طاولة مستديرة موضوعها "أوتو رايش: إرهابي في الحكومة الأمريكية"، أقيمت في أوستديوهات التلفزيون الكوبي في الرابع عشر من آذار/مارس 2002، "عام الأبطال أسرى الإمبراطورية"
(الطبعات الاختزالية – مجلس الدولة)
راندي ألونسو:
أسعدتم مساء، حضرات المشاهدين والمستمعين.تولّى أوتو رايش، وهو صوت معبر عن أسو مصالح اليمين المتطرف الأمريكي وممثل للأهداف البائسة للمافيا المعادية لكوبا، وعرّاب لإرهابيين معروفين كلويس بوسادا كارّيليس وأورلاندو بوش؛ ومرتبطٌ بفضيحة إيران-كونترا المشينة، التي لعب فيها دور المحترف في الكذب، وممارِس للضغط لصالح شركة "باكاردي" ومشجِّع لقانون هيلمز-بيرتون، ويصنِّفه كثيرون بأنه رديء المعرفة وبطيء الفهم، تولى هذا الأسبوع منصبه كمساعد لوزير الخارجية لشؤون أمريكا اللاتينية، وذلك بعدما فرضته الإدارة، مغتنمة فرصة استراحة الكونغرس.
اعتباراً من تحركاته الأولى كشاغل لهذا المنصب الهام، بدأ يقطر حقده المرضيّ والأحشائي على الثورة الكوبية.
نقوم هذا المساء بعقد الطاولة المستديرة "أوتو رايش: إرهابي في الحكومة الأمريكية"، التي يرافقني فيها كل من الصحافي في النظام الإخباري للتلفزيون الكوبي، رينالدو تالادريد؛ ورئيسة تحرير الصفحة الدولية في صحيفة "خوبينتود ريبيلدي"، خوانا كارّاسكو؛ وناشرة مجلة "تريكونتينينتال" ومعدّة برنامج "أسجيندو راديو"، أرلين رودريغيز ديريفيه؛ والمعلق الدولي في النظام الإخباري للتلفزيون الكوبي، إدواردو ديماس؛ ورئيس تحرير صحيفة "خوبينتود ريبيلدي"، روخيليو بولانكو.
ويتواجد معنا كمدعوين في الأستوديو رفاق من وزير العلاقات الخارجية، ومن الإدعاء العام الإقليمي لمدينة هافانا، ومن وزارة الصناعة الثقيلة وهيئات الإطفاء ومكافحة الحرائق.
(عرض مشاهد عن الموضوع)
في الحادي عشر من آذار/مارس الجاري، ذكرت برقية صحفية لوكالة الأنباء الإسبانية "ا.ف.ا"، مصدرها واشنطن، بأنه "بعد شهرين بالضبط من استخدام الرئيس الأمريكي جورج و. بوش، سلطاته الخاصة لتعيين أوتو رايش، أدّى هذا الأخير اليمين اليوم في وزارة الخارجية لتولي منصبه كمساعد لوزير الخارجية لشؤون أمريكا اللاتينية".
وتقول البرقية أنه "اعتباراً من الآن سيكون رايش، وهو أمريكي متحدر من كوبا، مكلفاً جميع الشؤون المتعلقة بأمريكا اللاتينية في وزارة الخارجية.
وقد أتى احتلال رايش لهذا المنصب الجديد –والقول للوكالة- خلال احتفال أقيم في وزارة الخارجية وُضعت قيود على تواجد الصحافة فيه".
هذا أوتو رايش قد تم تعيينه، وأصبح يشغل منصبه كمساعد لوزير الخارجية لشؤون أمريكا اللاتينية.
من هو ممثل حكومة الولايات المتحدة الجديد في علاقاتها مع شعوب أمريكا اللاتينية؟ من هو أوتو رايش؟
أقترح عليكم إجراء شرح على طاولتنا المستديرة لهذا اليوم عن هذه الشخصية الشريرة من المافيا الكوبية-الأمريكية، الذي وصل به الأمر لأن يشغل موقعاً بالغ الأهمية في حكومة الولايات المتحدة.
أطلب من إدواردو ديماس أن يبدأ برواية بعض التفاصيل عن أوتو رايش.
إدواردو ديماس: وُلد خطأً في هافانا في السادس عشر من تشرين الأول/أكتوبر 1945. والده مهاجر نمساوي من أصل يهودي يدعى والتر رايش، وأمه كوبية.
تلقى علومه في كلية "بالدور" (Baldor) حتى بلوغه الخامسة عشرة من العمر وهو في السنة الأولى من المرحلة الثانوية. هاجر مع أبويه إلى الولايات المتحدة في عام 1960، وتخرج في عام 1966 كمجاز في الفنون من جامعة شابيل هيل، في كارولينا الشمالية؛ وفي عام 1973 حاز على الماجستير في الفنون من جامعة جورج تاون، وهي بالذات واحدة من الجامعات التي تستقطب وكالة الاستخبارات المركزية فيها جزءا كبيراً من عملائها وكوادرها. وهناك تعرّف إلى فرانك كالزون، وهو عميل معروف للسي آي إيه، وإرهابي، وأقام معه علاقة صداقة تفيد المعلومات بأنها مستمرة حتى يومنا هذا.
ارتبط بالجيش الأمريكي في عام 1967. وتخرج كضابط من مدرسة المرشحين للجيش. واعتباراً من عام 1967 وحتى عام 1969 عمل كموظف للشؤون المدنية في الجيش الأمريكي في بنما.
عاد إلى الحياة المدنية في عام 1970، وأصبح بين عامي 1970 و 1971 مساعداً تشريعياً في مجلس النواب إلى الكونغرس؛ أي أنه بدأ بممارسة "الحياة السياسية".
بين عام 1972 و 1975 شغل منصب رئيس لشركة "كورموريت إنتربرايسيز" (Cormorat Enterprises)، ومقرها ميامي، المتخصصة في تصدير واستيراد السلع، وكان في ذات الوقت ممثلاً دولياً لوزارة التجارة لولاية فلوريدا.
بين عامي 1975 و1976 كان ممثلاً للتنمية البلدية لمدينة ميامي، وتحول بين عامي 1976 و1981 إلى مدير في واشنطن لعمليات مجلس الأمريكتين (COA).
خلال كل هذه الفترة التي سردتها عليكم، كان لرايش موقف مواجهة كاملة تجاه الثورة الكوبية. يبدو أنه ليس برجل واسع الظهور، وهو على نحو كبير من الغلظ والفظاظة في طروحاته تجاه الثورة الكوبية.
أشخاص كثيرون ممن عرفوه في هذه الحقبة كانوا يقولون بأنه عميل للسي آي إيه، أو أن على الأقل مرتبط بها، ليس فقط لأنه درس في جورج تاون أو لأنه صديق لفرانك كالزون، الذي كان قائماً على استقطاب عملاء في تلك اللحظة في الجامعة، وإنما، إضافة لذلك، لأنه كرس نفسه لإجراء تحقيقات بشكل سري، حسبما يذكر بعض ممن يعرفونه.
كما أنه أجرى أبحاثاً حول أسباب ومسبِّبات هزيمة شاطئ خيرون [خليج الخنازير]، لم توصله إلى استنتاجات موضوعية فعلية عن سبب الهزيمة في شاطئ خيرون ولا عن دور الشعب في هذا النصر.
عمل بين عامي 1981 و1983 لصالح حكومة رونالد ريغان كمساعد مدير إداري لوكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية، المعروفة باسمها المختصر "
راندي ألونسو: التي زوّدت هذه البلدان بموارد هائلة خلال تلك السنوات التي كان أوتو رايش يتولى فيها هذه المسؤولية داخل منظمة نعرف تاريخها الأسود في قارتنا وتاريخها الأسود فيما يتعلق بالثورة الكوبية. ولكن أوتو رايش لم يلعب هذا الدور فقط في ما يمكن القول أنه "داخل إدارة رونالد ريغان"، بتصنيف معين، وإنما دُعي لاحقاً لشغل مسؤولية هامة في وزارة الخارجية، مما أدى بهذه الشخصية الشريرة إلى الاضطلاع، بشكل مباشر، بالحرب القذرة التي شنتها الولايات المتحدة في عقد الثمانينات، وخاصة ضد نيكاراغوا، ولكنها حرب شملت جميع بلدان أمريكا الوسطى. أعتقد أنها واحدة من أسوأ مراحل هذه الشخصية. وعن هذا الأمر يستطيع أن يحدّثنا رينالدو تالادريد. رينالدو تالادريد: طبعاً، راندي. المنصب الذي عينته إدارة رونالد ريغان لشغله في عام 1980 اسمه "مستشار خاص للدبلوماسية العامة لوزير الخارجية. سوف أروي هذه القصة، قصة ما كانت عليه الحرب القذرة في أمريكا الوسطى وكل ذلك، اعتباراً من تقارير للحكومة الأمريكية، أحدها لل "جنرال أكاونتينغ أوفيس" (
على سبيل المثال، يقول هذا التقرير الصادر عن ال "جنرال أكاونتينغ أوفيس" أنه "أثناء شغل أوتو رايش لمنصبه انتهك القيد الموضوع على الميزانية السنوية لوزارة الخارجية، والذي يمنع استخدام أرصدة فدرالية من أجل أهداف دعائية وإعلانية غير مصرّح بها من قبل الكونغرس"، وهذا هو الموضوع الأول بين المواضيع الثلاثة الكبرى التي نستطيع تقسيم الأمر لها: استخدام أموال حكومية لأهداف دعائية وإعلانية لم يصرّح بها الكونغرس.
بماذا يتعلق الأمر؟ أن الأمة الأمريكية، الكونغرس، وجميع سلطاته، لم تكن في حرب مشروعة ضد نيكاراغوا، وكل ما كان يتم القيام به هو حرب وتحرك من وراء ظهر الكونغرس، من وراء ظهر القانون الأمريكي، وهذا الرجل، أوتو رايش، "استخدم أموالاً حكومية لأهداف دعائية وإعلانية غير مصرّح بها"، والقول للتقرير.
أولاً: تضليل من أغلظ أنواعه. على سبيل المثال، ماذا كان يفعل أوتو رايش؟ لقد أعطوه مكتباً رائعاً بميزانية كبيرة، فكان يشارك في اجتماعات البيت الأبيض مباشرة، وماذا كان عليه أحد الأمور التي كان يفعلها في مكتبه؟ كانوا يصيغون مقالات في مكتبه ويحمّلونها توقيعات أعضاء كونترا ممن كانوا في المعسكرات التي يموّلها الأمريكيون في أمريكا الوسطى، والذين لم يكونوا حتى يعرفون بأن هذه المقالات ستُكتب أو أنها مكتوبة، أي أنهم كانوا يزورون التوقيعات ويضعونها ويرسلونها إلى العديد من الوسائل الصحفية. ما كان يقوم به أوتو رايش هو جريمة، وبالإضافة لذلك، مدرجة في أي قانون جنائي أمريكي ولأي بلد آخر ويُعاقِب القانون عليه.
أعود الآن لذكر تقرير ال "جنرال أكاونتينغ أوفيس": "كان يستخدم أسماء زعماء من الكونترا من أجل نشر مقالات في وسائل صحافية هامة".
مثال آخر على ما كان يفعله: "كان يضلل ويزوّر المعلومات بغلظ، ولكن ذلك بخصوصية بالغة درجة أنه يشكل مساهمة من جانب هذه المجموعة في تاريخ الأساليب القذرة للسياسة. على سبيل المثال، أعدّوا تقريراً يقول بأنه يوجد في نيكاراغوا طائرات مقاتلة من طراز ميغ سوفييتية الصنع، وهي سلاح هجومي، وأن ذلك كان يشكل خطراً وشيكاً على كل الأمة الأمريكية، وكل أمريكا الوسطى، وكل العالم؛ وكان ذلك كاذب، حيث لم توجد أي طائرة ميغ سوفييتية في نيكاراغوا، كانت هناك طائرات مزودة بالصواريخ، وليس أكثر، لم يكن هناك أي طائرة ميغ، مجرد كذب. ولكن ليس هذا هو الأسوأ، الأسوأ هو أن أوتو رايش كان يقوم بإعداد التقرير ويحمله إلى أحد المتواطئين ليوقع له إياه. من الذي كان يوقعه؟ حسناً، وقّعه مستشار مجلس الأمن القومي، روبيرت ماكفرلاين؛ فقد كان يأتي التقرير، ويوقّعه هو، ويجري "تسريبه" –بهذه الطريقة تجري أنواع التسريب هذه للصحافة-، "وثائق تم الحصول عليها من مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها"، إلى آخره، "يقال أنه يوجد في نيكاراغوا طائرات ميغ سوفييتية"، كل هذا كان من اختراع أوتو رايش في مكتبه؛ وهذا هو جناية أيضاً.
ففي الولايات المتحدة، ونتيجة فضيحة خاصة، شخصية، جنسية، وقع عدد لا يحصى من مشكلات المتعلقة بأداء يمين كاذب، وما إذا صرّح فلان بكذا، وهل هذا هو يمين كاذب؟، وقيل بأنه غيّ في الكذب، لأن ذلك يضر حتى بأمن الولايات المتحدة، وبسمعة الولايات المتحدة وبسمعة الأمة.
راندي ألونسو: بل وأن ذلك وضع منطقة كاملة في خطر، فعلينا أن نتذكر لحظات التوتر تلك التي عاشتها أمريكا الوسطى.
رينالدو تالادريد: نعم، بدا وكأن طائرات الميغ تلك ستهاجم كاليفورنيا، التي كانت تتعرض لهجوم شيء آخر، سأشرحه لاحقاً، لم تكن طائرات ميغ سوفييتية؛ بدا وكأن طائرات الميغ تلك تعيث دماراً، وكأنها ستغزو الولايات المتحدة، وكل هذا تكفل هو بأمر فعله، اختراعه.
ما هي الأساليب التي كان يتبعها لكي تصل الرسالة بشكل جيد وقوي وواضح، كما يريدون هم؟
يقول تقرير ال "جنرال أكاونتينغ أوفيس" هذا: "استناداً إلى ما أكدته وثائق كانت سرية في ذلك الحين وأزيلت عنها هذه الصفة حالياً، "وصل الأمر بأوتو رايش أن يهدد" –وهنا بدأت مافيا ميامي بهجومها- "إداريين في شبكات تلفزيونية وغيرها من وسائل الاتصال وكان لديه عملائه الخاصين، ممن تم التعاقد معهم للقيام بمهمة حصرية تتمثل بمراقبة ما إذا أذيع أنباء عن النزاع الداخلي في نيكاراغوا وكوبا وغيرها". دققوا في الأمر، تهديد فظ، وبالإضافة لذلك "عملاء خاصين" يراقبون ويبلغون ويهددون. ها هي المافيا تتحرك في الإدارة. هذا هو أحد مخاطر ذلك، وسأتكلم عنه لاحقاً.
توجد شهادة ذات دلالة كبيرة، لا ترد في هذا التقرير، وهي شهادة فرانسيسكو كامبيل –وهو اليوم رئيس لجنة العلاقات الدولية لبرلمان أمريكا الوسطى-، وكان في تلك اللحظة الوزير المفوّض للسفارة النيكاراغوية في الولايات المتحدة. صرح هذا بما يلي لصحيفة "لا برنسا": "لقد تمكنّا من استغلال مختلف المظاهرات والتعبيرات التضامنية التي كانت تصدر عن الشعب الأمريكي نفسه وكنّا نقوم بتقطيرها ضد الحرب؛ وقد تم وضع رايش من أجل منع ذلك". أمر طريف: الشعب الأمريكي كان لديه مشاعر تضامنية نبيلة، وكان واعياً بأن تلك الحرب هي حرب ظالمة، فقد كانت قد حدثت حرب فيتنام. بمَ كان يتكفل أوتو رايش؟ بكل بساطة، كان يتكفل بوقف ذلك الشعور التضامني التلقائي، والحس بالعدالة عند الشعب الأمريكي ورغبته في تفادي الوقوع في حرب فيتنام أخرى، كما كان متوقعاً في السابق.
راندي ألونسو: كان لمكتب رايش هذا هدفين رئيسيين في تلك اللحظة: فمن جهة إسكان ثورة أي حركة تضامنية مع نيكاراغوا؛ ومن الجهة الأخرى، توفير الظروف اللازمة لكي يلغي الكونغرس حظر الأسلحة الذي كان قائماً آنذاك على قوات الكونترا النيكاراغوية.
