تأملات
للقائد العام
ما
تعلّمناه من
اللقاء
القاري
السادس المنعقد
في هافانا
أحضرَت
ماريا لويسا
ميندوكا إلى
اللقاء
القاري المنعقد
في هافانا
فيلما
وثائقياً مؤثراً
وذا وقع كبير عن
قطع قصب السكر
يدوياً في
البرازيل.
كعرض
موجز قمتُ
بإجرائه، على
غرار التأمّل
السابق،
بفقرات
وعبارات من
النص الأصلي، فإن
ماريا لويسا
قد عبّرت ما
يلي:
نعلم
بأن العنصر
الرئيسي
لمعظم الحروب
التي وقعت في
العقود الأخيرة
من الزمن هو
السيطرة على
مصادر الطاقة.
فاستهلاك
الطاقة مضمون
لقطاعات
صاحبة امتيازات،
سواءً كان في
البلدان
المركزيّة أم
في بلدان
المحيط،
بينما لا تحصل
غالبية سكان
العالم على
الخدمات
الأساسية.
استهلاك
الطاقة مقابل
الفرد في
الولايات
المتحدة يبلغ 13
ألف كيلو/واط
سنوياً،
بينما يبلغ
المعدل
العالمي 2429،
ويبلغ في
أمريكا
اللاتينية 1601.
احتكار
القطاع الخاص
لمصادر
الطاقة تضمنه
بنود واردة في
اتفاقات التجارة
الحرة
الثنائية ومتعددة
الأطراف.
دور
البلدان
المحيطية هو
إنتاج طاقة
رخيصة للبلدان
الغنية
المركزية،
مما يمثل
مرحلة جديدة
من الاستعمار.
من
الضروري تفنيد
الأسطورة
للدعائية
التي تتحدث عن
فوائد مزعومة
للوقود الزراعي.
وفي حال
الإيثانول،
فإن زراعة
ومعاملة قصب
السكر
يلوّثان
الأراضي ومصادر
المياه
الصالحة
للشرب،
لأنهما
يستخدمان
كميان كبيرة
من المواد
الكيماوية.
عملية تقطير
الإيثانول
تنتج عنها
نفايات يطلَق
عليها اسم نبيذ
ثقيل. مقابل
كل ليتر واحد
من الإيثانول
ينتج من 10 إلى 13
ليتر من
النبيذ
الثقيل. يمكن
استخدام جزء
من هذه
النفايات
كسماد، ولكن
الجزء الأكبر
يلوث أنهاراً
ومصادر مياه جوفيّة.
لو أن
البرازيل
أنتجت 17 ألف أو 18
ألف مليون
ليتراً من
الإيثانول
سنوياً، فهذا
يعني أنه يتم
إيداع ما لا
يقل عن 170 ألف
مليون ليتر من
النبيذ
الثقيل في
مناطق مزارع
القصب. تصوروا
أثر ذلك على
البيئة.
إن
حرق قصب
السكر، الذي
ينفع من أجل
تسهيل عملية
قطعه، يدمّر
جزءاً كبيراً
من الكائنات
المجهريّة
الموجودة في
التربة
ويلوّث الهواء
ويسبب الكثير
من الأمراض
التنفسيّة.
المعهد
الوطني
للأبحاث
الخاصة
البرازيلي يعلن
في كل سنة
تقريباً في ساو
باولو –التي
تمثل 60
بالمائة من
إنتاج
البرازيل من
الإيثانول- حالة
طارئة، لأن
عمليات الحرق
قد سارت
برطوبة
الهواء إلى
مستويات
بالغة
الدنوّ، ما
بين 13% و15%،
فيستحيل
التنفس خلال
هذه الفترة في
منطقة ساو
باولو التي
يتم فيها حصاد
القصب.
اتساع
إطار إنتاج
الطاقة
الزراعية هو،
كما نعرف، أمر
يحظى باهتمام
كبير لدى
شركات
المتعضّات
المعدّلة
تناسلياً،
كشركات
"مونسانتو" (Monsanto)
وسينجينتا" (Syngenta)
و"دوبونت" (Dupont)
و"باس" (Bass) و"باير" (Bayer).
