تأملات
الرفيق فيدل
خطاب هوغو تشافيز
اجتماعٌ
غير معهود كان
قد انعقد في كابيتول
الولايات
المتحدة بين
مجموعة من
مشرّعي اليمين
الفاشي في هذا
البلد وبين
قادة اليمين الأوليغارشي
والانقلابي
الأمريكي
اللاتيني. تم
الحديث هناك
عن إسقاط
حكومات
فنزويلا
وبوليفيا
والإكوادور
ونيكاراغوا.
هذه
الواقعة حدثت
قبل أيام
قليلة من لقاء
وزراء دفاع
أمريكا
اللاتينية والكاريبي،
في سانتا كروز،
بوليفيا، حيث
ألقى إيفو
موراليس
خطابه شديد
اللهجة في
الثاني
والعشرين من
تشرين
الثاني/نوفمبر.
لكن
المسألة لم تتعلّق
بحملة
إعلامية افترائية
–وهو أمر
معتاد في
السياسة
الإمبريالية-،
وإنما بنشاط
تآمري من شأنه
أن يؤدي بدون
شك إلى إراقة
دماء حتماً في
فنزويلا.
انطلاقاً
من التجربة
المُعاشة على
مدى سنوات
كثيرة، لا
يراودني أدنى
شك بما يمكن
حدوثه في
فنزويلا إذا
ما تعرّض تشافيز
للاغتيال. لن
يحتاج الأمر
للانطلاق من
خطة معدة
مسبقاً ضد
الرئيس؛
فيكفي أن يقوم
شخص مضطرب
عقلياً، أو
مستهلك اعتيادي
للمخدرات، أو
العنف الذي
يتسبب به
تهريب
المخدرات في
بلدان أمريكا
اللاتينية،
لكي تنشأ في
فنزويلا
مشكلة بالغة
الخطورة. إذا
نظرنا إلى
الحدث من
الناحية
السياسية، نجد
أن نشاطات
وعادات الأوليغارشية
الرجعية التي
تملك أشد
وسائل
الإعلام
نفوذاً،
وبتشجيع
وتمويل من
الولايات
المتحدة، ستؤدي
حتماً إلى
صدامات دموية
في الشوارع الفنزويلية،
وهو ما عليه
النوايا
الواضحة
للعيان عند المعارضة
الفنزويلية،
التي تزرع
الحقد وأعمال
العنف أمام
الأنظار.
غيجيرمو زولواغا –صاحب
قناة
تلفزيونية
معارضة
للثورة البوليفارية
وفارّ من وجه
العدالة الفنزويلية-،
هو أحد
المتآمرين
الذين شاركوا
في اجتماع أعضاء
الكونغرس
الذي دعا إليه
كل من كوني ماك
وإليانا
روس-ليهتينين
–من أصل كوبي وباتستية
الانتماء-،
التي يلقّبها
شعبنا "الذئبة
المتوحشة"
بسبب سلوكها
المثير
للاشمئزاز على
أثر خطف الطفل
إليان غونزاليز
ورفضها تسليم
الطفل لوالده.
عضو الكونغرس
الجمهورية
هذه هي رمز
للحقد والكراهية
لكوبا
وفنزويلا
وبوليفيا
وباقي البلدان
الأعضاء في
مجموعة
"ألبا"؛ من
شبه المؤكد أن
كونغرس
الولايات
المتحدة سينتخبها
رئيسة للجنة
العلاقات
الدولية التابعة
لمجلس
النواب؛ كانت
مدافعة عن
الحكومة الانقلابية
في هندوراس،
والتي نبذتها
أغلبية بلدان
القارة
الأمريكية.
وجدت
الحكومة البوليفارية
نفسها أمام
تحدٍّ خطير
واستفزازي.
فهو موضوع حسّاس
في الواقع.
كنت أتساءل
عمّا ستكون عليه
ردّة فعل تشافيز.
أول ردّ شديد
اللهجة جاء من
طرف إيفو موراليس
في خطابه
اللامع
والمرهف الذي
أصبح شعبنا
مطلعاً عليه
اليوم. وقبل
يومين،
الثلاثاء
الموافق 23، تم
الإعلان بأنه
يمكن لتشافيز
أن يتناول
الموضوع في
الجمعية
الوطنية.