رينالدو تالادريد: وقد أُصدر ذلك التعديل اعتباراً من التجارب السابقة.
ولكن فرانسيسكو كامبيل، الذي كان في السفارة النيكاراغوية في الولايات المتحدة آنذاك، يواصل القول: "انطلاقاً من ذلك المكتب" –مكتب رايش- "كانوا يحاولون عرقلة عملنا، كانت حرب منخفضة الوتيرة وحرب استنزاف على جميع المستويات؛ فقد كانوا يمنعونا من القيام بجولات تضامنية في الولايات المتحدة، ويضعون أجهزة تجسس قبالة السفارة ثم يتهموننا نحن لاحقاً بأننا جواسيس".
ويستطرد فرانسيسكو كامبيل: "كانت تخرج باستمرار من ذلك المكتب حملات معادية للثورة الساندينية، تحت شعارات: ‘الساندينيون يلاحقون اليهود‘، ولم يعودوا يهوداً لاحقاً، حيث أخذوا يتحدثون عن أعمال إبادة لأشخاص زنوج، ميسكيت، وعرضوا صوراً اتضح لاحقاً بأنها صور حروب في بلدان أفريقية". أي أنهم كانوا يأخذون صورة من حرب في بلد أفريقي ويقولون: "هؤلاء هم الساندينيون يلاحقون أبناء أقلية الميسكيت"، وكان يفعل ذلك أوتو رايش وهذا المكتب. دققوا في ما كان عليه المستوى الخلقي، أو مستوى احترام القانون في ذلك المكتب الذي كان يديره أوتو رايش.
ثم يواصل فرانسيسكو كامبيل قوله: "وبالإضافة لذلك، كانوا ينوّهون إلى أنه بفعل ما يسمى ‘الأثر دومينو‘ كان الساندينيون سيغزون الولايات المتحدة عبر قطاع أرلينغتون، في تكساس، وكانت أشياء من هذا القبيل تخرج باستمرار من هناك وتُبث إلى العالم أجمع".
وهنا تجد ما ذكرته أنت، إنما كانوا يحضّرون الرأي العام: "كان الساندينيون سيغزون الولايات المتحدة"، بل وتذكروا عبارة ريغان الشهيرة حيال السلفادور، ولكنها قابلة للتطبيق على نيكاراغوا: "المسافة بين السلفادور وهيوستن هي أقصر من المسافة بين هيوستن ونيويورك"؛ أي أنه، بالتالي، "نحن نواجه خطراً قومياً". وفي هذا السم الذي يتم بثه للشعب الأمريكي –وسأتحدث عن هذا لاحقاً- كان أوتو رايش عاملاً أساسياً.
إلى أين وصل كل ذلك! إنه ما ذكرته أنت، من أجل إعطاء فكرة عمّا وصل إليه ذلك، وقد حدث هذا مع كوبا أيضاً، ولهذا فإنني أبرز وجه الشبه عن كل قصد: كيف يتم تسميم رأي عام، وكيف يتم إشباعه بالكذب، بأموال مساهِم يتم خداعه وكلما ظهر حس تضامني يتم كبحه في الأعلى.
في سبيل إعطاء فكرة عن عمله، سألجأ إلى قول لصحيفة "لا برنسا"، التي ذكرت أنه "خلال فترة الخمسة عشر شهراً، المذكورة سابقاً، قام مكتب رايش بتنظيم ورعاية ما مجموعه 1570 التزاماً بتقديم مقابلات إذاعية وتلفزيونية مباشِرة، وكذلك اجتماعات مع هيئات تحرير حول موضوع أمريكا الوسطى".
إن هذا الأمر بسيط جداً، فالناس أيضاً تقبل لنفسها التحول إلى أداة، حيث تأخذ هيئة تحرير وسيلة صحفية ما، وتحضر لها أخصائياً من مكتب السيد أوتو رايش، المستشار في ما لا أدري من الدبلوماسية العامة، ليقول ليروي عليها كل هذه الأكاذيب، ثم يطبعونها ويلفون بها العالم، وأمر مشابه تماماً يحدث مع التلفزيون.
ولم يقتصر نشاط أوتو رايش هناك: "في تقرير حديث العهد مؤلف من ثلاثة أجزاء عن نيكاراغوا، وصلنا إلى 1600 مكتبة مدرسية وجامعية و520 كلية للعلاقات الدولية والعلوم السياسية و162 محرراً في وسائل صحفية و107 منظمات دينية"، هذا ما ذكره أوتو رايش متباهياً، معبراً بلسانه هو إلى أين وصل هذا الكم من الأكاذيب.
وهنا تكمن جناية، فهناك انتهاك للقانون الأمريكي، وتلاعب بالشعب الأمريكي، ودقذِق في الطرافة –نعم، وأي تشابه مع الوقت الراهن يمكنه أن يكون حقيقة-، فلمن يحتاجون هم الآن؟، لأحد يلاحق طلاب في سفينة إذا ما أرادوا الاجتماع بالرفيق فيدل، لأحد يقول بأن كوبا تشكل تهديداً؛ حسناً، لقد سبق وتم فعل كل هذا مع نيكاراغوا، ومع أمريكا الوسطى، ولمَ لا يطبقونه الآن؟ ما دام رايش تكفل أمر كل ذلك. ولاحِظوا كيف كانت عليه الأكاذيب، عندما يقال بأنها أكاذيب، إنها أكاذيب محضة، عبر استخدام صوراً من بلدان أفريقية من أجل القول بأنه تعكس ملاحقة الميسكيت أو أي أمر مشابه...
وكان هناك شكل آخر من أشكال عمل أوتو رايش في هذا المكتب، فيقول تقرير ال "جنرال أكاونتينغ أوفيس" التابع لكونغرس الولايات المتحدة:
"استخدام أموال للدعاية لصالح قوات الكونترا النيكاراغوية و" –هنا يأتي الجوهر- "في سبيل جمع أرصدة هدفها شراء أسلحة للمعادين للثورة الساندينية". هذا هو الشكل الثاني: جمع أرصدة. ماذا يعني ذلك؟
"قامت الشبكة التي يشارك بها أوتو رايش بجمع أموال وتحويلها إلى حسابات مصرفية في الخارج"، أين؟ دققوا كيف أن هذه الكلمات تبدو قريبة من السمع "في جزر كايمان أو في حساب سري في بنك "Lake Resources" السويسري.
لم تقم اللجان التي كانت تحقق بما يسمى فضيحة إيران-كونترا أبداً بمساءلة كثيرين من الأشخاص الرئيسيين المضطلعين.
"وجد تقرير ال ‘جنرال أكاونتينغ أوفيس‘ بأن مكتب رايش لم يكن يلتزم بشكل عام بالنظم الفدرالية الموضوعة لإجراءات العقود في ما أبرمه من عقود مع العديد من الأفراد ومع عدة شركات". ويذكر هذا المكتب على لسان رايش قوله أنه –أي أوتو رايش- "لم يكن بشكل عام متكيفاً مع تفاصيل إجراءات العقود في مكتبه".
يقالهنا ما معناه أنه لم يكن يعرف مع من كان يتعاقد. وهم لا يستطيعون أن يقولوا، ليس وارداً في تقرير ال "جنرال أكاونتينغ أوفيس"، مع من كانوا يتعاقدون هم ومن أين كان هو يأتي بالأموال.
موضوع إيران-كونترا هذا صحيح، ولكنني أحب أن أطلق على ذلك اسم كوكا-كونترا، لأنه في سبيل تمويل الأسلحة للكونترا تم الحصول على مبالغ من الأموال، عداً ونقداً، عبر بيع المخدرات وبيع الكوكايين اكثر مما تم الحصول عليه عبر فضيحة الأسلحة المعروفة والشهيرة في إيران، وهذا الأمر ليس مذكور هنا. كيف كانت تسير العملية؟ سهلة جداً: كان تخرج طائرات من فلوريدا، من هومستيد، وتخرج طائرات من كاليفورنيا وتهبط في قاعدة تدعى إيلوبانغو، في السلفادور، تفرّغ شحنتها من الأسلحة وتُملأ هناك بالماريهوانا والكوكايين الذي كان يباع في الولايات المتحدة. وسأجري وقفة هنا.
مَن كان يتواجد في قاعدة أيلوبانغو في تلك اللحظة عينها، يعمل في نفس فريق أوتو رايش، ومكلفاً باستقبال الطائرات وتوزيع الأسلحة وتأمين معاون تحميل الطائرات بالكوكايين والماريهوانا لكي تعود إلى الولايات المتحدة؟، لويس بوسادا كارّيليس، وبالتالي فإن أوتو رايش كان زميل عمل للويس بوسادا كارّيليس أو عمل في نفس الشبكة، في ذات الشيء؛ وعليه، فإن أوتو رايش هو متواطئ في تهريب المخدرات، وليفنّد ذلك إذا كانت عنده الجرأة، لأن تلك الطائرات كانت تعود محمّلة بالكوكايين، وهذا ليس قولي أنا، وإنما قال ذلك –وأغتنم فرصة أن هذا اليوم هو عيد الصحافة- صحافي من جريدة "سان جوزيه ميركولاري نيوز" (San Jose Mercury News) يدعى غارّي ويب، الذي نشر سلسلة مكونة من ثلاث مقالات عنوانها: "تحالف مشبوه"، بحث فيها الكيفية التي قام بها ضباط من السي آي إيه يعملون لصالح هذه الشبكة ببيع كوكايين في دائرة واتز، في لوس أنجلوس، من أجل تمويل شراء الأسلحة. الكوكايين الذي كان لويس بوسادا كارّيليس يرسله من إيلوبانغو وكان أوتو رايش يتكفل أمر سير الأمور كما يجب، فتصل إلى لوس أنجلوس؛ ولكن، أين باعوها، في بيفيرلي هلز؟ لا. باعوها في دائرة واتس، في دائرة زنوج لوس أنجلوس، التي يمثلها النائب ماكسين ووتيرز، وقد كشف ماكسين ووتيرز النقاب عن ذلك وأجبر على تشكيل لجنة، واضطر مدير السي آي إيه في إدارة كلينتون للاعتراف بصحة ذلك، أن السي آي إيه قد باعت كوكايين في الولايات المتحدة، في لوس أنجلوس، من أجل جمع أسلحة، وقد تم الحصول على أموال عبر هذه العملية أكثر بكثير مما تم الحصول عليه عبر أسلحة إيران. وبالتالي فإنه من المحق أكثر أن يطلق عليها فضيحة كوكا-كونترا، لأنهم جميعاً، فيليكس رودريغيز، الذي جعل بوسادا كارّيليس يعمل هناك حالما أخرجه المجمّع من السجن الفنزويلي؛ دونالد غريغ، الذي كان همزة الوصل بين هؤلاء وبين الجنرال ريتشارد سيكورد، والذي كان يعمل في مكتب نائب رئيس الولايات المتحدة آنذاك؛ وكان أوتو رايش يتكفل عدم انكشاف أمر شيء من هذا وأن يظن الشعب الأمريكي كل ما هو عكس ذلك، بأنهم إنما هم كانوا يحمون أنفسهم من تهديد سانديني. لقد شاركوا جميعاً، بطريقة أو بأخرى، في تهريب الكوكايين، في تهريب المخدرات، من أجل تمويل عملية سياسية، وهذا هو ما لا يقال هنا.
راندي ألونسو: بل وعلينا أن نتذكّر بأنه حين تم إسقاط إحدى الطائرات في سماء نيكاراغوا، وكان يقودها ذلك الطيار، أوجين هاسينفوس، من بين الأمور التي صرّح بها هذا يأتي أن الذين كانوا قد زوّدوه، وكلفوه بتلك العملية هناك في إيلوبانغو هما فيليكس رودريغيس ولويس بوسادا كارّيليس؛ أي المعاديَين للثورة والإرهابيَّين المذكورين، اللذين نعرف تاريخهما الطويل، واللذين كانا على ارتباط وثيق بتلك العملية الكبرى، التي قادتها أرفع سلطات الولايات المتحدة. كان السيد أوتو رايش يعرف كل ما يحدث هناك، وبالإضافة لذلك كان طرفاً مباشراً في اتخاذ القرار، فهو كان يعرف بمن كانت حكومة الولايات المتحدة تستنجد للقيام بتحركاتها في السلفادور وفي نيكاراغوا.
رينالدو تالادريد: إنه متواطئ في تهريب المخدرات. فقضائياً، في قاعة محكمة، هذا الشخص القانوني هو متواطئ في جريمة تهريب المخدرات، فقد كانوا يقومون بإدخال الكوكايين والماريهوانا وكان هو يكذب في اتجاه معاكس.
لدي هنا المزيد، والوقت لا يكفيني ولعلّه ينبغي علينا أن نتحدث أكثر عن أوتو رايش، ولكن يوجد هنا المزيد من الأمور وتوجد تصريحات عن الكيفية التي كان يصل بها الطيارون. هناك طيار روى لشبكة "سي بي أس" (CBS) كيف كان يفرغ هو الماريهوانا في هومستيد. وتوجد تصريحات عن الطريقة التي كان يباع بها الكوكايين في لوس أنجلوس، وعن تواجد بوسادا كارّيليس وفيليكس رودريغيز في المطارات مباشرة، وفي هذه الأثناء، بأموال من ميكانيكيي ديترويت، ومن مزارعي كينساس، ومن كل أولئك الأمريكيين البعيدين عن كل ذلك، كان أوتو رايش يقول للشعب الأمريكي ما هو العكس: أن نحذر طائرات الميغ الساندينية –التي لم يكن لها وجود- ومن التهديد الكوبي. هذا هو ما فعله وهذا ما سيعاود فعله، لأنه لا يعرف أن يصنع شيئاً آخر.
هناك اتجاه ثالث لرويش خلال هذه الفترة في ذلك المكتب، وأعود لذكر تقرير ال "جنرال أكاونتينغ أوفيس" التابع لكونغرس الولايات المتحدة.
كان أوتو رايش متورطاً في نشاطات دعائية وسرية ومحظورة وتخطّى حدود المعقول في نشاطات المعلومات العامة". يكون هذا في بعض الأحيان تلطيفاً للعبارة في هذه التقارير، "نشاطات دعائية سرية". يذكّرني ذلك بكتاب "الدعايات الصامتة"، لرامونيه.
في هذه الحالة لا يتعلق الأمر ببيع منتجات للناس، وإنما يتعلق بدس أكاذيب بشكل مفتوح ونقلها وطبعها وجعلها تلف العالم.
لم يكن مكتب أوتو رايش أكثر من مكتب للسي آي إيه. فحتى عهد إدارة ريغان كانت السي آي إيه تقوم بهذا العمل وكان لها مكتب متخصص في ذلك، كما هو حال اختراعهم من وراء كل ما يسمى "NED" [المجمع الوطني من أجل الديمقراطية]، وكانت السي آي إيه تفعل ذلك، فقامت به في أوروبا، عندما أرادوا أن يمنعوا الشيوعيين في إيطاليا وفي فرنسا من الوصول إلى السلطة بعد الحرب العالمية الثانية ، هذا نفسه؛ وفيما بعد، في عهد ريغان، تم إعطائه صفة قانونية بكل بساطة، وأصبح أمراً علنياً، وبواسطة من تمّ فعل ذلك؟ بواسطة نفس الناس الذين كانوا يفعلون ذلك من السابق من السي آي إيه.
سوف أذكر تقريراً آخر، لكي ترى بأنني لست أنا من يقول ذلك، إنما تقوله لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب، في تقريرها لعام 1988، تقول:
"كان لضباط رفيعي المستوى من السي آي إيه، ذوي خبرة في الأعمال السرية وأخصائيون بالعمليات النفسية من وزارة الدفاع، ارتباطاً وثيقاً بإعداد عمليات لها طابع سياسي داخلية ودعائي ومشاركة فيها، وهي التي كان يقوم بها ذلك المكتب المشبوه" –والقول لتقرير كونغرس الولايات المتحدة-، "التابع لوزارة الخارجية، وكان يستجيب بشكل مباشر لمجلس الأمن القومي، وليس كما تنص عليه القنوات الطبيعية لوزارة الخارجية".
ورأى تقرير آخر، وهو تقرير مشترك بين الحزبين صدر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1987 عن لجنة الكونغرس التي حققت في ما يسمى فضيحة إيران-كونترا، بأن "الدبلوماسية العامة تحولت في الواقع العملي إلى قضية علاقات عامة، وممارَسة ضغط على نفقة الخزينة العامة".