في
حال
البرازيل،
طوّرت شركة
"فوتورانتيم"
(Votorantim)
تكنولوجيات
لإنتاج قصب
سكَّر معدّل
تناسلياً،
غير قابل للاستهلاك
الغذائي،
ونعلم أن
شركات كثيرة
تقوم بتطوير
هذا النوع من
التكنولوجيّات،
وبما أنه لا
توجد وسائل
لمنع التلوث
الذي تتسبب به
المزروعات
المعدّلة
تناسلياً في
حقول
المزروعات
الأصلية، فإن
هذه الممارسة
تجعل إنتاج
المواد
الغذائية في
خطر.
في
ما يتعلق
بإزالة
الطابع
الوطني عن
الأراضي
البرازيلية،
فإن هناك
شركات كبيرة
قد اشترت
مصانع سكر 0في
البرازيل:
"بونج" (Bunge) و"نوفو
غروب" (Novo Group) و"إي دي
أم" (ADM)
و"دريفوس" (Dreyfus)،
بالإضافة
لرجلي
الأعمال
الكبيرين
جورج سوروس
وبيل غيتس.
كمحصّلة
لذلك، نعرف
بأن اتساع
إطار إنتاج الإيثانول
قد تسبب في
طرد الفلاحين
من أراضيهم وخلق
وضعاً من
التبعية لما
يسمى
اقتصاد
السكر، لأن
المسألة ليست
أن صناعة
السكر توفّر
فرص عمل، على
العكس، فإنها
تسبب البطالة،
لأن هذه
الصناعة
تسيطر على
الأراضي. وهذا
يعني أنه لا
مجال لقطاعات
إنتاجية أخرى.
في
ذات الوقت
لدينا
الدعاية عن
فاعلية هذه الصناعة.
نعرف بأنها
تقوم على أساس
استغلال اليد
العاملة
الرخيصة
والمستعبَدة.
يتم دفع الأجور
للعمال حسب
كميّة القصب
التي
يقطعونها وليس
مقابل
الساعات التي
يشتغلونها.
في
ولاية ساو باولو،
حيث الصناعة
هي أكثر حداثة
–حديثة بين
قوسين طبعاً-
وهي المنتج
الأكبر في البلاد،
فإن هدف كل
عامل هو قطع
ما بين 10 و15 طن من
قصب السكر
يومياً.
البروفيسور
بيدرو راموس،
من جامعة
كامبيناس،
أجرى
الحسابات
التالية: في
أعوام
الثمانينات
كان العمال
يقطعون حوالي أربعة
أطنان يومياً
ويكسبون ما
يعادل 5 دولارات
تقريباً في
اليوم, وفي
الوقت
الراهن، يحتاج
الأمر لقطع 15
طناً من قصب
السكر من أجل
كسب ثلاثة
دولارات في
اليوم.
وزارة
العمل
البرازيلية
نفسها أجرت
دراسة تقول
فيها أن مائة
متر مربع
مزروعة بقصب
السكر كانت
تنتج في الماضي
عشرة أطنان؛
أما اليوم،
ومع نشوء
القصب المعدَّل
تناسلياًـ
فمن الضروري
قطع
وتقول
باحثة من
وزارة العمل
في ساو باولو
أن السكر والإيثانول
مجبولان
بالدم والعرق
والموت. وقد
سجّلت وزارة
العمل في ساو
باولو عام 2005 ما
مجموعه 450 حالة
وفاة بين
العمال
لأسباب أخرى،
مثل الاغتيال
والحوادث،
لأن وسائل
النقل إلى
مصانع السكر
هي في حالة
سيئة جداً،
وكذلك بسبب
أمراض مثل
السكتة
القلبية
والسرطان.
واستنادً
لما ذكرته
ماريا
كريستينا
غونزاغا،
التي أجرت
البحث، فإن
دراسة وزارة
العمل هذه
تُظهر أن 1383 من
عمّال قصب
السكر قد
توفّوا خلال
السنوات
الخمس
الأخيرة في
ولاية ساو
باولو وحدها.
العمل
الرقّيّ هو
أمر شائع
أيضاً في هذا
القطاع.
العمال بشكل
عام هم من
المهاجرين من
الشمال
الشرقي أو من
ميناس دي
جيرايس، والذين
يتم جلبهم عبر
وسطاء؛
والعقد لا يتم
بشكل عام مع
الشركة
مباشرة،
وإنما من خلال
وسطاء،
يسمّون في
البرازيل "قطط"،
والذين
يختارون اليد
العاملة
لمصانع السكّر.