تمت
الدعوة لعقد
الاجتماع في
الساعة
الخامسة
عصراً، وقد
التأم في
الساعة المذكورة
بدقة تقريباً.
الخطابات
التي تم
إلقاؤها هناك كانت
شديدة اللهجة
ودقيقة. كل
النشاطات جرت خلال
ساعتين
بالكاد وبضع
دقائق. أخذ الفنزويليون
الموضوع
بجديّة بالغة.
بدأ
تشافيز
بذكر أسماء
العديد من
الشخصيات
المشارِكة، وبعد
ممازحته
للبطلة
العالمية
الجديدة لكاتاه
بالكاراتيه
والمباراة
بين فريقين
محترفَين بكرة
القاعدة
(بيسبول)، دخل
في الموضوع
تدريجياً.
"[...]
سوف أكون
بجدّ، بكل
جديّة،
وجيزاً. قيل
لي، وقولوا لي
أنتم،
هذه الوثيقة
التي قرأها
النائب روي...
شكراً، روي؛
روي دازا،
على قراءتها،
هذه الوثيقة،
ليست فقط
دفاعاً عن
فنزويلا، كما
سبق وقيل هنا،
قالتها إيفا.
لا. إننا نهبّ
دفاعاً عن
الوطن البشري؛
بل ويمكن
للمرء أن يقول
دفاعاً عن الإمكانية
البشرية.
أحضرت
معي بعض الكتب
[...]. هذه هي نفس
النسخة، إنما هي
عتقت بعض
الشيء، التي
رفعتُها هناك
في الأمم
المتحدة، تشومسكي،
’الهيمنة أو
البقاء‘ –أواصل
نصحي بقراءة
هذا الكتاب-:
’الإستراتيجية
الإمبريالية
للولايات
المتحدة‘، نعوم
تشومسكي.
ذكرته إيفا
وذكّرتنا
بهذا الكاتب
الكبير في الفكر
النقدي،
الفكر
المبدِع، في
الفلسفة، في
الكفاح من أجل
البشرية.
وهنا
تتمة هذا
الكتاب، ’الدول
الفاشلة: سوء استغلال
السلطة والهجوم
على
الديمقراطية‘.
هنا يطرح تشومسكي
رؤيته بأن أول
دولة فاشلة في
هذا العالم هي
دولة
الولايات
المتحدة،
دولة فاشلة،
تهديد حقيقي
لكل الكوكب
الأرضي، لكل العالم،
للجنس البشري.
يوجد
هنا جزء من
المقابلة، من
المحادثات،
حيث يجري تشومسكي
تأملات حول
أمريكا
اللاتينية
وحول فنزويلا،
على نحو شجاع
جداً،
وموضوعي جداً
ونزيه، دفاعاً
عن عمليتنا
الثورية،
دفاعاً عن
شعبنا، دفاعاً
عما نملك
ونمارس من حق
بشق طريقنا
الخاص بنا، كما
هو حق لكل
شعوب العالم،
وقد تجاهلت
الإمبراطورية
اليانكية
هذا الحق
وتسعى
لمواصلة
تجاهله.
في
قلب الكابيتول
الفدرالي
نفسه، في قلب
واشنطن،
انعقدت قمة
إرهابيين؛
قمة، التقت
فيها عصابة،
عصابة حقيقية،
من قطاع الطرق
والنصابين
والإرهابيين
واللصوص
والأشرار،
وبالإضافة
لذلك برعاية شخصيات
’مرموقة‘ من
عالم
الشركات،
وليس فقط من
تيارات
اليمين
المتطرف
الجمهوري، وإنما
كذلك من الحزب
الديمقراطي،
وأطلقوا –كما
سبق وقيل هنا،
كما ذكرت
إيفا، وكما
ذكر روي في
الوثيقة
الرائعة التي
قرأها، وثيقة
دولة، وثيقة
قومية-
تهديداً
علنياً
لفنزويلا،
لبلدان وشعوب
’التحالف البوليفاري‘
[ألبا].
نحيّي
من هنا إيفو
موراليس،
الرفيق
الشجاع،
والشعب
البوليفي.
نحيّي
من هنا رافائيل
كورّيا،
الرفيق
الشجاع،
والشعب
الإكوادوري.
