التاريخ
الواقعي وتحدي
الصحفيين الكوبيين.
منذ
سبعة أيام تحدثت
عن أحد عظماء
التاريخ ، ألا
وهو سلفادور
أليندي ، الذي
ذكره العالم
بانفعال
عميق و
احترام عندما
تم
إحياء
الذكرى
السنوية
المائة
لميلاده.
بالمقابل ما من
أحد اهتز و لا
حتى
ذكر
يوم 24 تشرين
الأول(
أكتوبر) لعام
1891، حيث –و قبل 18
عاما من ولادة
أخينا
التشيلي الموقر-
ولد
الاستبدادي
الدومينيكاني
رافائيل
ليونيداس
تروهييو.
عانى
كلا البلدين ،
الأول في
الكاريبي و الآخر
في
أقصى جنوب
أمريكا نتيجة
من الخطر الذي
حذر منه و
حاول تجنبه
خوسي مارتي،
الذي ومن خلال
رسالته الشهيرة
المنشورة بعد
موته إلى
الصديق
المكسيمكي
الذي ناضل إلى
جانب خواريس ،
نقل إليه فكرة
لن أتعب أبدا
من تكرارها : " و قد
أصبحت معرضا
يوميا لخطر
الشهادة ... للحيلولة
دون ، سيطرة
الولايات
المتحدة على
جزر الانتيل
حتى لا تسقط،
هي الأخرى ،
بهذه القوة
المستطردة ،
على أراضينا
الأمريكية،
وهذا من خلال
تحقيق
استقلال كوبا.
و كل ما فعلته
إلى حد اليوم
و كل ما
سأفعله، هو من
أجل هذه
الغاية.
ترتب
على ثورتنا
الظافرة و
المنتصرة أن
تتلقى آن
واحد
صداقة
أليندي و حقد
تروهييو .
وكان بينوشيت غليظ
الطباع ،قد
صنعته
الولايات
المتحدة
بالكاريبي .
وكان هذا
الطاغي
ثمرة
للتدخلات
العشكرية
اليانكية في
الجزيرة التي تشاطر
مع هايتي و إنها كانت
أول مستعمرة
إسبانية.
إن مشاة
البحرية
الأمريكية
كانت قد تدخلت في تلك
الجمهورية
الشقيقة لضمان المصالح
الاقتصادية و
الاستراتيجية
لبلدها- طبعا
لم يكن يوجد
تعديل بلات
لتغطية العمل
بغطاء شرعي
تافه.
في عام 1918، من
بين الذين
جندتهم يأتي
الدومينيكي
المغامر و
الطماع و هو
ابتن لتاجر
صغير ، تدربه
وينضم إلى
الجيش
الوطني
حينما كان
عمره 27 سنة . في عام 1921 تلقى
دورة
تأهيلية في الأكاديمية
العسكرية التي
أنشأها
المحتلون في
البلاد و و
بعد انتهائها
تم تعيينه
قائدا لحامية
عسكرية ومن
ثم
تمت
ترقيته إلى
رتبة نقيب و ذلك
للخدمات التي
قدمها للقوات
التد يضاف
خلية ، دون أن يعلق
رتبة ملازم
أول و هذا شرط
أساسي للوصول
إلى رتبة
نقيب.
في عام
1924 و عندما
انتهى
الاحتلال
اليانكي ،
وأصبح
تروحييو
مهيئا
كأداة
للولايات
المتحدة لتبوأ مناصب رفيعة في المجال
العسكري ، و
التي
سيستخدمها
للانقلاب
العسكري
الكلاسيكي و
الانتخابات
الديمقراطية
التقليدية التي
قادته إلى
رئاسة الجمهورية
في عام 1930 . لقد
تزامنت بداية
حكمه
مع سنوات
الركود
الاقتصادي
الهائل الذي
ضرب
الولايات
المتحدة بشدة .
كوبا،
البلد الأكثر
تبعية
و المقيد بالاتفاقيات
التجارية عانى من
العواقب
الوخيمة لهذه
الأزمة .لقد
تمت إضافة القاعدة
البحرية و
تعديل بلات المذل و
غير الضروري
،الذي
أعطى حقا
دستوريا
للتدخل في
بلدنا، مفتتا
بذلك تاريخنا
المجيد.
