تأملات
الرفيق فيدل
منظمة
الأمم
المتحدة وعدم
المعاقبة والحرب
لا
أدري كم عدد
الذين
تنبّهوا إلى
أنه، بين أمور
كثيرة خارجة
عن المنطق، ارتكب
الأمين العام
لهذه
المنظمة، بان
كي مون،
وتنفيذاً
لأوامر عليا،
حماقة تعيين
ألفارو
أوريبي –في
لحظة كان فيها
هذا على وشك
إنهاء ولايته
الرئاسية-
نائباً لرئيس
اللجنة المكلّفة
بالتحقيق في
الهجوم
الإسرائيلي
على أسطول
الحرية، الذي
كان يحمل على
متنه مواد
غذائية
أساسية لمواطنين
محاصرين في
قطاع غزة. وقع
هذا الهجوم في
المياه
الدولية على
مسافة بعيدة
عن الشاطئ.
جاء
هذا القرار
ليمنح أوريبي،
المتهم
بارتكاب
جرائم حرب،
إفلاتاً
كاملاً من
العقاب، كما
لو أن بلداً
مليئاً
بالمقابر
الجماعية لأشخاص
تعرضوا
للقتل، وبعض
هذه القبور
يضم أكثر من
مائتي ضحية،
وسبعة قواعد
عسكرية يانكية،
بالإضافة
لوضع باقي
القواعد
العسكرية بخدمتها،
ليس له دخل
بالإرهاب
وبالإبادة.
من
ناحية أخرى،
في العاشر من
حزيران/يونيو
2010، كتب
الصحافي
الكوبي راندي
ألونسو، مقدّم
برنامج
"الطاولة
المستديرة"
التلفزيوني الوطني،
في موقع الويب
"كوباديباتي"
مقالة عنوانها:
"المسماة
حكومة عالمية
اجتمعت في برشلونة"،
أشار فيها:
"وصلوا
حتى فندق
’دولسي‘ الممتع
بسيارات
فاخرة ذات
نوافذ سوداء
أو بطائرات
هيلوكبتر.
إنهم
الأكثر من
مائة زعيم
للاقتصاد
والمال والسياسة
ووسائل
الإعلام في
أمريكا
الشمالية
وأوروبا،
الذين أتوا
إلى هذا
المكان
للمشاركة في
الاجتماع السنوي
’لنادي بيلدربيرغ‘،
وهو أشبه ما
يكون بحكومة
عالمية في الظل".
وعلى
غراره هو، كان
هناك كتّاب صحافيون
شرفاء آخرين
يتابعون
الأنباء التي
أمكن تسرّبها
من اللقاء
الغريب. أحدٌ
ما، أكثر اطلاعاً
منهم بكثير،
كان يتابع
مسار هذه
الاجتماعات منذ
سنوات طويلة.
"هذا
النادي
الحصري الذي
اجتمع في
سيتغس، تولّد
عام 1954. وقد جاءت
نشأته كثمرة
لفكرة
المستشار
والمحلل
السياسي
جوزيف
ريتينجر.
رعاته
الأوائل هم
الثري
الأمريكي
دافيد
روكيفيلر؛
والأمير الهولندي
بيرنادو؛
ورئيس الوزراء
البلجيكي،
باول فان
زيلاند.
الأهداف من
تأسيسه تمثلت
في محاربة
’العداء
للولايات
المتحدة‘ الذي
كان يزداد في
أوروبا في تلك
الحقبة،
ومواجهة
الاتحاد
السوفييتي
والشيوعية،
التي كانت
تكتسب قوة في
القارة
العجوز.
اجتماعه
الأول انعقد
في ’فندق بيلدربيرغ
‘، في
أوستربيك،
هولندا، يومي
التاسع
والعشرين
والثلاثين من
أيار/مايو 1954.
ومن هنا جاءت
تسمية
المجموعة،
التي اجتمعت
بشكل سنوي منذ
ذلك الحين
باستثناء عام
1976.