في
عام 2006 أجرى
مكتب
المراقبة
التابع
للوزارة
العامة تفتيشاً
على 74 مصنع
للسكر في ساو
باولو وحدها،
وجميعها
واجهت محاكمات
قضائية.
وفي
شهر آذار/مارس
2007، قام مراقبو
وزارة العمل بإنقاذ
288 عامل من وضع
عبوديّ في ساو
باولو.
وفي
الشهر ذاته،
في ولاية ماتو
غروسّ تم إنقاذ
409 عمّال في
مصنع لإنتاج
الإيثانول:
كان من بينهم
مجموعة مؤلفة
150 من السكان
الأصليين. في
تلك المنطقة
الواقعة وسط
البلاد، في
ماتو غروسّ،
توجد حتى
ميّزة
استخدام سكان
أصليين في
العمل الرقّي
لقطع قصب
السكر.
مئات
العمّال
يعانون
سنوياً
ظروفاَ
مشابهة في
مزارع قصب
السكر. فكيف
هي هذه
الظروف؟
يعملون بدون
تسجيل رسميّ،
وبدون وسائل
حماية، وبدون
ماء ولا غذاء
مناسِب، بدون
مراحيض،
وأماكن
إقامتهم هي في
وضعٍ مزرٍ؛
وبالإضافة
لذلك، عليهم
أن يدفعوا بدل
سكن، بدل
طعام، وهو
باهظ الثمن،
ومضطرون لدفع
بدل مستلزمات
العمل، مثل
الأبواط والمناجل،
وفي حال
تعرضهم لحادث
عمل، وهي كثيرة
جداً، لا
يتلقون طبعاً
العلاج
المناسِب.
القضية
الرئيسية
بالنسبة لنا
هي القضاء على
الإقطاع،
لأنه خلف هذه
الصورة
الحديثة هناك مشكلة
مركزية، وهي
الإقطاع في
البرازيل، وفي
بلدان أخرى من
أمريكا
اللاتينية
بالطبع. ومن الضروري
أيضاً اتباع
سياسة جادة
لإنتاج المواد
الغذائية.
أردت
بهذا أن عرض
فيلماً
وثائقياً
أنجزناه في
ولاية
بيرنامبوكو
مع عمال
يشتغلون في
قطع قصب
السكر، وهي
واحدة من
المناطق التي
تشهد أكبر
إنتاج لقصب
السكر، وهكذا
سترون في
الواقع كيف هي
هذه الظروف.
تم
إنجاز هذا
الفيلم
الوثائقي بالتعاون
مع اللجنة
الأسقفية
للأرض في
البرازيل ومع
نقابات عمال
الغابات في
ولاية
بيرنامبوكو.
بهذا
تختتم
مداخلتها
المسؤولة
البرازيلية البارزة
والتي قوبلت
مداخلتها
بتصفيق حاد.
أعرض
في ما يلي
آراء قاطعي
قصب السكر،
والمدرجة في
الفيلم
الوثائقي الذي
أتت به ماريا
لويسا. حين لا
تظهر هوية
الأشخاص في
الفيلم، يتم
الذكر إن كان
هذا الشخص رجلاً
أو امرأة أو
شاباً. ولن
أدرجها
جميعاً بسبب
طولها.
سيرفينو
فرانسيسكو دا
سيلفا: حين
كان عمري ثماني
سنوات، انتقل
والدي للعيش
في مصنع السكر
القائم في
خونكو. وحين
وصلتُ كنت على
وشك بلوغ
التاسعة، بدأ
ولدي يعمل
وكنت أنا أقوم
بربط القصب
معه. عملت
لمدة 14 أو 15 سنة
في مصنع
خونكو.
امرأة:
منذ سنوات
كثيرة جداً
وأنا أعمل في
قطع قصب لسكر،
لا أعرف ولا
حتى الحساب.
رجل:
بدأت العمل
وأنا في
السابعة وقضيت
كل حياتي في
قطع القصب
والتعشيب.
شاب:
تولّدت هنا،
وعمري الآن 23
سنة، وأقوم
بقطع السكر
منذ بلوغي
التاسعة.
امرأة:
عملت لمدة 13
سنة هنا في
بلانتا
سلغادو. كنت
أزرع القصب،
وأرش السماد،
وأنظف القصب
من الأعشاب
الضارّة.