في
البلد
الجار،الذي لديه
تبعية اقتصادية
مباشرة أقل ،
كان تروهييو
الرجل
المحنك و المليء
بالأطماع ،قد
تصرف
بممتلكات الطبقة
المتوسطة والاوليغارشية
الدومينيكانية على
مزاجها. فقد
أصبحت مصانع
السكر
الرئيسية و
قطاعات
صناعية عديدة
أخرى ملكا شخصيا
له. و لم تشكل
هذه العبادة
للاستملاك
الخاص
إهانة
للمفاهيم
الرأسمالية
للإمبراطورية. " الله و
تروحييو" كان
مكتوبا في
جميع
اللوحات الإعلانية
الضوئية . و كانت
تطلق
اسمه أو اسم
أحد أقاربه
على مدن عديدة
و على شوارع
وجادات
وعمارات . في نفس العام الذي
تبوأ فيه
الرئاسة ضرب
إعصار قوي سانتو
دومنغو،
عاصمة
البلد. بعد
ان تمت عملية
الاسترجاع
فيها،
افتتحها باسمه
وأطلق عليها
رسميا مدينة
تروخيو. لم
يشاهد أبدا في
العالم حالة
مماثلة، تاليه
الذات.
في عام 1937، جرت
في منطقة
الحدود مذبحة
هائلة
بالعمال
الهايتيين
الذين كانوا
يشكلون
احتياطهم من
قوة العمل
الزراعي
والبناء.
كان
حليفا أكيدا
للولايات
المتحدة. شارك
في إنشاء
الأمم
المتحدة وفي
تأسيس منظمة
الدول الأمريكية
في عام 1948. في 15
كانون الأول
/ديسيمبر عام 1952
سافر إلى
واشنطن
ليتبوأ فقط
منصبا
إضافيا
كسفير مفوض
لدى منظمة
الدول
الأمريكية .
يبقى في هذا
البلد ثلاثة
شهور و نصف . في 2
يوليو عام 1954
يسافر إلى اسبانيا
في سفينة
عابرة
للمحيطات ،
تنقله إلى
فيغو. فرانكو،
الذي
كان حليفا
للإمبراطورية
يستقبله في
المحطة
الشمالية
بمدريد و معه
جميع أعضاء
السلك
الديبلوماسي.
و تعود
علاقتي مع
السلك
الديبلوماسي إلى
الفترة التي
كنت فيها
طالبا جامعيا.
وقد تم
تكريمه
من خلال
تعيينه كرئيس
للجنة
الدومينيكية
من أجل
الديمقراطية
. و بدا ذلك
المنصب و كأنه
ليس مهما جدا،
و لكن،
انطلاقا من
ميزاجي
المتمب رد علالجت
الأمور بجدية.
و دونما ننتظر
ذلك حان الوقت
المناسب. و قد
شجع المنفيون
الدومينيكيون في كوبا
على تنظيم قوة
للقيام بحملة
. واتورط فيها
ولم انهي
السنة
الثانية من
دراساتي
الجامعية. كان
عمري آنذاك 21
سنة فقط.
و قد كنت
أروي مرارا ما
حدث آنذاك.بعد
الحملة الفاشلة
لجزيرة
كونفيتيس لم
أكن مع أكثر
من ألف سجين
تم نقلهم إلى
المعسكر
العسكري في كولومبيا
وهذا هو
الاعتقال
الذي أدى الى
الاضراب عن
الطعام من قبل
خوان بوش . و قد
تم إيقافهم من
قبل قائد
الجيش الكوبي
، العميد
بيريز داميرا،
الذي تلقى
أموالا من
تروحييو
مقابل قطع
الطريق
للبعثة ، و
هذا ما جرى
لما
كانت الحملة
تقترب من باسو جدي
لوس فيانتوس(
طريق الرياح) .
ثمة بارجة
من البحرية
الكوبية،
كانت توجه
مدافعها من
مقدمة
السفينة نحو
مركبنا، الذي
كان أمامهم ،
أعطي الأمر
بالتراجع و
الإرساء
بمرفأ أنتيل .
ارتميت نحو
البحر مع ثلاثة
رجال يشتركون
في الحملة في
خليج نيبي..كنا
أربعة رجال
مسلحون .
