجن لمدة
أربعين سنة،
وهذا ما وضع
حداً لخطف الطائرات.
[...]
لا يمكن حل أي
من مشكلات
العالم
الراهنة بالقوة،
ليس هناك من
قوة شاملة،
ولا قوة
تكنولوجية،
ولا قوة
عسكرية
تستطيع ضمان
الحصانة الكاملة
من هذه
الأعمال،
لأنه بوسعها
أن تكون أعمال
مجموعات
محدودة
الحجم، يصعب
اكتشافها.
إنه
لمن الهام
جداً معرفة ما
ستكون عليه
ردة فعل
الولايات
المتحدة. ربما
تأتي أيام
خطيرة بالنسبة
للعالم، وأنا
لا أتكلم عن
كوبا. كوبا هي
البلد الأكثر
طمأنينة
وهدوء نفس في
العالم،
لأسباب
مختلفة: بسبب
سياستنا،
بسبب أشكال كفاحنا،
بسبب
عقيدتنا،
بسبب خلقيتنا،
وبالإضافة
إلى ذلك،
أيتها الرفيقات
والرفاق،
بسبب الغياب
الكامل للخوف
من نفوسنا.
لا
شيء يحرك لنا
جفن عين، ولا
شيء يخيفنا.
من الصعب جداً
اختراع أي
افتراء ضد
كوبا، فلن يصدق
ذلك لا الذي
اخترعه ولا
الذي يتبناه،
إنه لمن الصعب
جداً؛ وكوبا
ليست اليوم أي
شيء كان في
هذا العالم،
فهي صاحبة
موقف أخلاقي
كبير جداً
وموقف سياسي
وطيد جداً.
[...]
سوف تكون
الأيام
المقبلة
أياماً
متوترة في الولايات
المتحدة
وخارجها،
وسيبدأ سماع
آراء عدد لا
يحصى من
الناس.
[...]
نقترح على
الذين يقودون
الإمبراطورية
الجبارة بأن
يتحلوا
برباطة جأش
وهدوء نفس،
وألا ينجروا
وراء نشوات
غضب أو حقد،
وألا يشرعوا
باصطياد أناس
عبر إلقاء القنابل
في كل حدب
وصوب.
أؤكد
بأن أياً من
مشكلات
العالم، ولا حتى
مشكلة
الإرهاب،
يمكن حلها
بالقوة، وكل
عمل يجري
باستخدام
القوة، وكل
عمل أحمق في
استخدام
القوة، في أي
مكان، من شأنه
أن يفاقم
مشكلات
العالم على
نحو خطير.
ليس
الطريق طريق
القوة والحرب.
أقول ذلك هنا
اعتباراً من
كل السلطة
التي يمنحني
إياها تكلمي
دائماً
بعفاف،
وامتلاكي
قناعات صلبة
وخبرة أكسبني
إياها عيش
سنوات النضال
التي عاشتها
كوبا. العقل
فقط، السياسة
الذكية في
البحث عن قوة
الإجماع
ويمكن للرأي
العام
العالمي أن
يقطع آرب
المشكلة.
أعتقد بأن هذا
العمل الذي لم
يسبق له مثيل
أبداً يجب أن
يكون نافعاً
لبلورة
المكافحة
الدولية
للإرهاب؛
ولكن المكافحة
الدولية
للإرهاب لا
يتم حلها
بالقضاء على
إرهابي هنا
وآخر هناك؛
والقتل هنا
والقتل هناك
باستخدام
أساليب
متشابهة وعبر
التضحية بأرواح
بريئة. يتم
حلها عبر
وسائل من
بينها وضع حد
لإرهاب الدولة
وغيره من
أشكال القتل
المدانة،
بوضع حد
لأعمال
الإبادة، عبر
اتباع سياسة سلام
واحترام وفية
للأعراف
الأخلاقية
والقانونية
التي لا مفر
منها. لا نجاة
للعالم إذا لم
يتبع سياسة
سلام وتعاون
دولي.
[...]
لقد أثبتنا
بأننا نستطيع
البقاء
والعيش والتقدم،
وكل ما يتم
مشاهدته
اليوم هو
تعبير عن تقدم
لا يوازيه
تقدم في
التاريخ. لا
يُحرز التقدم
عبر إنتاج
السيارات،
يتم التقدم
عبر تطوير
القدرات
الذكية،
وتلقين المعارف،
وخلق الثقافة،
والعناية
بالكائنات
البشرية كما
يجب العناية
بهم، وهذا هو
سر القوة
الهائلة التي
تتمتع بها
ثورتنا.
لا
خلاص للعالم
عبر سبل أخرى
وأنا أخص
بالذكر في هذه
الحالة أوضاع
العنف. فليتم
إحلال السلام
في كل مكان من
أجل حماية
جميع الشعوب
من وباء الإرهاب
هذا، الذي هو
أحد الأوبئة،
لأنه يوجد
اليوم وباء
آخر مريع اسمه
"آيدز"، على
سبيل المثال،
وهناك وباء
آخر يقتل
عشرات
الملايين من
الأطفال والفتية
والأشخاص في
العالم جوعاً
ومرضاً وبسبب
فقدان
العناية
الطبية والأدوية.
توجد
في الحقل
السياسي
أفكار
استبدادية،
أفكار وحيدة
تجري محاولة
فرضها على
العالم،
وتشجع التمرد
والهيجان في
كل مكان.
لا
خلاص لهذا
العالم –وليس
لهذا علاقة
بالإرهاب- إذا
ما تواصل
تطوير أو
تطبيق هذا
النظام الاقتصادي
والاجتماعي
الظالم الذي
يؤدي العالم
إلى الكارثة،
إلى طريق لن
يستطيع ال 6200
مليون
الإفلات منه
ولا الأبناء المستقبليين
للسكان الذين
يعيشون فوق
هذا الكوكب
اليوم، والذي
يتعرض لدمار
أكبر يوماً بعد
يوم ويسير
بخطى أكثر
تسارعاً نحو
الفقر والبطالة
والجوع
واليأس. تثبت
ذلك الجماهير
في أماكن
مختلفة أصبحت
تاريخية:
سياتل،
كيبيك، واشنطن،
جنوى.
لم
يعد بوسع أقوى
زعماء
الاقتصاد
والسياسة
العالم
الاجتماع
تقريباً؛ فقد
أصبح يقل قدر
الخوف عند
الناس يوماً
بعد يوم، إنهم
متمردون، وهو
ما يمكن
ملاحظته في كل
مكان. تواجدت
أنا للتو في
دوربان
وشاهدت هناك
آلاف الأشخاص
التابعين
لمنظمات غير
حكومية؛
الاستياء في
العالم سوف
ينمو كرغوة
الصابون".
كم هو
هائل الفرق
بين سلوك
الحكومة
الكوبية وسلوك
حكومة
الولايات
المتحدة! بين الثورة،
التي تستند
إلى الحقيقة،
وبين الإمبراطورية،
التي تستند
إلى الكذب!
فيدل
كاسترو روس
11
أيلول/سبتمبر
2007
الساعة
5:25 عصراً