هناك نقد مفصّل لعمليات الدبلوماسية العامة كتبه عضو في طاقم لجنة إيران-كونترا تم شطبه –وأكرر-، شطبه، من التقرير الختامي بعدما سخن الجدل بين الحزبين. ماذا يعني ذلك؟ أنه ربما لا يوجد هنا ولا نصف الأمور التي قام بها ذلك المكتب.
ما الذي كان يحدث مع هذا المكتب؟ أمر بسيط جداً، أن هدف أولئك الناس كان يتمثل بالشعب الأمريكي، فليس هو الشعب النيكاراغوي في هذه الحالة. هدف التضليل الإعلامي، الذي يتم في سبيله إعداد التكتيكات، التكتيكات، ماذا سنقول، وكيف سنقول ذلك، مقابلة هنا، ومقابلة هناك، فكان الشعب الأمريكي الهدف، وهذا الجزء الذي تم شطبه من التقرير يعترف بذلك، بأن الأهداف هي: الجمهور الواسع، قادة الرأي العام ورؤوس القطاع التجاري في البلاد، أي القوى الحية، خداع كل العالم، وخلط الأمور أمام الناس. هذا هو ما كان عليه هدف تلك العملية. كان هذا المكتب مكتباً للسي آي إيه، وفجأة أتت السي آي إيه وأوتو رايش ولويس بوسادا، هؤلاء الذين كانوا يبيعون الكوكايين في الولايات المتحدة، من جهة، ومن الجهة الأخرى، اتخاذهم كهدف –ما كان يفترض أن يقوموا به في الخارج- الشعب الأمريكي، هذا ما كان يُعنى به ذلك المكتب.
يقال بأن عند الإنسان قدرة على الندم، أنه يمكن للمرء أن يندم. يمكن لذلك أن يحدث، وأنا لا أجادل فيه؛ ولكنني سأذكر لكم ما قاله أوتو رايش للتو، يوم الأربعاء 13 آذار/مارس، حسب ما نقلته صحيفة "إل أونيفيرسال" (El Universal)، من واشنطن:
تقول الصحيفة: "لم يستطع التخلص من طيف مشكلاته في أعوام الثمانينات، عندما وُجّهت إليه التهمة بالكذب على الكونغرس حول دوره في فضيحة إيران-كونترا". وأجاب أوتو رايش: "ليس هناك شيئاً يدفعنا للخجل".
هذا هو رأي أوتو رايش بكل ما فعله في ذلك المكتب؛ هذا هو رأي أوتو رايش بالقيام بإدخال مخدرات إلى الولايات المتحدة، وبالعمل إلى جانب إرهابيين، إلى جانب أناس أيديهم ملطخة بالدماء، مئات القتلى؛ هذا هو رأي أوتو رايش بخداعه للشعب الأمريكي، بأموال كان يدفعها الشعب الأمريكي نفسه لهذه الأمور؛ هذا هو رأي أوتو رايش بإقدامه على تدمير منطقة أمريكا الوسطى عملياً، من حيث ما تكلفته ليس فقط بالأرواح وإنما من تخلف ومشكلات اجتماعية، تلك المناطق التي هي اليوم مصدر هجرة واسعة عنيفة، لأنهم لا ينهمكون اليوم بتلك المشكلات التي تسببوا بها، وعلينا أن نرى إن كان أوتو رايش سيحلّ مشكلات الفقر والبطالة والبؤس التي أوجدها هو نفسه. هو لا يندم على هذه الكارثة الاجتماعية التي تسببوا بها في تلك المنطقة عبر هذه الحرب.
ما الذي يحدث؟ أنه عندما يقوم نظام، أي نظام حكومة كان، بوضع رجل كأوتو رايش في منصب قيادي داخل حكومة، إنما هو بكل بساطة، يقوم بالحكم ضد الشعب، وضد الشعب وضد الشعب. على خلاف ما ينبغي أن تكون عليه حكومة من الشعب ومن صنع الشعب ومن أجل الشعب، وما دام أوتو رايش حكماً، سيكون في هذا الجزء من الحكم ما يشبه السرطان: ضد الشعب، وضد الشعب وضد الشعب.
راندي ألونسو: مما لا شك فيه أن أوتو رايش أعوام الثمانينات قد أوحى منذ البداية على نحو صائب بأننا أمام متواطئ في تهريب المخدرات، أمام متواطئ في الإرهاب، وأمام متواطئ في أعمال الإبادة، إبادة مئات الآلاف من الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم في أمريكا الوسطى خلال الحرب الأمريكية القذرة ضد المنطقة.
شكراً، يا تالادريد، على تعليقك.
عندما انكشفت فضيحة إيران-كونترا وبدأت تحقيقات الكونغرس، وعندما أصبح في خطر بقاء الزعماء الرئيسيين لتلك الحكومة الأمريكية في السلطة، وعندما لم يعد ملائماً جداً وجود أوتو رايش في واشنطن، عيّنت إدارة ريغان هذا السيد كسفير لها في فنزويلا، حيث تحول من جديد إلى عرّاب لإرهابيين.
يمكن لروخيليو بولانكو أن يحدثنا عن تلك اللحظات.
روخيليو بولانكو: بعد هذا التحرك الفاضح في أمريكا الوسطى، ومكتب الكذب، الافتراء، هذا، الذي أداره أوتو رايش في أمريكا الوسطى، بالإضافة للمتاجرة بالأسلحة والمخدرات –كما ذكر تالادريد- تم منحه جائزة لا تقل عن منصب سفير الولايات المتحدة في فنزويلا. تواجد هناك بين عامي 1986 و1989. لا بد من القول بأن وصوله إلى ذلك البلد وجد نفوراً كبيراً من جانب الحكومة، التي كانت تخضع لضغوط، في تلك اللحظة، ومن جانب عدة قطاعات تقدمية، وخاصة من القطاع الطلابي، الذي كان يعرف طبعاً سوابق هذا الشخص الذي عينته الولايات المتحدة ممثلاً لها في فنزويلا، وكانت جميعها ضد تمثيله في ذلك البلد.
تتحدث مصادر كثيرة عن أنه خلال تلك الفترة من وجود رايش كسفير، كان سلوكه رديء المستوى، ولا يمكن أن يكون هناك تقييم غير هذا، وأنه بالإضافة لذلك قد سوئل من قبل القطاع التجاري الأمريكي على قلة نشاطه في هذا المجال، في مجال العلاقات التجارية بين البلدين، إذ أنه التحق كلياً بالمجموعة الاقتصادية الفنزويلية من أصل كوبي وبمواقف متطرفة ضد كوبا. بل ويقال بأنه في تلك اللحظة تعرض أوتو رايش لانتقادات شديدة بسبب تدخله في الشؤون الداخلية الفنزويلية، حين اعترض علناً على زيارة قائدنا العام للمشاركة في تسلم كارلوس أندريس بيريز لمقاليد منصبه، تلبية لدعوة من رئيس الدولة؛ ولم يتورع هذا "الوالي الروماني" عن الاعتراض علناً على قرار IR="RTL">راندي ألونسو: بودي الوقوف عند تلك اللحظة، لأنها مثيرة للاهتمام الكبير.
تحدث تالادريد قبل قليل عن المكتب العام التابع لوزارة الخارجية، حيث تحول هذا الرجل إلى صانع للكذب، ولحظة بوش تلك هي لحظة أخرى أثبت فيها مهاراته في خدمة الكذب، لأن أوتو رايش، وفي سبيل تبريره لكيفية التمهيد لدخول السيد أورلاندو بوش إلى الولايات المتحدة، لم يكتفِ في البداية بالاستطلاع، بين من له معهم اتصالات في وزارة الخارجية، إذا ما كانت هنا إمكانية لمنح تأشيرة لإرهابي كان مطلوباً للسلطات الأمريكية نفسها، وإنما وصل به الأمر ليقول، من أجل تبرير ذلك الحضور، بأن أورلاندو بوش، إذا خرج بريئاً، سيتعرض لخطر قتله على يد قوى كوبية، وبالتالي فهو بحاجة لحماية حكومة الولايات المتحدة.
روخيليو بولانكو: كان هذا أحد الاختراعات. قال في تلك اللحظة بأنه يجب حمايته فوراً، ودخوله الولايات المتحدة، فحسب مصادر كانت عنده، كانت هناك مجموعة صدام كوبية ستقتل أورلاندو بوش، وأن ذلك كان وشيكاً، وعليه، يجب أن يدخل الولايات المتحدة. إنها واحدة أخرى من الأكاذيب الكبيرة، من الخدع الكبيرة التي استخدمها أوتو رايش نفسه، وهو المعروف بهذه الأساليب من الافتراء والكذب.
مساعد المدعي العام نفسه، الذي كان في الولايات المتحدة آنذاك، جون ويتلي، كان قد ذكر من هو أورلاندو بوش؛ أي أنه كان يشكل سلطة أمريكية قد أعلنت بأن "أورلاندو بوش عازم ومصرّ على قناعته بالعنف الإرهابي. فقد هدد وشرع بارتكاب أعمال إرهابية عنيفة ضد العديد من الأهداف، بما فيها بلداناً صديقة للولايات المتحدة وموظفيها رفيعي المستوى؛ وقد عبر تكراراً وأبدى ارتياحاً لتسببه بإصابات بالغة وحتى بالموت. إن أعماله هي أعمال إرهابي يتجاهل القوانين والسلوك الإنساني، ويمارس العنف بدون أن يأخذ هوية ضحاياه بعين الاعتبار".
أي أن هذا الأمر كان قد حدّده مساعد المدعي العام الأمريكي في تلك اللحظة في تقرير هدفها رفض الاستئناف الذي كان قد تم تقديمه أمام محكمة فدرالية، لكي لا يتم تسليم أورلاندو بوش من قبل الولايات المتحدة. بعد ذلك، مُنح له العفو الرئاسي في نهاية الأمر، في عام 1990، وأورلاندو بوش يسير اليوم بحرية في شوارع ميامي.
أعتقد أنه دليل آخر على أن أوتو رايش كان، وما يزال اليوم، متواطئاً مع إرهابيين، لأنه ساعد أيضاً على إخراجه من السجن، ولأنه ساعد على دخوله للولايات المتحدة، بما ينتهك قوانينها، ومهد لاستمرار بقاء هذا الإرهابي الدولي بدون عقاب. ولهذا، "قل لي من تعاشر أقول لك من أنت".
راندي ألونسو: وبالإضافة لذلك، أوتو رايش هو أيضاً… كنت أقرأ واحداً من الأشياء التي نُشرت… لا بد من القول أنه حين يدخل أحد إلى الإنترنيت يمكنه أن يمضي ساعات وساعات وساعات وهو يقرأ عن هذه الشخصية الشريرة، وأحد الأشياء التي يُحكى عنها هو أن الأمر وصل بهذا الرجل لأن ينظم حفلة في عام 1989 دعا إليها المئات من الشخصيات الفنزويلية الهامة في محاولة لجعلهم يتوسطون أمام الحكومة الأمريكية لكي يحافظ هو على منصبه في فنزويلا، لأنه كان هناك اعتراض كبير في الحقيقة على تواجد أوتو رايش في فنزويلا وعلى تحركه رديء المستوى في ذلك البلد وعلى تدخله في الشؤون الداخلية الفنزويلية، وفي النهاية وقع الرجل في الحفرة التي حفرها هو، لأنه تم استدعاءه –الحقيقة أن بعضهم يقول بأنه استقال، ويقول آخرون بأنه تم استدعاءه- وتوقف نشاطه كسفير في فنزويلا عام 1989، بعدما لعب دوراً رئيسياً في واحد من أكثر فصول تاريخ السفراء الأمريكيين في ذلك البلد فضيحة، وهي فضيحة كبيرة بالمناسبة، وذلك بمساعدته على تبرئة أشهر إرهابي، وكانت الولايات المتحدة تلاحقه في تلك اللحظة، وبدعمه أيضاً لجميع مساعي مافيا ميامي أمام السلطات الأمريكية، أمام الحكومة الأمريكية وأمام الرئيس خاصة، لكي يُمنح العفو الرئاسي لأورلاندو بوش.
ومن المعروف أنها تواصلت، في خضم زياراته المتكررة لميامي، علاقات أوتو رايش مع المافيا المعادية لكوبا، ومن بين هذه المافيا هناك حضور كبير جداً ونشيط جداً لأورلاندو بوش.
عاد أوتو رايش إلى الولايات المتحدة بعدما أنهى وظائفه الدبلوماسية، هذا إذا أمكن إطلاق هذا الاسم عليها، في كركاس، وفي تلك اللحظة كرس جهوده للقيام بعمل لوبيّ في واشنطن لكي يروّج بين أعضاء الكونغرس لقوانين تلائم مصالح كبرى الشركات الأمريكية ودعم كل ما يتم طرحه في الهيئة التشريعية الأمريكية من تحركات معادية لكوبا. علينا أن نتذكر بأننا أصبحنا نتحدث عن لحظة في عقد التسعينات: حدث انهيار المعسكر الاشتراكي، اندثر الاتحاد السوفييتي، بدأ تصعيد حكومة الولايات المتحدة لتحركاتها ضد لجنة. وكما ذكّرت أنت، كانت تلك اللحظة لحظة الانتهازيين، حين انهار المعسكر الاشتراكي في أوروبا الشرقية، فاعتقدوا آنذاك بأنها قد حلّت اللحظة المناسبة للهجوم على كوبا في لجنة حقوق الإنسان، التي كانت قد تحولت منذ زمن طويل إلى مسرح للألاعيب السياسية وتحكم بلدان الشمال أيضاً، كما كانت عليه دائماً، لغايات سياسية، كما كانت عليه في السنوات الأخيرة، وقد تم استغلال ذلك بالذات.
يجب التذكير بالمحاولة الأمريكية لاستغلال أمريكا اللاتينية، ومحاولة استخدام الاتحاد الأوروبي، وهي محاولة انتهت أخيراً إلى أوروبا الشرقية، وفي عقد التسعينات وفي عهد أوتو رايش، ظهرت الرعاية بالمناصفة من جانب التشيكيين للدعوة إلى فرض مقرر خاص لكوبا، والذي فرضوه حتى عام 1998، حين تم إلحاق الهزيمة نهائياً بمناورة الولايات المتحدة تلك ضد بلدنا.
هذه هي خطى هذه الشخصية التي كانت، بشكل واضح، مماثلة لخطى من سبقه، فاياداريس، الذي حملته المافيا الكوبية-الأمريكية إلى هناك، وهي مافيا وقفت تاريخياً وراء أشخاص كهؤلاء، مع أنه قال البعض بأن هذا ليس بأفضل اختيار يقومون به؛ ولكن من الواضح بأنه كان خيار المافيا الكوبية-الأمريكية. أي أنها بصمت بأصابعها العشرة دعمها لهذا الشخص. ولكنني –أؤكد- بأنني أرى ذلك مقروناً بسياسة متكاملة تتبعها الولايات المتحدة ضد أمريكا اللاتينية.
إن وضع أوتو رايش في لجنة حقوق الإنسان خلال عامي 1991 و1992 لا يعني فقط تشديد سياسة الولايات المتحدة المعادية لكوبا أو أنه مجرد تعبير آخر –بعد خطوة فاياداريس- عن أن كل تمثيل الولايات المتحدة في اللجنة مصرّ بعناد على الموضوع الكوبي وقد حوله إلى أداته المفضلة للضغط السياسي، وإنما هو يعني إهانة لشعوب أمريكا الوسطى، لأن ملفات الإجرام ضد هذه الشعوب قد ازدادت ثراء في المرحلة التي كان فيها لأوتو رايشو -وقد قيل ذلك هنا- دوراً بالغ البروز في تعزيز هذه السياسات الإجرامية في أمريكا الوسطى.
راندي ألونسو: لا بد من القول بأن هذه السياسة كانت وما تزال حتى الآن سياسة الولايات المتحدة: لقد عينوا أولاً إرهابياً كأرماندو فاياداريس الذي وضع قنابل في هذا البلد، ومارس الإرهاب في كوبا، ثم عينوا أوتو رايش الذي مارس إرهاب الدولة في أمريكا الوسطى، ومارس الإبادة بحق مئات الآلاف من الأشخاص في قوده فرانك كالزون. سوف نتحدث عن هاتين المؤسستين وما هي النشاطات، لنقل، "الأكاديمية" –لأنه كرس جهوداً كبيراً للمشاركة في برامج، ومحافل وندوات وطاولات مستديرة-، التي تفرّغ أوتو رايش لها في تلك المرحلة.