إنني
تعرفت على
حوان بوش، و
هو قائد
دومينيكي بارز,
في جزيرة
كونففيتيس،
حيث تدربنا و
توفرت لي
الفرصة
للحديث و إياه
طويلا.لم يقد
هو الآخر
الحملة، و
لكنه كان أبرز
شخصية
بين
الدومينيكيين،
و كان يتجاهله
بعض القيادات
الرئيسية للحركة
و بعض الزعماء
الكوبيين ،
أصحاب النفوذ
على الصعيد
الرسمي
و الذين
كانوا يقبضون
رواتب عالية
جدا من هذه
الأوساط . و كم
كنت بعيدا جدا
عن تصور
في ذلك الوقت
ما أكتبه
اليوم!
بعد أحد عشر
سنة من نضالنا
في سيارا
مائيترا كنا
على وشك الانتصار
، قدم تروحييو
أرصدة إلى
باتيستا بالأسلحة و
المدخرات ،
التي وصلت عن
طريق الطائرة
بأواسط في عام
196 598ز و
علاوة على
ذلك، قدم كذلك
نقل 3 آلاف
جندي
دومينيكي جوا إلي
كوبا ، و فيما
بعد بعث قوة
مماثلة كان من
المخطط أن يتم
إنزالها
بالشرق.
في
الاول من
يناير عام 1959
انهزم طغيان
باتيستا على
أثر الضربات
الحاسمة
والقاطعة التي
الحقها بها
الجيش
المتمرد
والإضراب العام
الثوري . إن
الدولة
القمعية تنهار
بالكامل على
امتداد
الجزيرة . و
يهرب باتيستا
إلى الجمهورية
الدومينيكية .
ويسافر معه،
بالإضافة إلى رموز شريرة
أخرى تابعة للنظام،
الإمعه
المعروف لوتغاردو مارتين
بيريز
و إبنه
روبيرتو
مارتين بيريز
رودريغيز البالغ
من العمر 25 سنة
، و مجموعة من
القيادات
العسكرية
الرئيسية
لجيشه
المنهزم.
تروحييو
استقبل باتيستا
بحرارة
وأنزله
في مقر
الضيافة الرسمية
الخاصة
بالمدعووين
الموقرين
وبعد ذلك قام
بإرساله إلى
فندق فاره.
كان مثال الثورة
الكوبية يثير
قلقه،
ومعتمدا على
قادة الجيش
الباتيستي
الرفيع
المستوى و على
المساندة
المحتملة لعشرات
الآلاف من
أعضاء
القوات
البرية و الجوية
و البحرية التي
كانت تكونه و كذلك
تأييد
الشرطة،
يعتنق فكرة
تنظيم قوات
مناهضة
للثورة و
تعزيزها
بقوات فيلق الكاريبي،
التي كان من المفترض
أن تحظى
ب25 ألف جندي
من الجيش
الدومينيكانية
.
إن
حكومة
الولايات
المتحدة ،
التي كانت على
علم بهذه
المخططات
أرسلت ضابطا
من وكالة
المخبرات
المركزية
الأمريكية إلى
سانتو
دومنغو
في سبيل إجراء
لقاء مع
تروحييو و كذلك
لتقييم المخططات
ضد كوبا . في
منتصف شهر
شباط/ فبراير
من عام 1959
اجتمع
بجون عباس
غارسيا ، رئيس
الاستخبارات
الدومينيكانية
. و أوصاه
بإرسال
عملاء لتجنيد
عناصر مستاءة في ذات صفوف
الثورة
الكوبية الظافرة.
لم يفده
بأن حكومة الولايات
المتحدة كانت
تعتمد على
ويليام
الكساندر
مورغان
روديرت ، وهو
مواطن
أمريكي
وعميل
لوكالة
المخابرات
المركزية
الأمريكية كان قد
تسلل
إلى صفوف
الجبهة
الثانية في جبال
الايسكامبراي
، حيث تبوأ
منصب قائد
أعلى و أصبح
أحد قادتها الرئيسيين.
إن وقوع
هذه الأحداث،
التي تشكل
تاريخا ساحرا
، يأتي
في كتب كبار
المسؤولين
التابعين
للاستخبارات
والأمن
الكوبية، وهي
شهادات
لقادة
وحدات الجيش
الثائر الذين
شاركوا
بالأحداث .