سيفيرينو
كونسيغاو: كل
أعمال الحقل
هذه أنا أتقنها:
رش الأسمدة،
زرع القصب.
كنت أفعل كل ذلك
وبطني بهذا
الحجم (تقصد
وضعها في حالة
حمل) والسلة
إلى جانبي،
وكنت أواصل
العمل.
رجل: أنا
أعمل، كل
الأعمال
شاقّة، ولكن
قطع قصب السكر
هو أسوأ ما في
البرازيل.
إنليوزا:
أصل إلى
المنزل
وأتوجّه لغسل
الأواني
وترتيب
المنزل
والقيام
بالخدمة
المنزلية وفعل
ما يلزِم. كنت
أقطع قصب
السكر، وكنت
في بعض الأحيان
أصل إلى
المنزل ولا
أستطيع أن
أغسل الأواني،
حيث تكون يداي
مجروحة،
مليئة
بمسامير اللحم.
أدريانو
سيلفا:
المشكلة هي أن
المدير
متطلّب جداً
في العمل. في
بعض الأيام
يقطع المرء
السكر ويقبض
البدل، وهناك
أيام لا يقبض فيها
شيئاً. في بعض
الأحيان تكون
كافية وفي
أحيان أخرى لا
تكون كافية.
ميسايل:
الوضع هنا
فاسد،
فالمدير يريد
خفض وزن
القصب. فقد
قال بأن ما
نقطعه هنا هو
ما نقبض ثمنه
وانتهى. إننا
نعمل
كالعبيد، هل
تفهمني؟ بهذه
الطريقة من
غير الممكن..!
ماركوس:
إن قطع قصب السكّر
هو عمل رقّيّ،
إنه عمل صعب.
نغادر
في الساعة
الثالثة
صباحاً،
ونعود في الثامنة
مساء. إنه جيد
بالنسبة لرب
العمل فقط، لأنه
في كل يوم يمر
تزداد أرباحه
والعامل يخسر،
فينخفض
إنتاجه،
وينتقل كل شيء
إلى رب العمل.
رجل:
في بعض
الأحيان ننام
من غير أن
نستحمّ، لا
يوجد ماء،
إنما نحن
نستحم في
ساقية تمرّ من
هنا.
شاب:
لا يوجد هنا
حطب لطهي
الطعام، وعلى
كل واحد، إذا
أراد الطعام،
أن يخرج بحثاً
عن الحطب.
رجل:
وجبة الغداء
هي ما يجلبه
معه كل واحد
من المنزل،
يجلب معه وجبة
واحدة، هكذا
يأكل لا أكثر،
وعليه أن يسير
قدماً هكذا في
الحياة.
شاب:
من يعمل
كثيراً يحتاج
لما يكفي من
الغذاء. بينما
صاحب معمل
السكر يتمتع
بامتياز، بما
هو جيّد وما
هو الأفضل،
نحن هنا
نعاني.
امرأة:
لقد عانيت
الكثير من
الجوع. توجهت
للنوم
أحياناً
كثيرة وأنا
جائع، لم يكن
عندي شيئاً
أتناوله، ولا
لأقدّمه
لابنتي؛ كنت
في بعض
الأحيان أبحث عن
الملح، وهو
أسهل ما يمكن
العثور عليه.
أيخيديو
بيرييرا: لدى
الشخص ولدان
أو ثلاثة، وإذا
لم يحافظ على
نفسه يموت
جوعاً؛ لا
يستطيع العيش.
إيفيت
كافالكانتي:
لا يوجد هنا
راتب، يجب
تنظيف ثمانية
أطنان من
السكر مقابل
ثمانية
ريالات؛ تكسب
مقابل ما
تتمكن من
قطعه: إذا
قطعت طناً من
القصب، تكسب
ثمانية
ريالات، ليس
هناك من راتب
ثابت.
امرأة:
راتب؟ أنا لا
أعرف شيئاً عن
هذا.
ريغينالدو
سووزا: في بعض
الأحيان
يقومون بالدفع
نقدا. في هذا
الموسم
يدفعون
نقداً؛ أما في
الشتاء
فيدفعون كل شيء
بواسطة قسائم.