"US-Cuban Business Council" هي منظمة متخصصة بالعمل في القطاعات السياسية والأكاديمية والاقتصادية بالتحديد. لأي هدف؟ عرقلة إقامة علاقات من النوع التجاري، وقيام التزامات باستثمارات أو بصفقات من جانب أي شركة أمريكية مع كوبا، ومن جانب شركات من بلدان أخرى إذا تمكنوا أيضاً. وفوق هذا، ما هي حجتهم لذلك؟
بحجة أنهم يدافعون عن حقوق الملكية –"حقوق الملكية"، هذا ما يقولونه هم- الخاصة بتلك الشركات التي لها مطالب، التي تم تأميمها في كوبا، والتي تدخل في كل قانون هيلمز-بيرتون بالذات.
بالإضافة لذلك، ما هو الهدف الآخر؟ تطوير برامج ودراسات أكاديمية من أنواع مختلفة، غايتها واحدة: التضليل حول الوضع الاجتماعي-السياسي والاقتصادي الكوبي، من أجل هدف جوهري. ما هو؟ تعزيز سياسة الحصار ومحاولة خلق حالة من التحريض الداخلي.
كان هذا خط العمل التحريضي الذي قام به أوتو رايش على مدى كل ذلك الوقت. كيف فعل ذلك؟ على سبيل المثال، في عام 1991 شارك في اجتماع للمجمع الوطني من أجل الديمقراطية (المعروف باسمه المختصر بالإنكليزية "NED")، حيث أكد أنه "ما دام فيدل موجوداً على رأس الثورة الكوبية، فإن كوبا لن تتغير". وعليه، عمّ كان يدافع؟ عن فكرة انتهاج سياسة ترمي إلى محاولة إحداث تغييرات على أرفع مستويات ثورتنا، وأن على الولايات المتحدة في هذا المجال أن تواصل ممارسة الضغوط على الثورة الكوبية.
وبما أنه حاز على ماجستير عظيم في "الدعاية الدبلوماسية"، وطبّقه خلال الحرب القذرة في نيكاراغوا، فإنه قام هنا بأكاذيبه أيضاً. على سبيل المثال، قال بأنه "ليس عند كوبا أي اهتمام بإقامة علاقات اقتصادية مع أمريكا اللاتينية ولا بتطوير هذا النوع من العلاقات مع أمريكا اللاتينية؛ بأنه لا بد من إسقاط الثورة الكوبية، بل وأن ذلك سيحدث أيضاً بشكل عنيف". إنني أتحدث عن سنة 1991. لقد مر حتى الآن 11 عاماً على هذا التكهن الذي كان وشيك الحدوث بالنسبة له –وأكد طبعاً على أنه من الضروري أن تتبع ضد كوبا ذات السياسة المتبعة تجاه الاتحاد السوفييتي سابقاً، في نهاية أعوام الثمانينات، لكي يحدث انهيار الثورة الكوبية. أي أن هذه المنظمة، المجمع الوطني من أجل الديمقراطية، قد عملت من أجل تخريب كل الوضع في الاتحاد السوفييتي وفي البلدان الاشتراكية وأرادت أن تعيد الكرة في كوبا.
ما الذي اقترحه أوتو رايش على المجمع الوطني من أجل الديمقراطية هذا؟ أن يدعم الشراذم المعادية للثورة في كوبا، وبالإضافة لذلك، أن يتم في هذه المناورة، في هذه العملية الحربية، إشراك قادة أمريكيين لاتينيين في هذا المجهود.
كان "US-Cuban Business Council" –وأنا أنسى أن أضع اسم كوبا، لأنه ليس أكثر من صفقة إلا في صالح الولايات المتحدة، ويجب أن يكون ذلك واضحاً- يخطط في عام 1999 وفي عام 2000، على سبيل المثال، للقيام بنشاطات ذات طابع تحريضي في بلدنا والسعي لدعمها في الولايات المتحدة؛ ومن بينها إصدار نشرة شهرية. وضعوا لهذه النشرة اسم: "أصوات من كوبا"، وكانوا يزمعون توزيعها في الولايات المتحدة، وكذلك توزيعها في كوبا أيضاً، ومن أجل ذلك لديهم مكتب رعاية مصالح الولايات المتحدة.
راندي ألونسو: تعاوُن مكتب رعاية مصالح الولايات المتحدة في بلدنا.
خوانا كارّاسكو: تعاوُن مكتب رعاية المصالح في إيصال هذه النشرة بشكل خاص إلى أشخاص في مجال الصحافة وعلماء ومن عالم الفكر؛ هذا ما كانوا ينوونه، وكان يفترض أن "الأنباء" التي ستحتويها تلك النشرة تأتي من مكالمات هاتفية مصدرها كوبا. وطبعاً كان شأنها أن تكون معلومات مشوّهة كلياً عن واقعنا.
لقد ذكرت بأنه كان واسع جداً العمل "الأكاديمي" لرايش. فقد حاضر في العديد من المحافل وكانت مشاركته في موضوع واحد دائماً، هو كوبا. كان هو عبارة عن الأخصائي الكوبي للدفاع عن كل سياسة العقوبات، للدفاع عن حالة العداء تجاه كوبا.
راندي ألونسو: الحقد الأحشائي عند أوتو رايش على الثورة الكوبية وعلى القائد العام ليست موضة تتبدل، إنه حقد يعود إلى عهد بعيد، وعبر عن نفسه بشدة وسرعة في تلك اللحظات من أعوام ونغرس في عام 1994 للتحدث ضد مشروع قانون قام برعايته شارلز رانجيل في محاولة لرفع الحصار عن بلدنا، بينما ذهب رايش لفعل كل ما هو عكس ذلك، ذهب ليطلب تشديد العقوبات على كوبا.
في شهر آذار/مارس من عام 1995 شارك في طاولة مستديرة نظمها مجمع هيريتيج، وهو أحد أكثر العقول المفكّرة تطرفاً رجعياً في ذلك البلد، وصرح حرفياً: "ليس من شيء يبعث سعادة أكبر عند كاسترو من غزو الولايات المتحدة لكوبا، ولكن ليس من شأن واشنطن أن تفعل ذلك، لأنه يعني مجاراة له". كما لو أننا كنا نريد نحن هنا أن تدخل القوات الأمريكية وتغزو بلدنا وترتكب مذبحة بحق شعبنا؛ ولكن بما أنه على ما هو من شغف بالكذب، فإنه يواصل قول أكاذيبه ويكررها مرة وأخرى.
كل وقته مكرّس للطعن بالثورة الكوبية، وتشويه صورة الوضع الاجتماعي-السياسي لبلدنا، بل ووصل به الأمر في لحظة معينة للسعي إلى أن تبعث حكومة الولايات المتحدة برسائل إلى قواتنا المسلحة، إلى عسكريينا، من أجل كسب دعمهم الافتراضي للقيام بعمل تخريبي، معادٍ للثورة. كان يعتقد بأن قواتنا العسكرية مستعدة للقيام بانقلاب. فبما أنهم اعتادوا القيام بانقلابات في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، يعتقدون بأنه أمر يمكن حدوثه في أي مكان من العالم.
وحشر نفسه أيضاً في حملات انتخابية رئاسية. والحملات الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة هي مولِد بالنسبة لجميع هؤلاء العناصر. في عام 1996 كان مستشاراً، ولا أقل من ذلك، لأحد المرشحين، وهو الجمهوري روبيرت دول، في السياسة الخارجية تجاه أمريكا اللاتينية، وبإمكانكم أن تتصوروا بماذا كان ينصحه. اعتقدت بأنه لو كسب دول الانتخابات في تلك اللحظة لكان قد حظي بأحد أهم المناصب في تلك الحكومة. فكل خطابه وكل تحركه تمتعت بدعم وطيد من شخصين لا غنى عنهما في أي نشاط معادٍ للثورة، وهما عضوي الكونغرس لينكولن دياز-بالار وإليانا روس.
كان ديماس يقول لي قبل قليل بأن شكل وشارك في هيئة إدارية، إلى جانب فرانك كالزون، من "المركز من أجل كوبا حرة".
راندي ألونسو: هيئة أسسها فرانك كالزون في عام 1997، ورايش هو أحد المسؤولين الرئيسيين في ذلك المركز.
خوانا كارّاسكو: إلى جانب فرانك كالزون، وهو عميل للسي آي إيه، مهمته التجنيد.
كان هذا واحداً من النشاطات الرئيسية لهذا السيد، وهنا يندرج تحركه ضمن الخيار 3 من قانون توريشيللي. كل ما تم القيام به ضد كوبا خلال عقد التسعينات كان السيد أوتو رايش أحد الشخصيات الرئيسية فيه.
راندي ألونسو: تضاف إلى ذلك لحظة أعتقد بأنها تكشف منزلة هذا الشخص الذي هو، فوق ذلك، محنّك جداً في موضوع المناقشات التلفزيونية، فقد كان هذا الرجل خلال مدة طويلة من الزمن أحد المشارِكين في برنامج "آراء متصادمة"، الذي تبثه شبكة سي أن أن بالإسبانية، حيث كان يدافع عن أكثر وجهات نظر اليمين المتطرف الأمريكي رجعية، وبرز كمتحدث باسم المافيا المعادية لكوبا.
أرلين رودريغيز: ليس ضد كوبا فقط.
راندي ألونسو: لا، ضد كل شيء.
أرلين رودريغيز: لقد شاهدت مداولات لهذا الرجل عدة مرات، وخاصة كمتحدث باسم الحرب الباردة. إنه الرجل الذي تميز دائماً بأكثر الخطابات رجعية بالنسبة لذلك، الحديث عن الشيطان، الاتحاد السوفييتي، وعن كل هذا.
خوانا كارّاسكو: لا بد وأنك، يا راندي، تقصد أنه شارك في مداولاتٍ –ذكرت أنا ذلك في البداية- كان الطرف المعارض له فيها خوسيه بيرتجيرا، وذلك في قضية إليان غونزاليز بالذات؛ ولكن، بالإضافة لهذا، ليس في حال إليان فقط، فقد قام هذا الرجل بأفعال امتدت من محاولات منع التجارة مع كوبا، بقدر الإمكان، وحتى محاولة الإبقاء على إليان مخطوفاً، كما في مسألة بالغة البساطة، وتحوز على حب وميل شعبي كوبا والولايات المتحدة، كما هو حال محاولته منع اللقاءات الرياضية في لعبة البيسبول. إلى هذا الحد وصل به الأمر.
راندي ألونسو: جرت هذه المداولة بالذات في الثاني من كانون الأول/ديسمبر 1999 في شبكة بي بي أس (PBS) التلفزيونية، مع المحامي خوسيه بيرتجيرا، حيث ظهرت منزلة هذه الشخصية الشريرة عند دفاعه المستميت عن بقاء إليان غونزاليز في الولايات المتحدة، بعيداً عن والده وعائلته ووطنه، خدمة للمصالح الغادرة لهذه المافيا الإرهابية والمجرمة التي تتخذ من ميامي مقرا لها.
ولكن يقال في واشنطن بأنه في وزارة الخارجية يتم استقبال الضيوف الأمريكيين اللاتينيين منذ أيام عدة أيام بكأس من روم "باكاردي"، وليس هذا لأن وزير الخارجية الأمريكي محباً لهذا المشروب، وإنما لأن السيد أوتو رايش، الذي يتعين عليه استقبال الضيوف الأمريكيين اللاتينيين في تلك المؤسسة، هو أحد أكبر الرموز الذين تتبناهم شركة "باكاردي ومارتيني"، وهي الشركة التي كرست نفسها بشكل منتظم لرعاية نشاطات ضد الثورة الكوبية وكان الممولة الرئيسية لقانون العبودية، حسب التعبير الذي عرّف به الرفيق راؤول قانون هيلمز-بيرتون. أعتقد أنها واحدة من اللحظات التي عرّفت هذه الشخصية، وموقف هذا السيد من الثورة الكوبية، وهو دليل على حقده الأحشائي على شعبنا، ولكنه حقد أيضاً على كل شعوب العالم. عن هذه اللحظة، روخيليو بولانكو.
روخيليو بولانكو: نعم، "المافيا تشرب باكاردي"، من شأن ذلك أن ينفع كعنوان لهذه المرحلة لأوتو رايش، التي تلقى فيها أموالاً كثيرة من جانب هذه الشركة عبر القومية التي حاولت سلب ماركة "هافانا كلوب" من بلدنا.
بدأ أوتو رايش في عام 1994 ممارسة الضغط عبر شركته "RMA-International" لصالح شركة "Bacardi-Martini Inc."، وكان اعتباراً من تلك السنة أن بدأ بتلقي أموالاً طائلة. يقال، وحسب مصادر من المافيا نفسها، بأن شركة "RMA-International"، بإدارة رايش، قد تلقت ما مجموعه 600 ألف دولار من باكاردي مقابل نشاطها في ممارسة الضغط، ويشمل هذا طبعاً العمل الذي تم القيام من أجل الموافقة على قانون هيلمز-بيرتون المشين والمجرم والقسم 112 المتعلق بالماركات وحقوق الامتياز، الذي نتذكره جميعاً، والذي جنت هذه الشركة من ورائه فوائد كبيرة جداً. بالإضافة لذلك، إنها الفترة التي كان فيها، وكما ذكرت خوانا، على رأس ما يسمى "مجلس الأعمال التجارية بين الولايات المتحدة وكوبا"، الذي هو عبارة عن هيئة تم تشكيلها في عام 1993 وقدّمت شركة باكاردي وشركات أخرى عابرة للحدود الدعم لها في هدفها الذي قيل بأنه يسعى للانتقال إلى كوبا ما بعد الثورة؛ هناك كانت باكاردي، كأحد الدعامات الرئيسية لهذا المجلس، ومعها "Kelley Drye and Warren" و"Chiquita" و"Coca-Cola" و"Ford-Motors" و"General Motors" و"El Miami Herald" و"Pepsi-Cola" و"Texaco"، العديد من هذه الشركات العابرة للحدود.
وعبر هذين التحركين، كمستشار قانوني لشركة باكاردي، عبر شركته "RMA-International"، وكرئيس لمجلس الأعمال التجارية بين الولايات المتحدة وكوبا على حد سواء، كان في لحظات عديدة، بل وفي جلسات اللجنة الفرعية للنصف الغربي من الكرة الأرضية، التابعة لمجلس النواب، يدعو في عام 1995 إلى تشديد الحصار على بلدنا.
وفي تلك اللحظة أيضاً، وبمساعدة هيلمز وثلاثي أعضاء الكونغرس المعادين لكوبا، كان يقوم بالعديد من التحركات القانونية من أجل منع استثمارات شركات أجنبية في بلدنا. وكما سبق وذُكر، ارتبط هناك بصديقه من جامعة جورج تاون، فرانك كالزون، عميل السي آي إيه، وأكد في جميع تلك اللحظات على ضرورة الإبقاء على الحصار المفروض على بلدنا.
وفي وجود قانون هيلمز-بيرتون لعب هو دوراً أساسياً، وهو الذي شارك بنشاط كبير في تقديم بعض النصائح لهذا القانون المشين. ولنتذكر أن هذا القانون هو قانون يتجاوز حدود البلد الصادر عنه، وهو قانون يمكن اعتباره نموذجاً للتحرك الاستعماري الصريح تجاه بلد آخر، وهو قانون يذكر بالتفصيل ما ستكون عليه كوبا ما بعد الثورة، ويشرّع كلياً الحصار على بلدنا؛ وهو قانون يطرح أيضاً بأنه لا يمكن أن يبدأ الحديث عن رفع الحصار إلا بعد التعويض عن الممتلكات –كما يقولون هم- المصادرة من قبل كوبا وإعادتها لكل جزء بجزئه إلى مالكيه الأمريكيين، والذين يدرجون بينهم طبعاً أعضاء المافيا الكوبية في الولايات المتحدة،. وفي سبيل ذلك يقوم الرئيس الأمريكي بتعيين "منسّق" لضمان هذه الفترة الانتقالية، من أجل ضمان STIFY" DIR="RTL">وفوق ذلك أيضاً –وكما أشرت أنت- ليس هناك من شيء يجيء من قبيل الصدفة بالنسبة لدور رييش في ذلك. فتأتي من جهة علاقته المباشرة بباكاردي، التي تلقى بفضلها عشرات الآلاف، مئات الآلاف من الدولارات، وتأتي من الجهة الأخرى حقيقة أنه في ظل قانون هيلمز-بيرتون يتمتع مجلس الأعمال التجارية بين الولايات المتحدة وكوبا بدور هام. ولكن، وحسب هذا القانون المجرم، سيكون هناك مزيد من التمويل لمجموعات كال "Center for a Free Cuba"، الذي هو عضو في مكتب مديريه.