هناك سير
ذاتية
و تصريحات
رسمية تسرد
أحداث تلك
الحقبة ، كما
أن هناك
مقالات
لصحفيين وطنيين و
أجانب،
يستحيل
ذكرها
في هذا
التأمل.
كذلك
يوجد كتاب قيد
الطباعة،
كتبه رفيق انضم
إلي المليشيات
عندما كان في
السابعة عشر
من العمر ، و
التي
لسلوكه
الجيد و نبوغه
نقلته إلى قوات حرس
رئيس الوزراء
و القائد
الأعلى ، حيث
درس طرق
اختزال ، سجل
فيما بعد مضمون
المحادثات و
جمع
شهادة مئات
المشتركين في الأحداث
التي كان
يرويها. يتعلق
الأمر
بفصل من
تاريخ الثورة
بعيد عن
الإغلاق.
انه لمن
المفترض بأن
تتم إفادتنا
نحن القادة الثوريين
الرئيسيين و
على نحو
مستمر
بالأنباء التي
كانت تصل عن
المخططات
المعادية.
جالت في
خاطرنا
فكرة تلقين أعداء
الثورة، اليانكيين
و أتباع
باتيستا و
تروحيييو ضربة
قاضية.
عندما
كانت الأسلحة
المرسلة
بحرا
من فلوريدا في سبيل
تلقين
الضربات الاولية وعندما
كان القادة و
المتآمرين تحت
سيطرة محكمة ،
تم التظاهر بثورة
معادية ناجحة
في منطقة
الاسكامبراي
الجبلية وفي منطقة
ترينيداد التي
كانت
تحظى بمطار.
تم عزل
البلدية
التابعة لهذه
المدينة
الصغيرة
والصديقة وتم تكثيف
العمل
السياسي
الثوري.
كان
الحماس يدب
بتروخيّو.
كانت هناك
سريّة تابعة
للثوّار
متنكّرة بزي
فلاحين تصرخ
على مدرج الطائرات:
"يعش تروخيّو!
يسقط فيدل!"،
وهو أمر كان
يتم إبلاغ كل
شي حوله
للقيادة في
جمهورية الدومينيكان.
وكانت هذه
الأخيرة قد
ألقت عبر المظليين
كمّاً هائلاً
من المؤن. كل
شيء كان يسير
على ما يرام.
في
الثالث عشر من
آب/أغسطس وصلت
طائرة تقل
المبعوث
الخاص لتروخيّو:
لويس ديل بوزو
خيمينيز، هو
ابن رجل كان
رئيساً
لبلدية في
العاصمة
موالي
لباتيستا وأحد
شخصيات
النظام
البارزة. أشار
في خريطة إلى
المواقع التي
يجب أن يقصفها
سلاح الجو
الدومينيكاني
واستفسر عن
عدد الأفراد
اللازمين لتنفيذ
المرحلة
الأولى.
حضر
معه مبعوث آخر
هام، وهو
روبيرتو
مارتين بيريز
رودريغيز،
الذي، كما سبق
وأشرت، رحل إلى
جانب والده مع
باتيستا حين
فرّ هذا إلى
جمهورية
الدومينيكان
في ذلك الأول
من كانون الثاني/يناير.
كان يرافقه
العديد من
القادة المرتزقين
الذي كانوا قد
أتوا من أجل
البقاء هنا.
كان على
الطائرة أن
تعود. وكان
يقود تلك
الطائرة نفس
الطاقم
الكوبي الذي
نقل باتيسيا
في عملة
فراره.
كنت
أنا على مقربة
من مدرج
الهبوط برفقة
كاميلو
سيينفويغوس
وغيره من قادة
الثوار. قائد
الطاقم
العسكري
الكوبي الذي
كان يقوم
بتفريغ الأسلحة
ومعدات
الاتصال
المرسلة، فهم
بأن من واجبه
القبض على
ملاحي
الطائرة. وعند
قيامه بذلك،
تنبه أحد مساعدي
الطياري،
فأطلق النار
عليهم وعمّ تبادل
إطلاق النار.