امرأة:
القسيمة،
الشخص يعمل،
وهو يسجّل كل
شيء على ورقة،
ويسلّمها
للشخص لكي
يشتري في
السوق. لا يرى
الشخص المال
الذي يكسبه.
خوسيه
لويز: المدير
يفعل
بالأشخاص ما
يشاء. ما يحدث
هو أنني طلبت
منه أن يكيل
لي مقابل ما
قطعته، لم يرضَ.
أي أنه في هذه
الحالة يجبر
الشخص على
العمل بالقوة.
وبهذه الطريقة
فإن الشخص
يعمل للشركة
مجاناً.
كلوفيس
دا سيلفا: إن
هذا يقتلنا!
يقضي المرء
نصف النهار في
قطع القصب،
ويظن بأنه
سيحصل على بعض
المال، وحين
يجري التكييل،
نرى بأن العمل
لم ينفع في
شيء.
ناتانايل:
شاحنة نقل
المواشي هنا
تقل عمالاً،
إنه أسوأ من
الانتقال مع
حصان المالك؛
لأنه حين يضع
المالك حصانه
في الشاحنة،
يضع له ماء،
ويضع نشارة في
الأرضية لكي
لا يضرِّر
الحصان
حدوته، ويضع
الحشيش،
وشخصاً
لمرافقته؛
أما العمال فليتدبّروا
أمرهم: يدخل
ويغلق الباب
وانتهى الأمر.
إنهم يعاملون
العمال كالحيوانات.
الـ "Pro-Álcool" (البرنامج
البرازيلي
للكحول) لا
يساعد
العمّال،
إنما هو يساعد
ملاكي القصب،
يساعد أرباب
العمل ويزيد
ثروتهم على
نحو أكبر
يوماً بعد يوم؛
لأنه لو كان
يوفر فرص عمل
للعمال، لكان
أمرا أساسياً
بالنسبة لنا،
ولكنه لا
يوفّر فرص
عمل.
خوسيه
لورينو: إنهم
يتمتعون بكل
هذه السلطة
لأنه في مجلس
الولاية
والمجلس
الفدرالي على
حد سواء لديهم
سياسيّاً
يمثل مزارع
قصب السكر
هذه. هناك ملاكون
هم نواب أو
وزراء، أو
أقارب أرباب
مصانع، يسهّلون
هذا الوضع
أمام
الملاكين
وأمام أرباب
المصانع.
رجل:
يبدو أن
كفاحنا لا
يتوقف أبداً.
لا إجازات لنا،
لا عيديّة، كل
شي يضيع. بالإضافة
لذلك، ربع
راتب، وهو
إلزامي، لا نتلقّاه،
إنه ما نشتري
به ملابس
لنهاية السنة
وملابس
للأبناء. إنهم
لا يسلموننا
شيئاً من هذا،
ونرى بأن
الوضع يضحي
أكثر صعوبة في
كل مرة.
امرأة:
أنا عاملة
مسجَّلة، ولم
أتمتّع أبداً
بالحق بشيء،
ولا بإجازة مرضيّة.
حين نكون في
حالة حمل، من
حقنا الحصول
على إجازة
مرضيّ، ولكن
أنا لم أحصل
على هذا الحق،
ضمانة
عائليّة؛ ولا
كذلك حصلت على
عيديّة، كنت
أحصل على شيءٍ
ما دائماً،
ولكنني لم أحصل
بعدها على شيء.
رجل: منذ
12 سنة وهو لا
يعطي عيديّة
ولا إجازة.
رجل:
لا تستطيع أن
تمرض، تعمل
ليلاً نهاراً
فوق الشاحنة،
في قطع قصب
السكر، فجراً.
لقد خسرت
صحّتي، لقد
كنت قوياً من
قبل.
رينالدو:
كنت في أحد
الأيام أنتعل
خفّاً من الكتان؛
وهناك وجهت
ضربتي لقطع
القصب، أصبت
نفسي في أصبع
القدم، أنهيت
عملي وأتيت
إلى المنزل.
شاب:
لا توجد
أبواط، هكذا
يتم العمل،
وكثيرون يعملون
حفاة، لا
تتوفر ظروف
ملائمة. قالوا
بأن معمل
السكر
سيتبرّع
بأبواط. لقد
مرّ أسبوع على
إصابته
بأصبعه (يؤشر)
لأنه لا توجد
أبواط.