لا بد من القول بأنه منذ إقرار قانون هيلمز-بيرتون في عام 1996، تلقى كل من ال "US-Cuban Business Council" وال "Center for a Free Cuba" أكثر من ثلاثة ملايين دولار من الحكومة الأمريكية للقيام بنشاطات ضد الثورة الكوبية.
روخيليو بولانكو: قانون هيلمز-بيرتون، أو قانون باكاردي.
راندي ألونسو: أو قانون باكاردي، كما يعرفه كثيرون، بالضبط. منذ ذلك التاريخ تلقى ال "US-Cuban Business Council" وال "Center for a Free Cuba"، على حد سواء، أكثر من ثلاثة ملايين دولار لتغطية نشاطات تحريضية ضد الثورة الكوبية، وانتهى جزء كبير منها طبعاً إلى جيوب أوتو رايش أيضاً.
شكراً على تعليقك.
(يُعرض شريط فيديو)
راندي ألونسو: مشاركة أوتو رايش النشيطة في السياسة المعادية لكوبا المتبعة من قبل حكومات متعاقبة على مدى كل هذا الزمن، وخاصة في العقد الأخير، هي مشاركة وثيقة الصلة بعلاقات هذا الشخص الوطيدة مع اليمين المتطرف الأمريكي، وبشكل خاص مع المافيا الإرهابية المعادية لكوبا. عن هذه العلاقات يحدّثنا رينالدو تالادريد.
رينالدو تالادريد: بكل سرور.
إذا سمحت لي، طرحت قبل قليل فكرة ما تزال غير مكتملة. قلت لك أنني أغتنم الفرصة بأن اليوم هو عيد الصحافة، وكل ذلك الذي ذكرناه عن عملية دخول مخدرات الكونترا إلى الولايات المتحدة، كشف النقاب عنها الصحافي غاري ويب، في صحيفة "سان جوزيه ميركوري نيوز" (San Jose Mercury News)، وقد نوّهت إلى ذلك ولكني لم أنهِ الفكرة، بقيت غير مكتملة. المشكلة هي أنه بسبب كشفه النقاب عن ذلك، تم طرد هذا الرجل من الصحيفة، وبعد ذلك بسنوات اعترف مدير السي آي إيه بصحة ما كان الرجل قد قاله وكلفه طرده من الصحيفة.
الطريف هو أنه عندما نشر المقالات بدأت الصحافة الكبرى تهاجمه في مواضيع شخصية، وليس في مواضيع تعالج تهريب المخدرات، وبعد ذلك بسنوات، تم نشر نتيجة التحقيق التي أعطت الحق للصحافي، وذلك في اليوم التالي للانتخابات، في مساحة صغيرة من صفحة داخلية، هي الصفحة الخامسة من جريدة "واشنطن بوست"، في لحظة كانت أنظار الجميع موجهة فيها إلى أشياء أخرى. إنه مثال جيد في عيد الصحافة، فتذكّر بأن هذا الرجل، أوتو رايش، قد أقام نوعاً من جهاز شبه نازي من أجل ملاحقة صحافيين وتخويف الصحافة، إلى آخره، وهذه المناهج تأخذ بالبقاء، إنها محصلة إدخال هذه المافيا إلى قلب الحكومة. إنها فكرة لم أكمّل طرحها، وأردت أن أستغل الفرصة.
كنت تتحدث أنت عن علاقات أوتو رايش مع المافيا. أنا أفضل القول بأنه لا توجد علاقة، أفضّل القول بأن أوتو رايش هو جزء من المافيا الإرهابية الكوبية-الأمريكية.
لقد اخترت بعض اللحظات من هذه الروابط، وهي روابط تعود إلى عهد بعيد جداً، ما يسمح بقول الكثير، وبودّي أن أبدأ بما يلي، حسب الترتيب الزمني إلى حد ما.
المرحلة التي تحدث عنها بولانكو، حين كان سفيراً أوتو رايش في فنزويلا. كان هذا يقوم في موعد كعام 1987 بتنظيم اجتماعات خاصة، بأموال من حكومة الولايات المتحدة وكل ما إلى ذلك، مع هوبير ماتوس، على سبيل المثال، ومع كارلوس ألبيرتو مونتانير. يقول بعضهم بأن كارلوس ألبيرتو مونتانير هو أحد طلائع الإرهابيين في هذا الجزء من القارة.
راندي ألونسو: بالمناسبة، يا راندي، ما دمت تقوم بإيضاح بعض لأمور. خلال الفترة التي كان أوتو رايش فيها سفيراً في فنزويلا، كان من بين أكبر حلفائه المعادي للثورة المعروف هوبير ماتوس بالذات، وكان أحد الذين يستقبلهم في سفارته وينسق معهم تحركاته في ذلك البلد، وأعتقد أنه من المفيد التذكير بذلك في هذه اللحظة.
رينالدو تالادريد: نعم، مشكلة هوبير ماتوس هي أنه داخل في تنافس دائم، على المال، مع المافيا الأم، ألا وهي المجمع الوطني الكوبي-الأمريكي . حاول أن يصنع شيئاً اسمه "TELECID"، وقام المجمّع بفتح ما يسمى زوراً تلفزيون "مارتيه"، فكان يخسر دائماً معاركه من أجل المال، وقد استُنزف كثيراً في ذلك، وهذه أمور طبيعية تحدث لمختلف عصابات المافيا التي تتصارع فيما بينها؛ ولكنه استُنزف. لعل أوتو رايش أخطأ في المراهنة في البداية على هوبير ماتوس، مع أن تحالفه مع المجمع لاحقا كان تحالفاً حتى الموت، وما زال حتى الآن حليفاً غير مشروط للمجمّع.
من أجل الشروع بالحديث عن علاقاته أو مشاركته كعضو في المافيا: في اجتماع خاص عقده حين كان سفيراً في فنزويلا، وعد كلاًّ من هوبير ماتوس وكارلوس ألبيرتو مونتانير بما يلي: "أن واشنطن مستعدة لأن تساهم في القضية المعادية لكوبا من خلال زيادة المساعدة المالية للمنظمات المعادية للثورة التي تتخذ من فنزويلا مقراً لها". لماذا أذكر هذا؟ لأن من يزرع الرياح يحصد الزوابع.
كل هذه المجموعات الكوبية المعادية للثورة التي تلقت أموالاً من ميامي وحتى من الحكومة الأمريكية والمتواجدة في فنزويلا، تشكل اليوم جزءاً من مؤامرة لإسقاط حكومة شرعية في هذه القارة، التي سيكون هو مساعداً لوزير الخارجية لشؤونها. ها هو أمامكم، بصفته سفيراً شجّع وموّل مجموعات من هؤلاء المقيمين في فنزويلا، هي مجموعات تقوم اليوم بنشاط غير مشروع، في محاولة لإسقاط حكومة كالحكومة الفنزويلية، وهذ الرجل، أوتو رايش، له ضلع في منشأ ذلك.
عمل في عام 1991 –وكان قد نشأ "المجمع" حينها طبعاً، وتحول بعض الشيء إلى سفير لريغان لكل المشاريع المعادية لكوبا في المجمّع-، وكلفوا أوتو رايش العمل في مشروع أُطلق عليه اسم "بعثة ‘مارتيه‘". وتمثل هذا المشروع في ما قال "المجمع" بأنه تأهيل زعماء مستقبليين لكوبا.
أنت تتصور المواد وما كان يتم تعليمه. على سبيل المثال، كانت يدرَّس هناك كيفية جعل أموال رئاسة بلدية ميامي تختفي من الوجود وإظهارها في حسابات "المجمّع"، وكيفية قبض مقابل تزفيت متر واحد ما يعادل كلفة سبعة أضعاف تكلفته، وكيفية شراء شركة اتصالات هاتفية في إسبانيا وإخفائها من الخريطة وترك آلاف العمال بلا عمل؛ وحينذاك، الأموال التي يسرقونها من إسبانيا، ويسرقونها من مجلس بلدية ميامي، ويسرقونها من مكان آخر، تظهر على نحو يثير الاستغراب في أحد سجون بنما، نصف مليون دولار، في شيك قاموا بتسليمه للتو إلى أربعة إرهابيين لكي يتقاسموه بشكل تضامني فيما بينهم الأربعة. ربما تكون هذه بعض المواد الدراسية التي علّموها هناك. وأتصور أنه كانت هناك حلقات نقاش وحصص تطبيقية.
راندي ألونسو: وكيفية وضع قنبلة.
رينالدو تالادريد: ها هو مارتين بيريز، أو بيبي هيرنانديز، الذي كان متخصصاً في بنادق من عيار 50 قادرة على اختراق مدرعة، ولعل ذلك هو ما لديهم من مفهوم عمّا يجب أن تكون عليه قمة أيبيرية أمريكية؛ ربما أن مفهوم "المجمع" عمّا يجب أن تكون عليه قمة أيبيرية أمريكية هو إطلاق عيار على هدف.
راندي ألونسو: أو قنبلة في مسرح يتواجد فيه طلاب.
رينالدو تالادريد: أو كيفية قتل حائز على جائزة نوبل في نزهة في سيارته في مدينة هي إرث للبشرية، في كارتاخينا؛ وكيفية إطلاق النار على شاطئ سياحي، أو كيفية تفجير طائرة. ربما تكون بعض المواد التي كانت هذه "البعثة" تعلّمها.
لقد شارك هو في إعداد كوادر "المجمع" لهذا المشروع.
أوتو رايش هو أحد عرّابي ما تسمّى زوراً إذاعة راديو "مارتيه". لقد عاش هو لحظتين أساسيتين: أولاً، من أجل التمكين من الموافقة عليها حين كان رئيساً لمكتب الدبلوماسية العامة هذا.
راندي ألونسو: أردت أن أذكّر بأنه قد تمت الموافقة عليها في الفترة التي كان هو بالذات رئيساً لكل الكذب.
رينالدو تالادريد: تذكّر بأن ألكسندر هيغ، الذي كان وزيراً للخارجية في تلك اللحظة، قال عبارتين شهيرتين، إحداهما عندما وقعت محاولة اغتيال ريغان، فقال: "أنا هنا بالمرصاد"، وأوشكت أن تكلفه منصبه، حيث أنه تمادى بقوله، والثاني حين قال: "يجب البحث عن أصل الشر". كل شيء كان الشر: إمبراطورية شر موسكو، أصل الشر كوبا،؛ كل شيء كان البحث عن الأصل خارج الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى النزاعات الاجتماعية في التاريخ.
وكان لأوتو رايش لحظتين رئيسيتين في إذاعة راديو "مارتيه": الأولى، في تأسيسها؛ والثانية، بعد ذلك بسنوات، في أعوام التسعينات، في إدخالها ضمن برامج "صوت أمريكا". فهناك يوجد قدر أكبر من المال.
أنا أريد التركيز على أمر، لأنه قد جرى الحديث هنا، يقول بعضهم إن كان متعصباً، إن كان مفكراً. أنا أعتقد بأن أي من هؤلاء الناس ليس متعصباً، إنما هم أعضاء عصابة من المجرمين ويستخدمون السياسة من أجل العيش ويحّولون ذلك إلى صناعة، وسيلة للعيش. ليس هؤلاء بمتعصبين لشيء، إنما هم متعصبين لأنفسهم وهم أعضاء عصابات مجرمة، أسواء كان مساعداً لوزير الخارجية أو أدار مكتباً للدبلوماسية العامة أو كان في مجمّع.
في سبيل إعطاء فكرة عمّا يجعل هؤلاء الناس أفراد عصابات مجرمة ولماذا هم عبارة عن مافيا، فهذه ليست عبارة خطابية. هذا ال "NED" [المجمع الوطني من أجل الديمقراطية]، على سبيل المثال، الذي ذكرته خوانا، هناك دراسة أجراها جون نيكول، وهو بروفيسور في جامعة بنسلفانيا، تثبت كيف أنه بين عامي 1983 و1988، وهي السنوات التي كان فيها أوتو رايش في وزارة الخارجية، منحت الحكومة لل "NED" مبلغاً أعتقد أنه وصل إلى 300 أو 400 ألف دولار، لا أذكر الرقم بالضبط. وهذا المبلغ نفسه انتهى إلى أيدي المجمع الوطني الكوبي-الأمريكي، وهذا هو نفس المبلغ الذي قدمه "المجمع" لسياسيين أمريكيين لتمويل حملاتهم، ممن يصوتون لاحقاً لصالح مشاريع "المجمّع". أي أنه في نهاية المطاف، تنتهي أموال المساهمين إلى خدمة ال "NED" "والمجمّع" في تمويل أهداف سياسية قذرة، غير شرعية. إنه دليل آخر على سبب اعتبارهم أعضاء عصابات مجرمة واعتبارهم مافيا، على حساب المساهم الأمريكي والنظام الأمريكي، وهذا أمر خطير.
عندما قلتُ بأن أوتو رايش هو أحد عرّابي إذاعة راديو "مارتيه"، إنما أقول ذلك لأن كل ما شاهدناه في الآونة الأخيرة من راديو "مارتيه" يتطابق تماماً مع فلسفة أوتو رايش حيال مكتب الدبلوماسية العامة. من شأن أوتو رايش أن يصادق على ما فعله ماجين كورّيا بالثلاثين كوبياً الذين كانوا قد لقوا حتفهم نتيجة قانون الضبط الخاص بالكوبيين، أي أن يقول بأنهم أحياء، في سبيل خلق حالة من البلبلة؛ والتسبب بالألم المعنوي الذي ألحقه بهذه العائلات. أؤكد لك بأنه ليس من شأنه أن يندم، لأنه، وكما ذكرت، أنه لا يندم على شيء فعله. وأوتو رايش يصادق على ذلك.
إن حوادث من هذا النوع، كالتلاعب والقول: "الأبواب مفتوحة"، وتكرار ذلك في عناوين الأنباء، إنه من ميّزات هذا المكتب، والذي كانت أساليبه أساليب خدمات خاصة استخدمها هو وأدخلها هنا. وبالإضافة لذلك كان مليئاً بضباط السي آي إيه. وعليه فإن الأمر الوحيد الذي يمكن انتظاره من راديو "مارتيه" هو زيادة هذه الأساليب وما تنطوي عليه من نتائج خطيرة من الاستفزازات والأكاذيب، وفوق ذلك من الإساءة للعائلة الكوبية، كما فعلوا حين وجد ضحايا قانون الضبط الخاص بالكوبيين مصرعهم وقالوا هم بأنهم أحياء، فأنزلوا ذلك الألم بالعائلة الكوبية. ولكنه لا يندم على ذلك، لأن كل ذلك هو "في سبيل القضية". تذكّر بأنهم يسمون ذلك في ميامي "قضيّة"، وليس واضحاً ما هي القضية، ولكنها "القضية".
"في التاسع والعشرين من أيلول/سبتمبر 1997 شارك –إنه محب جداً للذهاب إلى الجلسات، كان محباً لذلك، والآن، سيذهب أيضاً إلى جلسات الكونغرس من أجل إدخال أفكار.
راندي ألونسو: لا بد وأن رغبته بذلك أقل اليوم.
رينالدو تالادريد: نعم، لا بدّ وأن رغبته أقل اليوم، لأن كل أمريكا اللاتينية ستنزل عليه. أنا أريد أن أرى كيف سيحلّ مشكلات أمريكا اللاتينية هذه؛ المشكلات التي ساهم هو بوجودها في أمريكا الوسطى ، كيف سيحلها الآن. سوف نرى إن كان سيحل مشكلات الفقر والبطالة والأسباب التي تؤدي للهجرة، وهي المشكلات التي ساهم هو بوجودها عبر هذه الحرب القذرة، التي زادت كل مشكلات أمريكا الوسطى.