تم اعتقال
مبعوثي
تروخيّو وباقي
القادة
المرتزقين.
حدثت إصابات.
في
تلك الليلة
نفسها زرت
جرحى كلا
الطرفين. لم
يكن بالوسع
السير بخطة.
حتى تلك
اللحظة كانت
جميع الاتصالات
بين تروخيو
والثورة
المضادة في [سلسلة
جبال]
إيسكامبراي
تجري عبر
الموجة القصيرة.
فقد كانت
المحطة
الإذاعية
الرسمية لتروخيّو
تبث بلاغات
انتصارية
مشابهة لتلك
التي كانت
تُسمع من
"إذاعة سوان"
وميامي أيام
معركة شاطئ
خيرون [خليج
الخنازير].
نحن لم نستخدم
المحطات
الإذاعية
العامة
الكوبية
أبداً من أجل
نشر تقارير
رسمية زائفة.
كان
يمكن للعبة أن
تتواصل حتى
بعد أن تم
الاستيلاء
على الطائرة
وبعد اعتقال
كل من لويس
ديل بوزو
خيمينيز
وروبيرتو
مارتين بيريز
رودريغيز،
عبر تظاهره بحدوث
عطل ميكانيكي
في الطائرة
التي كان يجب أن
تعود، ولكن
على حساب خداع
وتضليل
الشعب، الذي
كان قد بدأ
يضطرب من فعل
الأنباء
الواردة من
إيسكامبراي
عن
الانتصارات
المزعومة للثورة
المضادة التي
كانت تشاع في
العلن انطلاقاً
من مدينة
تروخيّو.
في
الثالث عشر من
آب/أغسطس 1959
بلغت أنا
الثالثة
والثلاثين من
العمر، وكنت
في أوج حياتي
وقواي
الجسدية
والعقلية.
كان
الأمر يتعلق
بانتصار
ثوري، وفي ذات
الوقت بمؤشر
على الزمن
الآتي وبهدية
مؤسفة يقدمها
لي رافائيل
ليونيداس
تروخيّو في
يوم عيد ميلادي.
بعد ذلك
بعشرين شهراً
واجهنا معركة
شاطئ خيرون
والعنف
والدماء في
إيسكامبراي،
على شاطئ
البحر وفي مدن
وأرياف
البلاد كلها. إنما هي
كانت الثورة
المضادة
بقيادة الولايات
المتحدة.
لو
انعكست
الصورة، لكان
من شأن ذلك
البلد أن يعدم
كلاً من روبيرتو
مارتين بيريز
رودريغيز
ولويس ديل بوزو
خيمينيز كمرتزقين يعملان
بخدمة قوة
أجنبية.
المحاكم
الثورية عاقبتهما
بالسجن ولم
تلمس شعرة
واحدة من
رأسيهما. ماذا
كان عليه قدر
مارتين بيريز
في نهاية الأمر؟
هاجر إلى
الولايات
المتحدة
بطريقة شرعية.
إنه اليوم أحد
أعلام
المافيا
الإرهابية
الكوبية-الأمريكية
التي تدعم
المرشح الجمهورية
ماك كين.
الصحفي
والباحث
الكندي
اللامع، جين
غيه ألارد،
وصف السيرة
الإرهابية
لروبيرتو
مارتين بيريز
رودريغيز:
"... في الواقع
العملي،
التحق
،ماتشو،
مارتين بيريز"،
(هكذا كان
يلقَّب) "في
وقت مبكر من
شبابه بشرطة
باتيستا،
وبفضل سوء
معاملته
للسجناء خلال
الأشهر الدموية
الأخيرة من
عمر النظام
الدموي، حصل
على رتبة
رقيب،
تقديراً
لفضائله
الفريدة من نوعها.
بلغ قرب الأب
والابن من
باتيستا درجة
أنه في الأول
من كانون
الثاني/يناير
1959، بدلاً من
الفرار إلى
ميامي، تبعا
خطى
الدكتاتور في
لجوئه إلى
جمهورية
الدومينيكان.
بعد إطلاق سراحه
في التاسع
والعشرين من
أيار/مايو 1987،
...انضم في عام 1989
إلى ‘المجمع
الوطني
الكوبي-الأمريكي‘،
الذي أسسته
وكالة
الاستخبارات
المركزية
الأمريكي في
عهد حكومة
رونالد ريغان.