شاب:
كنت أنا
مريضاً،
أمضيت ثلاثة
أيام مريضاً،
لم أقبض، لم
يدفعوا لي
شيئاً. ذهبت
إلى الطبيب،
وطلبت إفادة
ولم يعطني
إياها.
شاب:
هناك شاب جاء
من "ماكوجي".
كان يعمل،
وخلال عمله
بدأ يشعر
بسوء، اضطر
للتقيؤ. إن
الجهد الذي
يُبذَل كبير،
وحرارة الشمس
حارقة والناس
ليسوا من
حديد، فجسم
الإنسان لا يتحمّل.
فلاديمار:
هذا السم الذي
نستخدمه (يقصد
مبيد الأعشاب)
يتسبب بكثير
من الأمراض.
يتسبب بأنواع
مختلفة من
الأمراض:
سرطان الجلد،
في العظام،
يأخذ بالتغلغل
في الدم وينزل
الأذى بالصحة.
يشعر المرء
بالغثيان،
ويصل به الأمر
للسقوط.
رجل: في
الفترة
الفاصلة بين
مواسم القطع
هي فترة لا
يوجد فيها عمل
تقريباً.
رجل: العمل
الذي يأمرك
ربّ العمل
بالقيام به
يجب تنفيذه؛
لأنه كما
تعرفون، إذا
لم نقم به... نحن
لا نعطي
أوامر، هم
الذين يعطون
الأوامر. إذا
ما أوكلوا لك
مهمة، يجب عليك
القيام بها.
رجل:
إنني هنا
بانتظار أن
أتمكّن يوماً
من امتلاك
قطعة صغيرة من
الأراضي
لأنهي حياتي
هكذا في الريف
لكي أتمكن من
ملء بطني
وبطون أبنائي
وأحفادي، الذين
يعيشون هنا
معي.
هل
أن هناك شيء
آخر يا ترى؟
نهاية
الفيلم
الوثائقي.
لا
أحد يشعر
بأكثر مما
أشعر به أنا
من امتنان على
هذه الشهادة
وعلى مداخلة
ماريا لويسا،
اللذين أجريت
للتو عرضا
موجزاً لهما. إنهما
يعودان بي إلى
ذكريات
السنوات
الأولى من
حياتي، وهو
السن الذي يكون
فيه الأشخاص
عادة على قدر
عالٍ من النشاط.
تولّدتُ
في ملكية
واسعة من
الأراضي
المزروعة
بقصب السكر،
ذات ملكية
خاصة، تحيط
بها من الشمال
والشرق
والغرب
مساحات شاسعة
من أراضٍ تعود
ملكيتها
لثلاث شركات
أمريكية
عابرة للحدود،
كانت
بمجموعها
تملك ما
مساحته أكثر من
250 ألف هكتار من
الأراضي. كان
القطع يجري
يدوياً، لقصب
أخضر، ولم تكن
تُستعمَل
آنذاك مبيدات
الأعشاب، ولا
حتى الأسمدة.
كان يمكن
للمزرعة أن
تعمّر أكثر من
15 سنة. وكانت
اليد العاملة
تبلغ من الرخص
لدرجة أن
الشركات العابرة
للحدود كانت
تكسب الكثير
من الأموال.
صاحب
مزرعة القصب
التي تولدتُ
فيها كان
مهاجراً من أصل
غاليسيّ
وعائلة
ريفيّة
فقيرة، أمّيّ
عملياً، تم
إحضاره كجندي
بدلاً من رجل
ثري دفع أموالاً
مقابل تخلّصه
من الخدمة
العسكرية،
وفي نهاية
الحرب تمت
إعادته
لموطنه
غاليسيا. عاد
إلى كوبا بمحض
إرادته، على
غرار ما فعله
عدد كبير من
الغاليسيين
الذين توجهوا
إلى بلدان
أمريكا
اللاتينية. اشتغل
كعامل بسيط في
شركة هامة
عابرة للحدود،
وهي شركة
"يونايتد
فروت
كومباني" (United Fruit Company). كان يتمتع
بمزايا
كمنظِّم،
فجنَّد عدداً
كبيراً من
المياومين،
مثله، وأصبح
مقاولاً
واشترى في
نهاية الأمر أراض
في المنطقة
المحاذية
لجنوب الشركة
الأمريكية
الكبرى بما
راكمه من فائض
قيمة. عدد السكان
الكوبيون في
المنطقة الشرقية،
ذات التقليد
الاستقلالي،
كان قد نما
بشكل بارز
وشحّت
الأراضي؛
ولكن العبء
الأساسي للزراعة
في المنطقة
الشرقية كان
يقع في بدايات
القرن الماضي
على كاهل
العبيد
المحرَّرين وعلى
المهاجرين
القادمين من
هايتي. لم يكن
للهايتيين
عائلات. كانوا
يعيشون
بمفردهم في
مساكنهم
البائسة
المصنوعة من
سعف وألواح
خشب النخيل
الملكي، على
شكل تجمّعات،
بمشاركة
امرأتين أو
ثلاث فقط.