هناك جلسة علّمت عليها هنا، من بين الأمور التي وجدتها، ففي جلسة دعت إليها الذئبة المفترسة، إليانا روس، لبحث الخطر المزعوم لمحطة خوراغواه الكهرونووية: احزروا من كان المدعو الرئيسي اليها، أوتو رايش؛ أي أخصائي في المحطات الكهرونووية وبالمخاطر الكهرونووية؛ فما دام الأمر ضد كوبا هو يقدم شهاداته تحت القسم أينما كان. ها هو أمامكم، لكي ترون كيف يُصنع الكذب، ففي الجلسة يجب القسم ويتم فعل ذلك في كثير من هذه اللجان بعد أداء اليمين. وهو يقسم بدون أي مشكلة ويقدم شهاداته في حالة كحالة المحطة الكهرونووية.
ولكنني اخترت هذه الجلسة لأنه في موعد كعام 1997، طلع أوتو رايش في هذا المجال، وفي تلك الجلسة، بطرح –لا بد من الاعتراف بأنه واسع الخيال-، فقال بأن "كوبا تشكل خطراً على التجارة القارية". وسوف أعطيه الحق هنا. فإذا كانت التجارة القارية التي يصبو إليها أوتو رايش هي "منطقة التجارة الحرة الخاصة بالأمريكتين" فإن كوبا، بنموذجها، وبما تقوله وبالحقائق التي تعرضها، إنما هي نعم تشكل خطراً. ولا تستغرب أن تكون هذه المشاريع المشبوهة التي تجري حياكتها منذ زمن أحد الأسباب التي جعلت أوتو رايش يقول في موعد، كعام 1997، بأن "كوبا تشكل خطراً على التجارة القارية".
بالنسبة لِ "Center for Free Cuba"، لقد سبق وقيل بأن أوتو رايش هو جزء من هيئته الإدارية، إلى جانب تمثيل كامل من المافيا بمختلف أطرافها، الممتدة من رئيس شركة باكاردي، كوتيجا، وحتى إيلينا آموس، وهي زوجة صاحب شركة تأمين هامة، مروراً بموذيستو مايديكي، وهو الأكاديمي اللامع في "فلوريدا إنترناشونال يونيفيرسيتي"، ومستشارته، كيركباتريك، وهي تلك التي قالت بأن بينوشيه لم يكن دكتاتوراً، وإنما أن حكومته كانت حكومة مستبدّة. فقد أجرت هي تمييزاً يبلغ من التعقيد نظرياً، درجة أنه يجب الاعتراف لها بكونها من أعظم أصحاب الفوازير الأكاديمية في تاريخ هذا الجزء من القارة، فيما يتعلق بتعريف حكومة ما، وهو الذي أجرته كيركباتريك، وكل ذلك لكي تقول بأن بينوشيه لم يكن دكتاتوراً، وهي مستشارته أيضاً خلال فترة جامعة جورج تاون أيضاً.
كان هو رئيساً لمنظمة تدعى "RAP"، يمكن شرحها لاحقاً؛ ولكنه على ارتباط وثيق جداً فيها –لأن الأمور تختلط فيما بينها- مع خواكين جاك أوتيرو، الذي كان رئيساً لتلك المنظمة.
وأوتيرو، الذي كان عضواً في "AL-FACIO"، وهي منظمة النقابات الأمريكية ذات التاريخ الطويل جداً، كان على ارتباط وثيق بتشكل، أتعرفون ماذا! "اللجنة النقابية من أجل كوبا حرة". ما هي هذه؟ إنها منظمة أخرى قاموا بتشكيلها، لأنه عندما يكون هناك 200 مليون، 20 مليوناً، 30 مليوناً، فإن للمال تأثير، والأقل منها هو ما يصل إلى المستخدَمين هنا، أما أكثرها فيبقى هناك في المكاتب وأجهزة الفاكس والسيارات والموازنات والمحافل، إلى آخره، فينبغي تشكيل هيئات كثيرة؛ وتماماً كما كان يجري في السابق تشكيل هذه المجموعات في ميامي، يشكّلون الآن مراكز كثيرة من أجل كوبا حرة، مراكز من أجل كوبا لا أدري ماذا، مراكز لنقابات حرة، وذلك من أجل تلقي أموال المساهم الأمريكي هذه وإنفاقها في جميع هذه الأمور. وهنا كان لأوتو رايش ضلعاً كذلك.
في بدايات شهر آذار/مارس 2001 –وهناك أمثلة عدة على ذلك، ولكنني اخترت هذا- شارك أوتو رايش إلى جانب كل من خورخي ماس سانتوس وجوي غارسيا وفرانسيسكو بيبي هيرنانديز ودومينغو موريرا في مأدبة عشاء أقامتها منظمة "الحوار عبر الأمريكي"، خُصّصت لمناقشة موضوع العلاقات مع كوبا. وأنا أريد أن أتوقف هنا.
يكون عندك منظمات ذات شهرة ومكانة كبيرة أو صغيرة، ويكون لها سلطة معينة في العالم الأكاديمي، إلى آخره؛ ولكن، فجأة… هناك أمور لا أفهمها في الحقيقة.
في تلك المأدبة تواجد خورخي ماس سانتوس، الذي يتواطأ في كل شيء، سواء كان غشاً اقتصادياً –ذكرته سابقاً-، أنه أرسل المال بشكل غامض لاحقاً إلى بنما من أجل تمويل إرهابيين. أي أنه متواطئ مع الإرهاب.
وتواجد هناك جوي غارسيا، وهو خولي "المجمّع" الآن، خولي ماس سانتوس، المكلف تنفيذ الأمور. وتواجد بيبي هيرنانديز، وهو رجل البندقية من عيار 50، الذي تخصص في كل هذه الأشياء على مدى حياته، وهو ضابط سابق في الجيش الأمريكي، من عيار 50، محاولة اغتيال، صاحب البندقية. فكان مع هؤلاء الناس أن تمت المناقشة وإعداد تقارير عن –ماذا يقول؟- "موضوع العلاقات مع كوبا". أي علاقات مع كوبا؟ إن ما يريده هؤلاء الناس لكوبا واضح جداً، مع ذلك فإنهم مدعوّين. أوتو رايش، طبعاً، مع هؤلاء الناس.
فيما يتعلق بتعيينه –وهذا الأمر ممتع-، اخترت آراء بعض من الأشخاص الذين علّقوا على هذا التعيين. سوف أبدأ برايموند مولينا، ولا أحد غيره –تحدثنا عنه هنا قبل أيام قليلة-؛ رايموند مولينا، منظمات من ميامي واضعة القنابل، اضطلعت لاحقاً بتهريب المخدرات؛ الرجل الذي حاول رشوة الجالية السوداء في ميامي قائلاً لهم بأن يصوتوا له؛ وكانوا هم على وعي كبير طبعاً، فقد كشفوا أمره على الفور؛ الرجل الذي ترشح لرئاسة بلدية ميامي، وبما أنه خسر توجه إلى بنما وهو الآن زعيم المافيا في بنما وهو المكلف أمر فرار بوسادا كارّيليس ورشوة نصف الحكومة البنمية من أجل فرار بوسادا كارّيليس.
هذا الرجل قال ما يلي: بانه "يدعم ترشح رييش"، -وبالإضافة لذلك، يجب الاعتراف بأنه نزيه- "بغية الحصول مقابل ذلك على منصب ما كمستشار لشؤون أمريكا اللاتينية وتلقي راتب أكبر"؛ إن هذا الرجل نزيه، ما يريده هو المال وأن يرفعوا له الراتب، فراتب "المجمّع" لا يكفيه أو أنه ربما يكون لديه وظيفتين، فيقوم بِ "pactime"، كما يقال في الولايات المتحدة، ويقوم بوظيفتين، "المجمّع" وممثل لأوتو رايش.
وعبّر رايمون مولينا –ويجب الاعتراف بنزاهته، الحقيقة، ما لقيصر لقيصر- عن ارتياحه للإجراءات غير المعهودة المتبعة في تعيين رايش، أي أنه يحب في أن يتم انتهاك القانون، ويحب أن يتم الاستهزاء بكونغرس الولايات المتحدة؛ يبعث الارتياح عنده أنه بالرغم من قرار لجنة العلاقات الخارجية، أن يجري تجاوزها؛ يحب أن يخالَف القانون؛ يحب ذلك، بكل بساطة، إنه معتاد، ولا يمكنه فعل شيء آخر.
في نفس هذا الاتجاه من الارتياح لتعيين أوتو رايش، تحدث كل من الباتستي الكبير دياس بالار والذئبة المفترِسة إليانا روس وماس سانتوس وخوليّه جوي غارسيا ودينيس هايز، عضو البلاط الملكي الذي تحوّل اليوم إلى موظّف؛ وتذكروا بأن هذا كان رئيس مكتب كوبا وانتهى به الأمر مستخدماً في "المجمّع"؛ أي أنه أزال القناع عن وجهه، فقد كان مموهاً في السابق، والآن أصبح عليه بشكل مباشر، لكي لا يقال شيئاً فيما بعد؛ لأنه يقال في بعض الأحيان: "لا، تفعل، فإنك بذلك تسيء إلى موظف عام"؛ لا يا أيها السادة، انتهى الأمر بهذا الرجل لأن يكون مستخدماً لدى المجمع الوطني الكوبي-الأمريكي، الذي يضع قنابل ويمنح الأموال للإرهاب، وكان رئيساً لمكتب كوبا. إنما الأفعال هي العنيدة، فليس للمرء ذنب في أن يكونوا هكذا، انتهى به الأمر لأن يكون موظفاً وهو الذي كان رئيساً؛ يفترض أنه كان يصمم سياسة الولايات المتحدة تجاه كوبا على رأس ذلك المكتب، تصوروا اسم أصل المستنسخ، قالت لوكالة الأنباء الإسبانية "ا.ف.ا": "تؤكد الولايات المتحدة بخطوتها المتخذة اليوم التزامها بإعادة إحلال الحرية والكرامة الإنسانية في كوبا". أي أن الكرامة الإنسانية بالنسبة لنينوسكا بيريز كاستيجون تمثل الكذب على الكونغرس، الكذب على الشعب النيكاراغوي، الأمريكي الأوسطي، وإدخال كوكايين إلى الولايات المتحدة، وماريهوانا في فلوريدا، والمتاجرة بالسلاح، وإقرار قوانين من أجل قهر شعب. حسناً، هذا هو مفهوم الكرامة الإنسانية؛ ولكن ليس هذا هو الأهم.
تقول نينوسكا بيريز كاستيجون: "أن يشغل متحدر من كوبا" –لم يعد الآن كوبياً، إنه متحدر من كوبا؛ أعتقد أن هذا صحيح، لا بد من الاعتراف لهم عندما يقولون شيئاً صحيحاً-، "كرايش منصباً بالغ الأهمية في حكومة الولايات المتحدة الحالية هو أمر ذو دلالة كبيرة ويعطي الآمال في سنة تحل فيها الذكرى المئوية للجمهورية التي تأسست عام 1902".
أي نوع من التاريخ هذا بالنسبة لمواطني كوبا، بالنسبة لكل الذين يستمعون إلينا! أي نوع من التاريخ عبارة نينوسكا بيريز هذه! ما يبعث عندهم من الارتياح أن يكونوا جزءاً من حكومة، لأنهم يحتفلون بالذكرى المئوية لجمهورية عام 1902. أي أن هذا كان حلماً: أن يكونوا مقاطعة من الإمبراطورية وأن يكون لهم وزيراً في روما.
أهذا هو ما كانوا يحلمون به! لقد أظهروا ذلك بوضوح، هذا هو ما يطمحون إليه، أن يكون لديهم وزيراً في الإمبراطورية ومقاطعتهم محتلة. هذه هي الجمهورية التي يحتفلون بذكرى قيامها، وها أنتم تشاهدون. دققوا في قولها، وأكرر: "ذو دلالة كبيرة ويعطي الآمال في سنة تحل فيها الذكرى المئوية للجمهورية التي تأسست عام 1902". إنه نوع التاريخ الذي يمثله ذلك بالنسبة لكوبا وبالنسبة لأمريكا اللاتينية أيضاً.
رينالدو تالادريد: شكراً، تالادريد.
تضاف لهذا التاريخ الطويل من ارتباط أوتو رايش بأسوأ أحداث الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة، مشاركته في التحركات المناهضة للعمال وانتهاكات حقوقهم. حول هذا الموضوع بوسع أرلين رودريغيز أن تقدم لنا المزيد من التفاصيل.
أرلين رودريغيز: شكراً، راندي.
أتفق في الرأي مع تالادريد بأن هذا السيد ليس بمخطِّط كما يجري تقديمه؛ إنه أصولي بتحركاته. ولكن يجب معرفة ماذا؛ فخلف كل ما يقوم بفعله هناك شيء.
عندما أجريت البحث عن أوتو رايش، ما وجدته هو أنه أمثل عضو عصابة رأيته في حياتي، فهو له ضلع في كل شيء مشبوه، أو حيث يجري القيام بخدعة، أو حيث يتم اختراع شيء ضد المصالح المشروعة للشعوب.
ولهذا من الهام التأكيد بأنه ليس ضد كوبا وحدها، وإنما هذا الرجل يظهر –وحسب ما ذكرت أنت- في القضايا المناهضة للعمال. من بين أشد الانتقادات التي بعثها تعيين رايش، فرض رايش بموجب مرسوم –لا بد من قول ذلك أيضاً-، يأتي أنه ما يزال نائباً لرئيس شركة "Worldwide Responsible Apparel Production"، ذات الارتباط بصناعة النسيج الأمريكية.
يقال بأن هذه المنظمة على التزام بعمليات تنمية صناعات النسيج والأحذية في الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالتحرك المهني وذي المهارة لهذه الشركات، تأسست في شهر حزيران/يونيو 2000، ويفترض أن من واجبها مواجهة أي نشاط متمادٍ في الاستغلال. نظراً للشكاوى التي تم الكشف عنها تاريخياً، ما تفعله هو العكس تماماً. من بين أشد الانتقادات الواردة يأتي أنها تقوم بالتغطية على جملة من الانتهاكات ورعايتها، بدءاً من أسوأ ظروف استغلال عمل المصانع القائمة في المناطق الحرة –وبشكل خاص هي المنظمات التي تدافع عن حقوق عمال هذه المصانع التي كشفت النقاب عن تمادٍ في استغلال العمل، وبأجور متدنية-، وحتى شركات تقوم باستخدام عمل الأطفال في أماكن كثيرة من العالم.
هذه المنظمة، المعروفة باسمها المختصر "WRAP" وأوتو رايش هو نائب رئيسها، هي منظمة ملحقة بجمعية "American Apparel and Footware Association" (الجمعية الأمريكية للملبوسات والأحذية)، التي تحتكر 80 بالمائة من إنتاج الألبسة والأحذية في الولايات المتحدة، وتم الكشف بأن النشاطات والقوانين المعادية للنقابات هي الدليل الذي تسترشد به هذه الشركة.
أكثر من التعليق على هذا، بودّي أن أقرأ فقرة من مقالة افتتاحية كتبها أليكس دوربوه، ونشرتها الصحافة في العام الماضي، وبمناسبة الجدل حول تعيين رايش، ومن بين ما تقوله: "حسناً، هذا الرجل، الذي طالما كانت صناعاته المفضلة الكحول والتبغ والأسلحة" –تقول ذلك بوضوح- ما الذي يفعله أيضاً في صناعة النسيج؟
في البداية تقول بأنه برنامج مصطنع لصناعة الملبوسات، تأسس من أجل إجهاض الحركة المتنامية ضد الاستغلال المتمادي للعمال.
وتقول بأن رايش قد التحق منذ البداية وشارك في عملية يتم فيها المزج بين بعض من أبغض عناصر الحرب الباردة، برؤيا جديدة تدفعه إليها العلاقات العامة، غايتهم المحافظة على الإنتاج في ظروف استغلال بعيدة عن تدخل النقابات.
في نفس هذا البحث وفي طاولات مستديرة كثيرة جداً، وخاصة منها الدولية، كُشف النقاب عن العمل الذي يتم القيام به في الولايات المتحدة ضد الحركة النقابية، وما يتم القيام به من تحركات ضد العمال الذين يتجرأون على الاحتجاج وما زالوا يعيشون، لأنه أصبح معروفاً إلى أي مدى ضاع النشاط النقابي الفعلي في الولايات المتحدة. ما يضعون نصب أعينهم فعله هو شبكة دولية. في هذه الحالة، تريد "WRAP"، كوليد لجمعية الملبوسات والأحذية، أن تتحول إلى شبكة عالمية تشرف على ظروف العمل في مصانع الملبوسات في كل العالم.