سرعان ما قاد
اللجنة
العسكرية
الموازية المشكّلة
على يد هذه
المنظمة،
التي تموّل
منظمة "ألفا-66"
الإرهابية
وباقي
الشراذم
المتطرفة
الناشطة ضد
كوبا.
شارك مارتين
بيريز
رودريغيز في
تنظيم سلسلة متكاملة
من محاولات
اغتيال
الرئيس
الكوبي، خلال
انعقاد قمم
أيبيرية-أمريكية
مختلفة.
في عام 1994،
بمناسبة
مشاركة فيدل
في القمة الرابعة،
في كارتاخينا
دي إيندياس،
كولومبيا...
قام باقتناء
بندقية من نوع
‘بارّيت‘ من
عيار 50 ووسائل
تفجير تم
نقلها من ميامي
إلى
كولومبيا...
جواً!
... عشية
انعقاد القمة
الأيبيرية-الأمريكية
في عام 1995، حاك
مؤامرة مع كل
من خيمينيس
إيسكوبيدو
وإيوخينيو
جاماريس. في
تلك السنة،
أحيى ذات الخطة
التي كانت قد
رُسمت
لتنفيذها في
قمة حركة بلدان
عدم
الانحياز،
المنعقدة
أيضاً في
كارتاخينا دي
إيندياس،
كولومبيا.
في عام 1997، مع
انعقاد القمة
الأيبيرية-الأمريكية
السابعة
لرؤساء الدول
والحكومات في
جزيرة
مارغاريتا،
فنزويلا،
أعدّ بوساداً
مؤامرة أخرى
بدعم مباشر من
مارتين بيريز
رودريغيز،
إلى جانب
مسؤولين
آخرين من
‘المجمع
الوطني
الكوبي
الأمريكي‘...
... هو أحد
موقّعي بيان
الدعم
للإرهاب ضد
كوبا الذي
نشره المجمّع
في الحادي عشر
من آب/أغسطس... روبيرتو
مارتين بيريز
وفيليسيانو
فوجو وهوراسيو
غارسيّا هم من
بين الأفراد
الذين ذكرهم
بوسادا علناً
بأنهم
‘مموّلين‘
لنشاطاته
الإرهابية في
المقابلة
التي أجرتها
معه ‘ذي
نيويورك
تايمز‘ عام 1997.
... رعى في
ميامي معرض
لوحات فنية
لكل من بوش
وبوسادا،
اللذين خططا
ووقفا وراء
تفجير الطائرة
المدنية
الكوبية، عام
1976، وقتل فيه 73
شخصاً...
في عام 1998، قام
المدافع
الكبير عن
‘السجين
السياسي‘ بواحدة
من أقذر
مآثره: فقد
قام إلى جانب
قادة آخرين من
مافيا ميامي...
على حمل
المسؤول
الجديد لمكتب
التحقيق
الفدرالي (أف
بي آي)،
المرتشي جداً
هيكتور
بيسكيرا، على
اعتقال
الكوبيين الخمسة
المتسللين
إلى صفوف
المنظمات
الإرهابية".
... معروفة هي
صداقته
الحميمة
بغيجيرمو
نوفو سامبول،
قاتل القائد
التشيلي
أورلاندو
ليتيلير..."
من واجب
المرشح
الجمهوري أن
يعلم بأن
محميّه ابن
الثلاث
وسبعين سنة هو
أول من أكد
بأن يوم الانتصار
الذي يحلم به
على الثورة
الكوبية سيمر
ببلدوزر من
رأس سان
أنتونيو وحتى
رأس مايسيه
ليجرف مواطني
الجزيرة
الحاليين،
الذين
يتحملون
مسؤولية الارتباط
بالثورة
بطريقة أو
بأخرى.
... وفي مناسبة
أخرى، وعند
سؤاله عن
الخطر الكامن
بقتل أبرياء
عند القيام
بمحاولة قتل
قادة كوبيين،
قال بأنه لا
يهمه ولا حتى
‘أن يموت البابا‘".