نحيّي
من هنا دانييل
أورتيغا،
هذا الكوماندان
الرئيس، الرفيق
الشجاع،
والشعب النيكاراغوي.
نحيّي
من هنا فيدل
كاسترو
وراؤول
كاسترو، وهذا
الشعب الكوبي
الشجاع.
نحيّي
من هنا كل
شعوب
الكاريبي
وروزفلت سكيرّيت
وشعب دومينيكا،
القادة
البواسل؛ سان فيسينت وغراناديناس؛
رالف غونكالفيس،
سبينسير،
وشعوب مجموعة
’البا‘،
التحالف البوليفاري،
وحكوماته،
حكوماتنا،
وبالطبع،
نحيّي من هنا
شعب فنزويلا
الباسل،
والتزامنا
بالوحدة
ودعوتنا له
إلى مواصلة
الكفاح من أجل
مستقبل
الوطن، من أجل
الاستقلال،
الذي نجد محضره
الأصلي –كما
قالت رئيستنا سيليا-
أمامنا هنا،
والعائد إلى
ما قبل 200 سنة من
اليوم.
إننا
على عتبة
الدخول في عام
2011، ولنستعد من
جميع النواحي:
الروحية، السياسية،
المعنوية،
لإحياء
الذكرى
المائتين
لذلك الكونغرس
الأول، ذلك
الدستور
الأول، الأول
في أمريكا
اللاتينية،
تلك الولادة
لأول
جمهورية، ولادة
الوطن
الفنزويلي،
ليس في الخامس
من تموز/يوليو
فحسب، بل على
مدار عام 2011،
والشروع بحرب
الاستقلال
الثورية التي
قادها ميراندا
أولاً، ثم بوليفار
وكبار الرجال
والنساء
الذين قدموا
لنا وطناً.
الوثيقة
التي قرأها
روي دازا
تبدأ بذكر
عبارة لبوليفار
وردت في رسالة
موجّهة
للعميل إيرفينغ،
وهو عميل
أمريكي جاء
إلى هنا
ليطالب بتلك
السفن التي
صادرها بوليفار
وقواته في الأورينوكو،
لأن الولايات
المتحدة كان
ترسل إلى هناك
أسلحة ومؤن.
ليس
هذا بأمر جديد
يا إيفا، ليس
بجديد كل ما تكشفين
عنه بالنسبة
لإرسال ملايين
الدولارات،
الدعم اللوجستي.
ليس بجديد. فمنذ
ذلك الحين
كانت حكومة
الولايات
المتحدة ترسل
الأسلحة
والذخائر
للقوات
الإمبريالية
الإسبانية.
وهو أمر
معروف. هذا ما
يكشف عنه
جزئياً ذلك
الكاتب
الكوبي الجيد،
فرانسيسكو بيفيدال،
في كتاب آخر
لا أتوقّف
أبداً عن
النصح بقراءته:
’بوليفار،
الفكر الرائد
في مناهضة
الإمبريالية‘.
يمكن قراءته
دفعة واحدة.
وهناك مجموعة
من الاقتباسات
ما فوق
العادية.
ذكرتِ أنت واحدة
منها.
ولكن
في بعض
المواضع من
بعض رسائل لبوليفار
هذه الموجهة
إلى إيرفينغ
–أعتقد أنه في
آخر رسالة
كتبها له-،
عندما شرع إيرفينغ
بتهديده
باستخدام
القوة، يقول
له بوليفار:
’لن أقع في فخ
الاستفزاز،
ولا في فخ هذه
اللهجة. إنما
فقط أريد أن
أقول لك،
يا سيد إيرفينغ
–إنه وارد
خطياً، سوف
أستخدم فحوى عباراته،
لأنها فكرة،
إنها كرامة
أبانا بوليفار
التي تفرض
نفسها، ما يهم
في هذه القاعة
المليئة
بالسحر،
المليئة
بالرموز،
المليئة
بالوطن،
المليئة
بالأحلام،
المليئة بالأمل،
المليئة
بالكرامة.
يقول له بوليفار:
’كُن على
عِلمٍ، يا سيد
إيرفينغ،
أن أكثر من
نصف الفنزويليين
والفنزويليات
أو نصفهم –كان
ذلك عام 1819، وقد
انقضى نحو عقد
من الزمن على حربه
حتى الموت- قد
قضوا في
الكفاح ضد
الإمبراطورية
الإسبانية،
النصف الآخر
الذين بقينا
هنا نحن
توّاقون للسير
في ذات الطريق
إذا ما تعيّن
على فنزويلا أن
تواجه العالم
بأسره من أجل
استقلالها،
من أجل عزتها‘.