ويقول أليكس دوبروهفي هذه المقالة أنه استناداً إلى تيرّي كولينستور فإن ال "WRAP"، وهي قوة هامة تدعم مراقبة عمل الأطفال وظروف الاستغلال، قد قامت كمشروع تسيطر عليه الصناعة من أجل تجنب المراقبة القانونية من الخارج. باختصار، إنها خدعة، وهكذا يعتبرها الجميع، باستثناء تلك الصناعة.
هناك شيء أهم، لأنه يتم في هذه المقالة الإشارة إلى دفاعها عن العمل من غير نقابات، إلى آخره، ولكن كاتب المقالة نفسه يتساءل، لم تتضح الصورة له بعد عمّا يفعله أوتو رايش ضمن ذلك، فيقول: كنائب للرئيس، ليس له سوابق لا في صناعة الملبوسات ولا في رفع راية حقوق العمال، فهو لم تكن له علاقة أبداً بذلك، وإنما له ارتباط فريد من نوعه بإدارة ال ‘WRAP‘"، فيذكر إذ ذاك خواكين أوتير، جاك –جاك هو الاسم المستعار-، العضو السابق في المجلس التنفيذي للاتحاد الأمريكي للعمل ومجلس المنظمات الصناعية "AFL-CIO" –التي تم الحديث عنها هنا أيضاً-، "كان نجمة في لجنة العمل من أجل كوبا حرة عام 1990" –وهنا يأتي الارتباط بالمافيا-، "يتلقى تمويلاً من الحكومة الأمريكية، من قبل ال ‘American Institute for Free Labor Development‘ من ال ‘AFL-CIO‘ أيضاً. إن هذا هو أحد المعاهد التي تتجاوز حدود البلدان ويعود عهدها إلى الحرب الباردة، وتنتمي إلى ال ‘AFL-CIO‘، وتم تأسيسه من أجل محاربة الشيوعية من خلال مكافحة النقابات المتأثرة بالحركات اليسارية في العالم.
كانت له علاقات وطيدة بالسي آي إيه وقد أسسته الحكومة الأمريكية، وخاصة من قبل ال ‘USAID‘ (وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية)"، التي تم الحديث عنها هنا أيضاً. "خلال السنوات العشر الممتدة بين عامي 1980 و1990" –نعود إلى تلك المرحلة أيضاً- "تلقى تمويلاً من الصندوق الوطني من أجل الديمقراطية. وباختصار، هذا الصندوق الدولي لحقوق العمل، الذي يدخل في عضويته جميع هؤلاء الأشخاص هو معروف جداً بعثوره على حلفاء في بلدان الأمريكتين وتزويدهم بأرصدة من أجل إقامة وصيانة منظمات نقابية متحالفة من أحزاب اليمين المتطرف". هذا هو الدور الذي يلعبه أوتو رايش هنا، للعلم.
ويتساءل كاتب المقالة في النهاية: "ومع ذلك يجدر التساؤل: أي شيء آخر يمكن أن يكون عاكفاً على فعله في هذه الأيام" –كان هذا في العام الماضي- "مهني مناهض للشيوعية غير معاداة كوبا، وهي هاجسه. من الواضح أنه منهمك في الأعمال المساندة لاستغلال العمال، والتي يضطلع فيها اليوم ثلاثة مغامرون"، وهم الشخصيات الثلاث المذكورة في المقالة.
"إذا ما كان هناك تفسير أكثر دقة حول وجود رايش في صناعة الملبوسات، إنما هو يقوم بالاحتفاظ به، فالحقيقة أنه تحفظ في كل شيء في هذه الأيام، فلا يتكلم مع الصحافة. إنه أحد الأمور التي كان يجري التعليق عليها بجدية بالغة في اللحظات ارتفعت فيها موجة الشجب لمشروع تعيين هذا الرجل، صاحب الماضي الأسود والمشبوه، على رأس العناية بشؤون الجزء الغربي من الكرة الأرضية، وبشكل خاص المنطقة، في وزارة الخارجية.
راندي ألونسو: المسألة أنه كما ذكرتِ، طالما كان أوتو رايش وما يزال في هذه اللحظة لوبيّ (ممارِس للضغط) وممثل لأسوأ القضايا. وله في ذلك تاريخ طويل، ويمكن لإدواردو ديماس أن يقدم لنا بعض التفاصيل.
إدواردو ديماس: ما لدي هو جزء صغير فقط من هذا التاريخ.
فعلاً، اعتباراً من عام 1998 أصبح أوتو رايش أخصائي في ممارسة الضغط، لوبيّ. اللوبيّون هم أشخاص تدفع لهم الشركات الكبرى العابرة للحدود وغيرها من الشركات أموالاً لكي يؤثروا في قرارات أعضاء الكونغرس، نواب، سيناتورات، إلى آخره؛ وبصفته لوبيّاً مثّل ثلاث شركات كبرى، وهي ال "Lockheed Martin"، وهي شركة تابعة للمجمع العسكري الصناعي، تنتج طائرات أف-16، وكما قيل هنا، شركة باكاردي-مارتيني، وبالإضافة إليهما شركة "American Tobacco Company"، في اللحظات التي كانت فيها شركة "American Tobacco Company" تخضع لإجراءات حكومية معينة، لمطالب من قبل محاكم، إلى آخره، إلى آخره.
ولكن، الصفقة التجارية الرئيسية في كل ذلك كانت شركة "Lockheed Martin"، التي كان فيها أيضاً مستشاراً للمبيعات لأمريكا اللاتينية، فكان هناك اقتراح شيلي بشراء طائرات من طراز أف-16 بقيمة 600 مليون دولار، وكانت الشركة طبعاً تريد من الكونغرس أن يوافق على هذه الصفقة لأن هناك تجميداً أقره الرئيس كارتر، عندما كان كارتر رئيساً، في عام 1977، يمنع بيع التكنولوجيات المتقدمة لأمريكا اللاتينية، وذلك كسبيل للمحافظة على قدرات عسكرية متدنية؛ أي أنها غاية مزدوجة، فيحافظون على الهدوء، ويتجنبون سباقاً في التسلح لا معنى له في أمريكا اللاتينية، فهم الذين يأمرون، وبالإضافة لذلك يحافظون على هدوء الوضع.
والآن يأتي إبرام الصفقة؛ هذه الصفقة تعني بالنسبة لل "Lockheed Martin" 600 مليون دولار، والمكلف منصباً هو المنصب الرئيسي بالنسبة للمنطقة؟ هذه هي إحدى الظاهرات.
راندي ألونسو: هذا ما تقوم عليه آراء كثيرة جداً معارضة لوجود أوتو رايش في الحكومة الأمريكية.
لديّ هنا مقالة حديثة العهد نُشرت في الثامن من شباط/فبراير في مجلة "غوارديان أنليميتيد" (Guardian Unlimited)، وضع لها صاحبها عنوان "أصدقاء الإرهاب"، وتقول بأن "قرار الحكومة الأمريكية بإعادة أوتو رايش إلى هذه الهيئات يكشف نفاق الحرب ضد الإرهاب" التي تطرحها الولايات المتحدة، هذا ما تقوله مقالة ال (Guardian Unlimited)، وهي تتحدث بالذات عن عودة أوتو رايش إلى الحكومة الأمريكية، وهناك تعبير عن المعارضة المتزايدة والأوضح يوماً بعد يوم من قبل شخصيات سياسية أمريكية وأمريكية لاتينية حول هذا التعيين.
أرلين رودريغيز: الحقيقة أنني لا أعرف حالة أخرى كان فيها الاحتجاج بالغ الاتساع والشمول كما هو عليه بالنسبة لتعيين هذا الرجل.
سأبدأ بالرأي الذي أعطاه لارّي بيرنز، من منظمة مجلس الشؤون القارية، الذي قال بأنه "مع رايش، إنما تقوم الإدارة الحالية للولايات المتحدة بقفزة إلى الوراء في تعزيز علاقاتها مع أمريكا اللاتينية. فأوتو رايش هو مخطط يميني راديكالي"، أصولي –هذا الاصطلاح من عندي، وهو ما يقصدونه عبر قولهم هذا بأنه مخطِّط يميني راديكالي-؛ "فهو أولاً ليس بدبلوماسي، إنه مخطط قهري، أنا على ثقة بأنه سيكون بالنسبة لإدارة بوش فلاديميرو مونتيسينوس الولايات المتحدة"، بهذا الاتجاه سارت الآراء.
وقال لاري بيرنز أيضاً بأن حقد رايش على نظام الرئيس الكوبي فيدل كاسترو يعرفه كل شخص أصغى إليه وهو يتكلم عن هذا الموضوع؛ وحسب بيرنز، فإنه قد ذكر حتى ضرورة قيام الولايات المتحدة بغزو عسكري من أجل القضاء على النظام في بلدنا.
ولكن لهذا علاقة كبيرة أيضاً بتربيته وعلاقته بعهد ريغان ووثيقة سانتا فيه، التي طرحت ذلك أيضاً كمبدأ.
هجمة الانتقادات لتعيين رايش شملت فتح صفحة إنترنيت، تنشر فيها عدة جمعيات أكاديمية ومراكز بحث من أجل الإشارة إلى هوية هذا خلال الحرب في نيكاراغوا.
السيناتور الديمقراطي عن كونيكتيكوت، كريستوفر دودّ، أدلى بتصريح واسع وقال بأن من شأنه أن يصوّت ضد تعيين رايش لو تم التصويت على ذلك. وقال: "لا أعتقد بأنه ضمن الظروف الراهنة الشخص الملائم لهذا المنصب في هذه الأوقات الحرجة".
والسيناتور الديمقراطي عن ماساشوسيتس، جون كيري، قال بأن "قلقه لا يتركز على ما عند هذا المرشح من مناهج فكر محافظة أم لا، وإنما على النشاطات التي يقوم بها"، وهي النشاطات القذرة في عهد حكومة ريغان، والتي تم ذكرها هنا.
الرئيس الكوستاريكي الأسبق والحائز على جائزة نوبل للسلام، أوسكار آرياس، كتب في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" بأن "من شأن تعيين رايش أن يشكل تراجعاً فعلياً بالنسبة للتعاون القاري، وبأن حقيقة تواطئه مع الشركة –كقائم على ممارسة الضغط لصالح شركة ‘Loockheed Martin‘- من أجل بيع طائرات أف-16 لشيلي، ليقضي بذلك على سياسة الولايات المتحدة المعترِضة على بيع أنظمة أسلحة متطورة لأمريكا اللاتينية، تجعله يشعر "بقلق كبير إزاء ما ستكون عليه الأهداف المتوخاة من مسؤوليته الكبرى في قارتنا".
أما عضو الكونغرس سابقاً لي هاملتون، وهو عضو سابق في لجنة العلاقات الدولية للمجلس، والذي ترأسه خلال فضيحة إيران-كونترا، فأكد بأن "من شأن تعيين رايش أن يلحق الأذى بسياسة الولايات المتحدة تجاه أمريكا اللاتينية، إذ أنه انقسامي جداً وسيجعل إدارة هذه السياسة أكثر صعوبة".
أعتقد أنها مجموعة واسعة جداً من الأصوات ترتفع في كل مكان، وليس في أمريكا اللاتينية فقط، وهذا واضح. ولم يكن هباء أن صدر المرسوم بتعيينه على نحو متكتم. يجب أن يبقى سنة واحدة ضمن هذه الظروف، وأنا من شأني أن أختتم ما عندي بقول ما قلته أنت في صحيفة "خوبينتود ريبيلدي" في العام الماضي، عندما تم الحديث عن هذا التعيين: "واشنطن مرشوشة بباكاردي". ذكرت أنت آنذاك الكثير من هذه الآراء التي لا يتسع لي الوقت لقراءتها، إنها طويلة، فهي لا تنتهي قائمة الأشخاص المعترضين على رايش، وقد قلت أنت في نهاية مقالتك: "عند رؤية سوابق هذه الشخصية، من المتوقع أن تأتي فترة تتميز فيها السياسة الخارجية للإمبراطورية تجاه أمريكا اللاتينية بكوبنة المسرح، وفتح أبواب الصفقات العسكرية أمام كل المنطقة، ومزيد من الابتزاز والضغوط على الهيئات الدولية، وكل هذا يبارَك بقليل من باكاردي. الكأس المرّ".
أعجبتني جداً العبارة التي استخدمتها كنهاية لموضوع حول ما يجده هذا الشخص من نبذ في كل العالم، والذي سيكلّف إدارة الولايات المتحدة الجديدة غالياً جداً أمر تعيينه بموجب مرسوم.
فهذا الشخص المشبوه أصبح اعتباراً من هذا الأسبوع مساعد وزير الخارجية لشؤون أمريكا اللاتينية في وزارة الخارجية الأمريكية، وقد بدأ القيام بأفعاله؛ تصريحات هنا وهناك منذ يوم الاثنين الماضي ويوم الثلاثاء قام بواحد من أكثر تصريحاته إثارة للأهمية ودناءة بالنسبة لمنطقتنا. بطلاقة لسان كبيرة تعرض أوتو رايش لمواضيع مثل الفساد. خوانا كارّاسكو تعلّق على ذلك.
خوانا كارّاسكو: سوف أقرأ ما قاله هو: "لن ندعهم يدخلون إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فلن يتقاعدوا في كيي بيسكاين، ولا كذلك سيذهبون إلى ديزني وورلد، ولن تذهب زوجاتهن للتبضّع في الجادة الخامسة… لن يذهبوا إلى هيوستن لإجراء فحوص طبية للقلب. عندما نكون متأكدين بأن هناك فرداً أو أفراداً سرقوا الخزينة العامة في بلدهم لن ندعهم يدخلون. فأنا لا أريدهم كجيران، كما لا أرغب بأن يكون جيراني من مجرمي الحرب أو مهربي المخدرات".
مع أنه لا يصدّق بالنسبة إليكم، فإن هذه هي الطريقة التي يجيب بها أوتو رايش اليوم على السؤال الذي طرحه تالادريد عن كيفية حلّه لمشكلات أمريكا اللاتينية. سوف يحلّها عبر محاربته للفساد. فهو لا يريد جيراناً فاسدين؛ لا يريد جيراناً مهربي مخدرات؛ لا يريد جيراناً إرهابيين. ما تم قوله هنا يكفي.
إنها أمور تلفت الانتباه الكبير؛ ما يقصده أوتو رايش بذلك هو أنهم لن يمنحوا تأشيرة، أو سيسحبون التأشيرة من هذا النوع من الأشخاص. لو كان هذا صحيحاً، يبدو لي بأنه سيتدنى عدد سكان الولايات المتحدة قليلاً بين بعض الناس الذين يتواجدون منذ زمن طويل هناك، أو من الذين أخذوا بالذهاب إلى هناك على مدى سنوات طويلة، وأهم شيء أن المجموعات المعادية لكوبا في ميامي ستضعف بعض الشيء إذا كان هذا القول صحيحاً.
الحقيقة أن هذه الكلمات وقحة أو تبعث على الضحك، لأنها تافهة؛ أو تبعث على البكاء، كما قال أحد كبار ممثلينا الكوميديين: "فليوجد خبّازين ينهضون في الساعة الثالثة فجراً لكي يتناول هذا الرجل فطوره".
الحقيقة أن ما يعكف أوتو رايش على قوله وفعله هو على صلة وثيقة، وثيقة جداً، بالمشكلات الأخلاقية، وليس بمشكلاته، لأنه لا يعاني هو من مشكلات أخلاقية لأن لا أخلاق عنده؛ ولكنها معضلات بالنسبة لكثير من الأشخاص الذين وافقوا عليه ولم يكن بمقدورهم ولا حتى أن يناقشوا إن كان ينبغي أن يكون هو من يقوم بهذا الدور كمساعد وزير للشؤون القارية.
ما هي المشكلة؟ انطلاقاً من هذا المنصب، عليه هو أن يشرح ويصيغ ويضع سياسة الولايات المتحدة تجاه أمريكا اللاتينية، وسوف يصطدم هذا طبعاً مع مصالحه ومع صفقاته. إنه شخص مثّل حتى الآن كل مجموعات اللوبي هذه التي تحدث عنها ديماس هنا، وكل ذلك يصطدم بالسياسة الأمريكية اللاتينية وبكل ذلك.