تذكّرنا
الحقيقة
التاريخية
بأن والد جون
ماك كين قد
قاد الهجوم
البرمائي
وغزو واحتلال
جمهورية
الدومينيكان
عام 1965 من أجل
مواجهة
القوات الوطنية
بقيادة
فرانسيسكو
كامانيو، وهو
بطل آخر من
أبطال الأمة
تعرفت إليه
جيداً جداً وطالما
شعَر بالثقة
بكوبا.
أخصص
هذا التأمل ذا
المغزى
التاريخي
لصحافيينا
الأعزاء،
لتوافقها مع
انعقاد
المؤتمر
الثامن
لاتحاد الصحافيين
الكوبيين.
أشعر وأنا
برفقتهم
بأنني بين
أفراد عائلتي.
كم كان بودّي
أن أدرس
تقنيات مهنتهم!
اتحاد
الصحافيين
الكوبيين
تكرّم بنشر
كتاب وُضع له
عنوان "فيدل
الصحافي"،
الذي سيتم تقديمه
عصر يوم غد،
وقد أرسلوا لي
نسخة منه. ويحتوي
الكتاب على
عدة مقالات
نُشرت في
وسائل صحفية
سريّة أو
علنية قبل
أكثر من خمسين
سنة، وعلى
تمهيد كتبه
غيجيرمو
كابريرا
ألفاريز؛ ومقدمة
وملاحظات
لآنا نونيس
ماشين التي
قامت باختيار
المواد.
لقد
لقّبت
غيجيرمو
كابريرا
"العبقري"
منذ أن جرت
اللقاءات
الأولى بيني وبينه.
إنه الانطباع
الذي ولّده
عندي ذلك الشخص
الخيالي الذي
توفي، للأسف،
في العام الماضي.
كان قد خضع
لعملية
جراحية في
القلب قبل سنوات
في المركز
الذي لدينا
لجراحة القلب
والأوعية في
مدينة سانتا
كلارا، وهو من
إنجاز الثورة.
أمام
حاجتي لنقل
الأفكار،
كتبت تلك
المقالات.
فعلت ذلك
بدافع
الغريزة
الثورية
حصراً. هناك
مبدأ عملته به
دائماً:
الكلمات يجب
أن تكون بسيطة؛
والأفكار
مفهومة
بالنسبة
للجماهير. لدي
اليوم تجربة
أوسع، ولكن
قدراً أقل من
القوة،
فيكلفني
جهداً أكبر
فعل ذلك.
مستوى شعبنا،
مع وجود
الثورة، هو
أعلى بكثير؛
المهمة أصعب.
من
وجهة النظر
الثورية، لا
أهمية
للاختلافات؛
ما يهمّ هو
النزاهة في
الإدلاء
بالرأي. من التناقضات
تنشأ الحقيقة.
ربما يستحق
الأمر بذل
الجهد في
مناسبة أخرى
للتعبير عن
بعض الملاحظات
حول هذه
القضية.
شهد
يوم أمس حدث
هام، سيشكل
موضوعاً
رئيسياً في
الأيام المقبلة،
وهو تحرير
إنغريد
بيتانكور
ومجموعة من
الأشخاص
الذين كانوا
بحوزة منظمة
القوات
المسلحة
الثورية
الكولومبية،
المعروفة اختصاراً
باسم "فارك".
في
العاشر من
كانون
الثاني/يناير
من العام الجاري،
شارك سفيرنا
لدى فنزويلا،
خيرمان
سانشيز،
وبطلب من
الحكومتين
الفنزويلية
والكولومبية،
في تسليم
الصليب الأحمر
الدولي كلارا
روخاس، التي
كانت مرشحة
لنيابة
الرئاسة
الكولومبية
حين كانت
إينغريد بيتانكور
مرشحة
للرئاسة،
وتعرضت للخطف
في الثالث
والعشرين من
شباط/فبراير 2002.
كونسويلو غونزاليز،
عضو مجلس
النواب،
والمختطفة في
العاشر من أيلول/سبتمبر
2001، تم إطلاق
سراحها أيضاً
إلى جانبها.