هذا
ما كان عليه،
هذا ما هو
عليه بوليفار،
ونحن هنا
أبناؤه،
بناته، يا
ماريّا،
مستعدّون
لذات الشيء.
ليعلم
العالم، أننا
مستعدون للشيء
نفسه. إذا ما
قررت
الإمبراطورية
اليانكية،
بكل سطوتها،
والتي لا نسخر
منه، لا، فلا
بد من أخذها
بجديّة –كما
تنصحنا إيفا
بحقّ-
الاعتداء،
مواصلة الاعتداء،
والاعتداء
على فنزويلا
علناً في
محاولة لكبح
هذه الثورة،
فإننا
مستعدّون
هنا؛ ولتعلم السيدة
الإمبراطورية
ومعها شخوصها أولئك،
أننا
مستعدّون هنا
لذات الشيء:
أن نموت جميعاً
من أجل هذا
الوطن
وكرامته!
يتعيّن
التساؤل، قمة
الإرهابيين
تلك التي التأمت
في واشنطن،
بعض الفنزويليين،
البوليفيين،
القتلة –كما
تساءل يوم أمس
صحافي معروف
أثناء مقابلة-،
يكون مفيداً
معرفة وثيقة
السفر التي
يستخدمها
هؤلاء
الخارجين عن
القانون، من
أين دخلوا، ما
دامت أسماء
بعضهم واردة
في الدائرة
الحمراء للإنتربول.
لقد وصلوا بكل
سهولة، وهم يدخلون
ويصولون
ويجولون في
شوارع
واشنطن،
ويكرّمونهم.
ولهذا فإن نعوم
تشومسكي
محق. أنا أكرر
مع نعوم تشومسكي:
دولة
الولايات
المتحدة هي
دولة فاشلة
تتحرك على
هامش القانون
الدولي، لا
تحترم شيئاً
على الإطلاق؛
وبالإضافة
لذلك تشعر أن
من حقها أن
تفعل ذلك، لا
تتحمل مسؤوليتها
أمام شيء.
إنها تهديد
ليس لفنزويلا
ولشعوب
العالم فحسب
وإنما لشعبها
بحد ذاته، هذا
الشعب موضع
الاعتداء من
قبل تلك
الدولة اللاديمقراطية.
دقّقوا،
بالكاد هذا
يتجاوز كونه
موجزاً. سمعتم
<بويكيليكس>،
أليس كذلك؟
ماذا
ستقول هذه
السيدة
النائب،
الفاشية، التي
تسميني أنا وإيفو
وكورّيا
أفراد
عصابات؟ فرد
من عصابة هو
حالها، إنها
فرد من عصابة
يمكن تماماً
لمحكمة فنزويلية
أن تطلب
تسليمها
لارتكابها
جرائم وتآمر،
وغير ذلك
كثير، ضد سيادة
بلدنا. إنها
فرد عصابة. لم
يبقَ إلا كشف
أمرها أمام
العالم، هي
وغيرها من
أفراد العصابات.
ماذا
سيقول أفراد
العصابات عما
يلي، على سبيل
المثال؟
أقرأ:
’ماذا
يمكن
للبرلمان
الأمريكي أن
يقول عن هذه التقارير،
عن هذه
الوثائق التي
كانت سريّة وتم
نشرها الآن في
صفحات <ويكيليكس>
هذه؟ ماذا
يعني <ويكيليكس>؟
وكذلك تشافيو
كاندانغا؟
في
الخامس عشر من
آذار/مارس 2010
نشر ويكي كاندانغا
تقريراً
لوزارة
الدفاع
الأمريكية
يتناول عدة
تسريبات قام بها موقع
الويب هذا
وتتعلق
بمصالح
أمريكية،
واقترح عدة
طرق لتهميشها:
شريط فيديو عن
اغتيال
صحافيين‘. وهنا
بعض الوثائق،
وهي عامة.