هناك
خلية من
الأعضاء
الدائمين،
وهم الأعضاء
التسعة
وثلاثون للـ ’Steering Comittee‘،
والباقون هم
مدعوين.
[...]
تشترط
المنظمة ألا
يرضى أحد ’بإجراء
مقابلات معه‘
ولا أن يكشف
شيئاً مما
’يقوله مشاركٌ
ما بصفة
فردية‘. إجادة
اللغة الإنكليزية
بامتياز هو
شرط لا بد منه [...]،
فلا وجود
للمترجمين
هناك.
لا
أحد يعرف
بالضبط
الأبعاد
الفعلية لهذه
المجموعة.
يقول
الباحثون حول
المجموعة
بأنه ليس وليد
الصدفة أن
يجتمعوا
دائماً قبيل
انعقاد
اجتماع
’مجموعة الثمانية‘
وأنهم يسعون
لإقامة نظام دولي
جديد ذي حكومة
وجيش واقتصاد
وإيديولوجيا
وحيدة.
دافيد
روكيفيلر قال
في تحقيق صحفي
لمجلة ’نيوزويك‘:
’لا بد أن يحل
شيء محل
الحكومات،
ويبدو لي أن سلطة
القطاع الخاص
هي الهيئة
المناسبة
لفعل ذلك‘.
[...]
المصرفي جيمس
ب. واربورغ
أكد أنه: ’أأعجبنا
أم لم يعجنا،
سيكون لدينا
حكومة عالمية.
المشكلة
الوحيدة هي إن
كانت هذه
الحكومة
ستقوم بالرضا
أم أنها ستكون
مفروضة‘.
كانوا
هم على علم
بغزو العراق
قبل عشرة أشهر
من حدوثه
بالضبط؛ كذلك
كانوا على علم
بما سيحدث
للفقاعة
العقارية.
بمعلومات من
هذا النوع يمكن
تحقيق الكثير
من الأموال في
كل نوع من الأسواق.
والمسألة هي
أننا نتحدث عن
نوادي سلطة ومعرفة‘.
يرى
الباحثون أن
إحدى المسائل
التي تبعث أكثر
ما تبعث من
قلق عند
النادي هي ’التهديد
الاقتصادي‘
الذي تعنيه
الصين وأثره على
المجتمعين
الأمريكي
الشمالي
والأوروبي.
أثره
في النخبة
يبرهن عليه
البعض عبر
حقيقة أن مارغريت
ثاتشر
وبيل
كلينتون
وانتوني بلير وباراك
أوباما كانوا
من بين ضيوف
النادي قبل أن
يتم انتخابهم
لأعلى منصب
حكومي في كل
من بريطانيا
والولايات
المتحدة.
أوباما حضر
الاجتماع
المنعقد في
شهر حزيران/يونيو
2008 في فرجينيا،
الولايات
المتحدة، قبل خمسة
أشهر من
انتصاره في
الانتخابات،
وكان هناك تكهّن
بانتصاره منذ
الاجتماع
المنعقد عام 2007.
وسط
الكثير من
التكتم
والسرّيّة،
أخذت الصحافة
باستخراج
أسماء من هنا
ومن هناك. من
بين الذين
ذهبوا إلى
سيتغس يأتي رجال
أعمال هامّين
مثل رؤساء
’فيات‘
و’كوكا-كولا‘
و’فرانس
تيليكوم‘
و’تيليفونيكا
دي إسبانيا‘
و’سويز‘
و’سييمنز‘ و’شل‘
و’نوفارتيس‘
و’أيرباص‘.
كما
شارك في
الاجتماع رؤوس
من عالم المال
والاقتصاد،
أمثال المضارِب
الشهير جورج
سورس؛
والمستشاران
الاقتصاديان
لأوباما،
باول فولكر
ولارّي سوميرز؛
ووزير
الخزينة
البريطاني
اللامع، جورج
أوسبورن؛
والرئيس
السابق لشركة
’غولدمان
ساشز‘
و’بريتيش
بيتروليوم‘،
بيتير
شيلتون؛ [...]