وخلال الأشهر
القليلة من
موسم السكر
كانت تبدأ
سباقات صراع
الديوك. وهناك
كان الهايتيّون
ينفقون في
اللعب دخولهم
البائسة،
ويستخدمون ما
يتبقى لديهم لشراء
المواد
الغذائية،
والتي كانت
تمر بأيدي
وسطاء كثيرين
وكانت غالية
الثمن.
الملاّك
من أصل غاليسي
كان يعيش
هناك، في مزرعة
القصب. كان
يخرج بمفرده
للتجوال في
المزارع
ويتحدث مع كل
من يطلب إليه
ذلك أو يريد
منه شيئاً. في
كثير من
الأحيان كان
يلبي الطلبات،
لأسباب
إنسانية أكثر
منها
اقتصاديّة.
كان بإمكانه
اتخاذ
القرارات.
مديرو
شركة
"يونايتد
فروت
كومباني" (United Fruit Company) كانوا
أمريكيين تم
اختيارهم بمنتهى
الدقة وتُدفع
لهم رواتب
عالية. كانوا
يعيشون مع عائلاتهم
في بيوت أشبه
بالقصور، في
أماكن مُختارة.
كانوا
كالآلهة
البعيدة،
ويتحدث العمال
الجياع عنهم
باحترام. لم
يكونوا يظهرون
أبداً في
أماكن قطع
القصب، حيث
كان يشرف مرؤوسوهم
على العمل.
وكان أصحاب
أسهم الشركات
العابرة
للحدود
يعيشون
الولايات
المتحدة أو في
أي مكان آخر
من العالم.
وكانت تُرصد
لنفقات المزارع
موازنات لا
يقوى أحد على
رفعها سنتاً
واحداً.
عرفت
جيداً
العائلة
الثانية التي
كوّنها
المهاجر من
أصل غاليسي
بعد زواجه من
شابة ريفية
كوبية، فقيرة
جداً، لم
تتمكن، كحاله
هو، من الذهاب
إلى المدرسة. كانت
متفانية جداً
وتكرّس نفسها
لعائلتها وللنشاط
الاقتصادي
للمزرعة.
الذين
يقرأون هذه
التأملات في
الخارج عبر إنترنيت
سيتفاجأون
حين يعرفون بأن
هذا الملاك هو
والدي. أنا
الابن الثالث
بين السبعة
أبناء هذه
العائلة،
تولّدنا في
غرفة منزلٍ
ريفيّ، على
مسافة بعيدة
جداً عن أي
مستشفى،
بمساعدة ذات
القابلة، وهي
امرأة فلاحة كرّست
نفسها جسداً
وروحاً لهذه
المهمة، والتي
لم تكن لديها
منها إلا
المعارف
المادّيّة. جميع
تلك الأراضي
سلَّمَتها
الثورة للشعب.
لم
يبقّ عليّ إلا
أن أضيف بأننا
ندعم كلياً مرسوم
تأميم حق
امتياز شركة
صيدلية
أجنبية لإنتاج
وتسويق دواء
ضد الآيدز،
وهو الـ "Efavirenz"، في
البرازيل الذي
يبلغ سعره
مبلغاً متمادياً
– على غرار
أدوية أخرى
كثيرة-، وكذلك
حل الخلاف مع
بوليفيا حول
مصفاتين
للنفط، وهو حل
تم التوصل
إليه مؤخراً وبعث
الارتياح عند
الطرفين.
أجدد
التأكيد
بأننا نشعر
باحترام عميق
للشعب
البرازيلي
الشقيق.
فيدل
كاسترو روز
14
أيار/مايو
الساعة
5.12 عصراً