هناك آراء واردة في أوساط سياسية عن كل مواقفه اليمينية المتطرفة، بالإضافة للدور الذي لعبه في كل ما هو قذر في السياسة الأمريكية؛ ولا كذلك يرون بوضوح ما هي مشكلات أوتو رايش المالية الشخصية.
ديماس، نوّهت أنت قبل قليل إلى زوجته ومشكلاته الخاصة. زوجته، أو على الأصح مطلّقته، فقد تطلق وكوني زينّ ديلينجر، وتواجها في دعوى قضائية، خسر رايش القضية، وقضية الطلاق في الولايات المتحدة تنطوي على الكثير من المال طبعاً. ومن هنا تأتي مشكلات أوتو رايش المالية.
وعليه أيضاً أن يحل مشكلة شركته الاستشارية، شركة "RMA"، التي تمثل شركة باكاردي وغيرها، وعليه أن يجد حلاً لهذا الوضع من أجل ممارسته لوظيفته في المنصب.
ما الذي وضعه نصب عينيه، ويبعث القلق فعلاً عند سياسيين كثيرين في الولايات المتحدة؟ بكل بساطة، إجراء تسوية: يبقى هو صاحب هذه الشركة الاستشارية الخاصة، ولكن هذه الشركة لن تقوم بنشاط، وإنما تنقل جميع الصفقات إلى شركة في ولاية فرجينيا، وتدفع له هذه ما يشبه العمولة مقابل توفيره الزبائن لها. لا أحد يصدّقه في ذلك طبعاً من بين الزبائن، شركة باكاردي، وهي التي دفعت له أكثر من 600 ألف دولار؛ وتأتي أيضاً الثلاثة ملايين دولار التي منحتها الحكومة للمركز من أجل كوبا حرة بغية محاولة إثارة الاضطراب في بلدنا. على هذا النحو يحاول هو إيجاد طريقة لمواصلة تلقي هذه الأموال من تلك الشركات، عبر اختراعه شركة وهمية في فرجينيا. وبالمناسبة، ولاية فرجينيا هي الولاية المنتجة للتبغ –وأقول ذلك لعلّ للأمر صلة بشركة "American Tobacco". لا أدري أن كان لها علاقة…
الحقيقة أن هناك عملية عكرة بمجملها يقوم هو بها ويريد أن يُقحم أعضاء الكونغرس فيها لكي يؤيدوا ما يشكل في الحقيقة صراع مصالح عند هذا الشخص. بالإضافة لذلك، أكرر، كاذب شديد المراس.
أقول بأنه كاذب لأنه في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2001، يبدو بأن أوتو رايش أخفى شيئاً في تصريحاته أمام لجنة الأخلاق التابعة للبيت الأبيض نفسها: فقد سلم تقريراً لمجلس الشيوخ بأنه لم يكن قد قام بممارسة ضغط لصالح شركة باكاردي. إنها ذروة أوتو رايش! أنه "لم يقم بممارسة ضغط لصالح قانون هيلمز-بيرتون"، وهذه هي الذروة الأخرى، في الوقت الذي يوجد تقرير يقول بوضوح بأنه في عام 1995 اجتمع كل من أوتو رايش وإداريي شركة باكاردي ولينكولن دياز-بالار من أجل جعل قانون هيلمز-بيرتون يجد التأييد بالذات، من أجل تبادل الآراء بشأن هذا القانون.
الحقيقة أن هذا الشخص هو ذروة في الصفاقة، ذروة في الوقاحة، ذروة في كل الخدع وكل الصفقات القذرة التي يمكنها أن تحدث في ذلك البلد، ويقول بأنه سيرفض دخول الفاسدين من أمريكا اللاتينية، بأنه لا يريدهم جيرانا له. لا، فهو ليس بحاجة إليهم، لأن الولايات المتحدة مليئة بهؤلاء العناصر، أصبح القارب ممتلئاً لدرجة أنه لا يتسع لأي أحد آخر.
راندي ألونسو: الفاسدون هم في الداخل، بل وهم في وزارة الخارجية. الرجل الذي ساعد أيضاً على إفساد المجتمع الأمريكي عبر إدخال المخدرات في الولايات المتحدة، والرجل الذي له صفقات تجارية تبلغ كل ما تبلغ من القذارة ومن العكر، يعلن الآن أنه في حرب مع الفساد، إنها ذات الحرب على ما يبدو، وعلى ذات وتر حربه الخاصة على الثورة الكوبية وعلى القائد العام.
منذ لحظة توليه لمنصبه، أعلن أوتو رايش بأن هاجسه ما يزال كوبا، وأنه سيخصص لها مدته في هذه المسؤولية الجديدة المنوطة به في حكومة الولايات المتحدة. لقد أدلى بعدة تصريحات، لا أريد إلا أن نرى جزءاً من التصريحات التي أدلى بها رايش يوم الاثنين إلى المحطة التلفزيونية الناطقة باسم المافيا.
مراسل (من القناة 51): تولى الكوبي-الأمريكي أوتو رايش عصر اليوم زمام منصبه في واشنطن كمساعد لوزير الخارجية لشؤون أمريكا اللاتينية. وقبل لحظات قليلة من أداء اليمين أجرينا معه مقابلة خاصة. خورخي لويز يقدم لنا التفاصل:
خورخي لويز: عن المراجعة الحالية للسياسة الأمريكية تجاه كوبا، قال:
أوتو رايش: لقد أمر الرئيس بمراجعة السياسة المتبعة تجاه الجزيرة وطلب مني أن أتقدم هذه المراجعة، إنه من الواضح بأن سياسة الولايات المتحدة لم تولِ أهمية، لم تعطِ أولوية لكوبا وعلينا أن نبحث ما أُحسن صنيع حتى الآن وكيف يمكن تحقيق تلك الغاية المتمثلة بالانتقال السلمي والسريع نحو الديمقراطية.
خورخي لويز: وعن الحظر الأمريكي على كوبا، أضاف:
أوتو رايش: إن الحظر، ببساطة، هو عنصر واحد من مركب، وهو المركّب الاقتصادي، من بين مركّبات عدة يجب أن تشملها أي سياسة خارجية. هذه المركّبات هي سياسية واقتصادية ودبلوماسية وإعلامية، من عناصر مختلفة. يجب في بعض الحالات منح أولوية لبعضها أكثر من بعضه الآخر.
راندي ألونسو: هذا هو ما يطرحه السيد أوتو رايش: حرب شاملة في كل الحقول على كوبا.
روخيليو بولانكو: أود أن أتناول هذه المصطلحات، التي تكرر ذكرها في الأيام الأخيرة، في العديد من المقالات والمقابلات، بأنه "سنجد أشكالاً للاتصال مع شعب كوبا ومحاولة تحقيق انتقال بأسرع ما يمكن إلى الديمقراطية وبأكبر قدر من السلمية"، وأن "سياسة الولايات المتحدة ستكون على نسق مع سياستنا في كل العالم: السير قدماً في قضية الحرية". هذا ما قاله للسان حال المافيا في السادس عشر من شباط/فبراير الماضي، ولكنه أخذ بتكراره كما رأينا في هذه المشاهد التلفزيونية.
في الثامن من آذار/مارس قال هذه الفكرة الأخرى عن مراجعة السياسة تجاه كوبا، والتي "ستكون حاضرة فيها جميع المجالات، بما فيها العقوبات الاقتصادية" –كما يسمونها هم-، وأنها "ستكون جاهزة في الأسابيع المقبلة". وعليه فإنه قال بأنه لن يضعف الحصار المفروض على بلدنا، وأنه "إذا لم تغير الحكومة الكوبية سياستها لا أدري كيف سنتمكن من جعل العقوبات الاقتصادية والتجارة ضد كوبا أقل قسوة".
هذه تصريحات تضاف إليها آخر تصريحاته في هذا الأسبوع، حيث أكد بأنه لن يخفَّف الحصار من أجل بث الروح في ما أسماه "نظام فاشل، فاسد، دكتاتوري وقاتل في كوبا". دققوا في ما يقوله هذا الرجل، في هذه الغطرسة.
أعتقد بأن الأمر الواضح هو ارتفاع وتيرة اللهجة والعداء تجاه كوبا، سعياً لمواجهة، سعياً لإحداث وقائع تفاقم المناخ الثنائي السائد بين البلدين. وهذه التصريحات، التي ليست تصريحاته هو فقط، وإنما هي تصريحات موظفين آخرين تحت أمرته، تقلل من شأن أي إمكانية لتحسين العلاقات الثنائية، عبر اللجوء إلى تيارات معاكسة للاتجاهات المتزايدة ومن جانب مختلف القطاعات التي تبدي في ذلك البلد معارضة أكبر يوماً بعد يوم لسياسة الحصار هذه. بالإضافة لذلك، يحاول أوتو رايش عن هذا الطريق فرض شروط سياسية غير مقبولة على بلدنا، وفوق ذلك لجم هذا الاتجاه المتزايد بين العديد من القطاعات الأمريكية نحو علاقة طبيعية مع بلدنا. إن هذا هو دليل آخر على دعمه ذي الأولوية لما يسمونه هم معارضة داخلية، للشراذم المعادية للثورة، القزمة في بلدنا، والتي يدعمها ويمولها مكتب رعاية المصالح في كوبا وبتمويل من ال "USAID" وغيرها من مصادر التخريب والتدخل الأمريكية.
وتحدث رايش أيضاً عن زيادة "التدفق الإعلامي"، كما يسمونه، عبر كل الوسائل الممكنة، وطبعاً تقوية ما يسميان زوراً إذاعة وتلفزيون "مارتيه"، اللذين تسببا بقدر كبير من الحوادث والاستفزازات الخطيرة بحق شعبنا، كالتي وقعت مؤخراً وناقشناها هنا على هذه الطاولة المستديرة.
ويتحدث أيضاً عن القيود على سفر الدبلوماسيين الكوبيين إلى الولايات المتحدة، وكذلك عن تشديد سياسة الصرامة والتدقيق والملاحقة لسفر الأمريكيين إلى كوبا، وأنه سيتم تنفيذ عقوبات وإجراءات موعظة بحق الذين ينتهكون هذه القوانين.
لقد أصبح أمراً واقعاً منح مليون دولار "للمشروع من أجل انتقال ديمقراطي" في كوبا، للجامعة الدولية في فلوريدا.
راندي ألونسو: إنه مشروع تموله "USAID"، ووافقت عليه وزارة الخارجية الأمريكية.
روخيليو بولانكو: وهي أموال عامة يتم استخدامها من جديد من أجل إثارة الاضطراب في بلدنا، وهي أموال منتشلة من الشعب الأمريكي. لا حاجة للقول بأن أوتو رايش سيكون طبعاً مع تعزيز قانون هيلمز-بيرتون ومؤيداً للضغوط على المستثمرين الأجانب في بلدنا، وإلى جانب مصالح الذين يدفعون، باكاردي وشركاه؛ كما أنه سيستخدم وسيظل يتلاعب بموضوع حقوق الإنسان وبما يُزعم بأنه مكافحة الإرهاب، وهو الكنه الجديد للسياسة الخارجية للإدارة.
علينا أن نقول اليوم بأن رايش ما زال يسبح ضد أكثر مصالح الشعب الأمريكي شرعية؛ وأنه لا يمكن لتصريحاته أن تخيف كوبا، وأن أحداً لا يخيف بلدنا وشعبنا، وخاصة إذا كان إرهابي تحوّل إلى موظف في حكومة الولايات المتحدة.
ليس هناك من والٍ روماني، وليس هناك من متاجر بالنفوذ، ولا فاسد، ولا تاجر أسلحة ولا مخدرات ولا أكاذيب يستطيع هزم كرامة وبسالة شعبنا.
ما ينبغي مراجعته هو السياسة. نعم، نحن على اتفاق، يجب مراجعة سياسة الولايات المتحدة تجاه كوبا برمتها، ولكن في سبيل أن ينتهي النفاق، لكي ينتهي التدخل في الشؤون التدخل، ولكي ينتهي ازدواج المعايير والعجرفة التي تتصرف بها الولايات المتحدة تجاه كوبا وتجاه بقية العالم.
لهذا يجب مراجعة السياسة، لكي يتوقف الحصار المجرم لبلدنا. ولهذا نستطيع التأكيد بدون خوف من الوقوع في خطأ بأن أي موظف كهذا، وأي إرهابي لا يستطيع أبداً أن يهزم كرامة وبسالة ونموذج كوبا. ولهذا أعتقد أننا هزئنا اليوم من جديد من هذا الإرهابي الذي تحوّل إلى موظف في حكومة الولايات المتحدة.
راندي ألونسو: فقط عليّ أن أضيف في هذه اللحظة الأخيرة من طاولتنا المستديرة بأن وصول أوتو رايش، الذي يعني وصل أكثر عناصر المافيا الكوبية-الأمريكية شراً إلى حكومة الولايات المتحدة، يعني أيضاً زيادة الضغوط على منطقتنا.
هذا الرجل، الذي كان جندياً في بنما، وصل إلى السلطة في وزارة الخارجية من أجل العناية بالعلاقات مع أمريكا اللاتينية، في ذات الوقت الذي يجري فيه الحديث في بنما عن إطلاق سراح صديقه، من يتبنى بالإرهاب، لويس بوسادا كارّيليس، وعن إلغاء اتهامات موجهة إليه وعن إيجاد خيارات؛ في لحظة يقترب فيها موعد زيارة رئيس الولايات المتحدة إلى المنطقة، حيث سيجتمع في السلفادور مع رؤساء أمريكا الوسطى. أعتقد أنه عنصر آخر من العناصر التي تدلنا على الاتجاه الذي تسير فيه سياسة الإدارة الجديدة تجاه أمريكا اللاتينية، وما يمكن انتظاره من هذه المسماة مراجعة للعلاقات مع كوبا.
أود أن أشكركم على مرافقتكم لي على طاولة اليوم، وبعناصر كافية على ما أعتقد لتقييم شعبنا لهذه الشخصية الشريرة، الذي أصبح اليوم ممثلاً للسياسة الأمريكية تجاه أمريكا اللاتينية؛ وأن أشكر أيضاً المدعوين الذين تواجدوا معنا في الأستديو.
يا أبناء وطننا؛
شخصية مشبوهة وشريره هو المساعد الجديد لوزير الخارجية الأمريكية لشؤون أمريكا اللاتينية. إرهابي وصل إلى أرفع سلطات الحكومة الأمريكية عن طريق الإكراه.
أوتو رايش، ممثل أسوأ مصالح اليمين المتطرف الأمريكي، الحليف الوفيّ للمافيا المعادية لكوبا، المتواطئ في إبادة شعوب أمريكا الوسطى خلال الحرب الأمريكية القذرة، المضطلع في فضيحة إيران-كونترا، الصانع المحترف للكذب، المتواطئ في تهريب المخدرات، عرّاب الإرهابيين المعروفين كلويس بوسادا كارّيليس وأورلاندو بوش، لوبيّ باكاردي ومشجع قانون هيلمز-بيرتون، المحفّز لسباق التسلح في أمريكا اللاتينية، يجد الشجب من قبل العديد من رجال السياسة والشخصيات في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية.
هل سيكون بإمكان الإدارة الأمريكية أن تطرح لنفسها سياسة جادة تجاه أمريكا اللاتينية لمحاربة تهريب المخدرات، ومكافحة آفة الإرهاب وتحقيق استقرار الدول حين يكون ممثل سياستها تجاه المنطقة صاحب تاريخ طويل كمهرب مخدرات وإرهابي وبائع مطنب للسلاح؟
هل سيُعرف أي حقيقة تنشدها الولايات المتحدة في علاقتها مع أمريكا اللاتينية ما دام المتحدث باسمها لشؤون المنطقة هو محترف في الكذب؟
هل سيكون بوسع أمريكا اللاتينية أن تجد طرفاً مقابلاً ملائماً في واشنطن في شخص يعتبر رديء المعرفة وبطيء الفهم وقهري وأخرق وهاجسه الوحيد هو الثورة الكوبية؟
فيما يتعلق بكوبا، لا تخيفنا ولا تؤرقنا تصريحاته العاتية والعدوانية والغادرة.
وكما قال فيدل يوم أمس، بمناسبة الاحتفال بذكرى الثالث عشر من آذار/مارس، "لم يعد بوسع شيء أن يمنع الآثار المتواضعة التي تتركها ثورتنا عبر مسيرها في التاريخ من أن تكون نبراساً تهتدي به شعوب كثيرة في العالم.
بطريقة أو بأخرى، سننتصر!
سنواصل المعركة!
طاب مساؤكم.