ورئيس البنك
العالمي،
روبيرت
زويليك؛ والمدير
العام لصندوق
النقد
الدولي، دومينيك
ستراوس-كاهْن؛
ومدير منظمة
التجارة
العالمية،
باسكال لامي؛
ورئيس المصرف
المركزي
الأوروبي، جان
كلود تريشيت؛
ورئيس البنك
الأوروبي للاستثمار،
فيليب
مايستاد".
هل
كان قراؤنا
يعرفون ذلك؟ هل
ذكرت وسيلة
صحفية هامة
واحدة من
الصحافة المسموعة
أو المكتوبة
كلمة واحدة؟
هل هذه هي حرية
الصحافة التي
يُكثر
التغنّي بها
في الغرب؟ هل
تستطيع
إحداها أن
تنكر بأن هذه
الاجتماعات
المنتظمة
لأقوى أقوياء
عالم المال في
الكون تنعقد
سنوياً،
باستثناء
السنة
المذكورة؟
يتابع
راندي قوله: "أرسلَت
القوّة
العسكرية العظمى
بعضاً من
صقورها: وزير
الدفاع
السابق في عهد
بوش، دونالد
رامسفيلد؛ ومعاونه،
باول
وولفويتز؛
والأمين
العام لحلف
الناتو،
أنديرز فوغ
راسموسين؛
وسلفه في المنصب،
جاب دي هوب
شيفير.
ملك
العصر الرقمي
بيل غيتس هو
المشارك
الوحيد الذي
قال شيئاً
للصحافة قبل
انعقاد اللقاء. ’سأكون
أحد المشاركين‘،
هذا ما قاله،
وأعلن أن ’مداولات
مالية كثيرة
ستكون على
المائدة‘.
المضارِبون
الإخباريّون
يذكرون أن
سلطة الظل قد
بحثت مستقبل
اليورو
وإستراتيجيات
إنقاذه، ووضع
الاقتصاد
الأوروبي
واتجاه الأزمة.
في ظل عقيدة
السوق ونجدة
الاستقطاعات
الاجتماعية الحادّة
هناك سعي
لمواصلة
إطالة حياة
المريض.
منسّق
اليسار
الموحد، كايو
لارا، حدّد
بوضوح معالم
العالم الذي
يفرضه عليه
أعضاء نادي بيلدربيرغ:
’إننا في عالم
عكسي، عالم
الديمقراطيات
الخاضعة
للرقابة،
والتابعة
والخاضعة
لضغوط السلطات
المالية‘.
الأمر
الأخطر، والذي
كشفت عنه
صحيفة
’إلبوبليكو‘
الإسبانية،
هو توافق
أغلبية أعضاء
النادي لصالح
توجيه ضربة أمريكية
لإيران [...].
ولنتذكر أن
أعضاء النادي
كانوا على علم
بغزو العراق
عام 2003 قبل عشرة
أشهر من حدوثه".
هل
هذه الفكرة يا
ترى هي اختراع
كيفي، في وقت يضاف
ما سبق إلى كل
الأدلة التي
تم عرضها في
"التأملات"
الأخيرة؟ الحرب
على إيران قد
تم اتخاذ
القرار
بشأنها في
أعلى الدوائر
الإمبراطورية،
ولا يمكن إلا
لجهد ما فوق
العادي يبذله
الرأي العام
العالمي أن
يمنع انفجارها
خلال فترة
وجيزة جداً. مَن
يخفي
الحقيقة؟ مَن
يكذب؟ هل يمكن
تفنيد شيء مما
يجري تأكيده
هنا؟
فيدل
كاسترو روز
15
آب/أغسطس 2010
الساعة:
8:25 صباحاً