باب
نحو السلام
كان مشرَّعاً
في كولومبيا،
وهي عملية
أخذت كوبا
بدعمها منذ
نحو عشرين سنة
بصفتها أمثل
خيار بالنسبة
لوحدة وتحرر
شعوب أمريكانا،
عبر استخدام
سبل جديدة ضمن
الظروف
الراهنة
المعتقد
والخاصة بعد
غرق الاتحاد
السوفياتي في
بدايات
التسعينات –الذي
لن أحاول
تناوله هنا-،
وهي ظروف
مختلفة جداً
عن ظروف كوبا
أو نيكاراغوا
أو بلدان أخرى
في عقود
الخمسينات
والستينات
والسبعينات من
القرن
العشرين.
عملية
القصف في
ساعات فجر
الأول من
آذار/مارس
لمخيم في
الأراضي
الإكوادورية
كان ينام فيه
مقاتلون
كولومبيون وشبان
زائرون من
جنسيات
مختلفة، عبر
استخدام تكنولوجيا
يانكية،
واحتلال
الأراضي
وإطلاق أعيرة
الموت على
جرحى وخطف
جثث، كجزء من
خطة إرهابية
لحكومة
الولايات
المتحدة،
بعثت الاشمئزاز
عند العالم.
في
السابع من
آذار/مارس
انعقد اجتماع
مجموعة ريّو
في جمهورية
الدومينيكان،
حيث تمت إدانة
ذلك العمل
بشدّة، بينما
كانت حكومة
الولايات
المتحدة تثني
عليه.
مانويل
مارولاندا،
الفلاح
والمناضل
الشيوعي،
القائد
الرئيسي لتلك
القوات
الثورية التي
قامت منذ نحو
نصف قرن من
الزمن، كان
آنذاك ما يزال
على قيد الحياة.
توفي في
السادس من
السادس
والعشرين من
ذات الشهر.
إنغريد
بيتانكور،
وبعد أن دب
بها الضعف
والمرض،
وكذلك رهائن
آخرون في ظروف
صحية متردّية،
كان من الصعب
أن يقووا على
المقاومة
قدراً أكبر من
الوقت.
انطلاقاً
من شعور إنسانيّ
أساسي،
أسعدنا نبأ
إطلاق سراح
إنغريد بيتانكور
وثلاثة
مواطنين
أمريكيين
آخرين وغيرهم
من الأسرى. لم
ينبغِ أبداً
خطف المدنيين،
ولا الإبقاء
علي
العسكريين
كسجناء في ظروف
الأدغال. إنما
هي أعمال لا
رأفة فيها من
الناحية
الموضوعية. لم
يكن بوسع أي
هدف ثوري أن يبرر
ذلك. في
اللحظة
المناسبة، لا
بد من البحث العميق
للعوامل
الذاتية التي
لعبت دوراً في
هذا الأمر.
لقدر
كسِبنا حربنا
الثورية في
كوبا بالإفراج
فوراً عن
السجناء بدون
أي شرط.
سلّمنا للصليب
الأحمر
الدولي
الجنود
والضباط
الذين أسروا
في كل معركة،
ولم يُصادَر
منهم إلا
أسلحتهم. فلا
يمكن لأي جندي
أن يلقيها إذا
كان ينتظره
الموت أو
المعاملة
القاسية.
نلاحظ
بقلق كيف أن
الإمبريالية
تحاول استغلال
ما حدث في
كولومبيا من
أجل إخفاء
وتبرير جرائم
الإبادة
الشنيعة التي
ترتكبها حيال
شعوب أخرى،
وحرف
الانتباه
الدولي عن
مخططاتها التدخلية
في كل من
فنزويلا
وبوليفيا،
وتواجد
الأسطول الرابع
دعماً للخط
السياسي الذي
يسعى للقضاء
كلياً على
استقلال باقي
البلدان
الواقعة جنوب
الولايات
المتحدة
والاستيلاء
على مواردها
الطبيعية.
إنها
أمثلة يجب
تبيانها
لجميع
صحافيينا. الحقيقة
في زمننا تمخر
عباب بحار
هائجة، حيث
تتواجد وسائل
الإعلام بين
أيدي أولئك الذين
يهددون بقاء
الإنسانية
بمواردهم
الاقتصادية
والتكنولوجية
والعسكرية
الهائلة. هذا
هو التحدي
أمام
الصحافيين
الكوبيين!
فيدل كاسترو
روز
3
تموز/يوليو 2008
الساعة:
4:26 عصراً