يحتاج الأمر
لأن نرى إن
كانت ستتخذ أي
سلطة من سلطات
الولايات
المتحدة
مبادرة أمام
هذه الجرائم،
أو هذه
الجرائم
المفترضة. فأنا
لست قاضٍ
لأقرر ذلك،
جرائم مفترضة
خطيرة مرتكبة
على يد
مواطنين من
ذلك البلد، مدنيين
وعسكريين،
ومن قبل
الحكومة.
أقرأ:
’في الخامس
عشر من
نيسان/أبريل 2010
نشر موقع <ويكيليكس>
شريط فيديو
تظهر فيه
الطريقة التي
أقدم بها
جنود
أمريكيون على
قتل مراسل
وكالة <رويترز>،
نمير نور
الدين،
ومساعده
وتسعة أشخاص
آخرين. يظهر
بوضوح أن أي
من هؤلاء لم
يأت بحركة
توحي بعزمه
مهاجمة طائرة
الهيلوكبتر
<أباتشي> التي
أطلقت النار
عليهم. مع أن
وكالة <رويترز>
طلبت شريط
الفيديو في
عدة مناسبات،
فقد تم رفض
طلبها، إلى أن
حصل موقع <ويكيليكس>
على هذا
الشريط غير
المنشور، مما هدّد
الجهاز
العسكري
الأمريكي‘.
حسناً،
<هدّد> هو
تعبير مجازي
لا أكثر، على
الأقل من
الناحية
المعنوية.
مرة
أخرى، ماذا
يمكن أن تقول
الأمم
المتحدة؟ ماذا
أمكن أن يحدث
لو أن ذلك وقع
في بعضٍ من
بلدان ’ألبا‘؟ ماذا يمكن
أن يحدث؟ ماذا
ستقول منظمة
الدول
الأمريكية،
وماذا سيقول مجلس
الأمن الدولي
ومجلس حقوق
الإنسان؟
ماذا ستقول
محكمة الجزاء
الدولية
العتيدة؟ هذا
لكي نرى
الازدواجية
في معايير
قياس حقوق الإنسان
هنا، واحترام
الحياة
والإرهاب وكل
مظاهر
الإرهاب.
يوميات
الحرب في
أفغانستان،
الخامس
والعشرون من
تموز/يوليو 2010،
تم نشرها
أيضاً.
تسجيلات للحرب
في العراق.
دقِّقوا في
هذه العبارة: ’في
الثاني
والعشرين من
تشرين الأول/أكتوبر
2010 –قبل أيام
قليلة- نشر
موقع <ويكيليكس>
مجموعة وثائق
تحت عنوان
<وثائق عن حرب
العراق>،
يبلغ عددها 391
ألفاً و831
وثيقة مسرّبة
من البنتاغون
عن حرب العراق
واحتلاله،
وذلك بين
الأول من كانون
الثاني/يناير
2004 و31 كانون
الأول/ديسمبر
2009، تكشف، بين
أمور أخرى، الاستخدام
المنتظَم
للتعذيب، وعن
عدد 109 آلاف و32
قتيلاً في
العراق، منهم
61 ألفاً و81
مدنيّ، ما
نسبته 63
بالمائة؛ و23
ألفاً و984 <عدواً
يصنّفون
كمتمرّدين>،
و15 ألفا و196
يسمّون من
أبناء البلد
المضيف‘. يا
لها من طريقة
لزيارة بلد ما.
’و3771 قتيل <صديق>،
من قوات
التحالف. وتكشف
الوثائق أنه
قد قتل في كل
يوم ما معدّله
31 مدنياً خلال
فترة ست
سنوات’.
من
يحقق في ذلك؟
من يتحمل
مسؤولية ذلك؟
لا، فهي
الإمبراطورية،
الدولة
الأمريكية
الفاشلة. أقرأ
هذه العبارة: ’هذه
الوثائق
الواردة حسب
ترتيبها
الزمني وحسب
تصنيفها تنقل
وقائع تحركات
عسكرية قاتلة
تلحق الأذى
بجيش
الولايات
المتحدة، بما
في ذلك عدد الأشخاص
الذين قتلوا
أو جُرحوا أو
اعتُقلوا نتيجة
تلك
التحركات،
وكذلك تكشف
بدقة عن الموقع
الجغرافي لكل
حدث؛
وبالإضافة
لذلك، تنقل
التفاصيل عن الوحدات
العسكرية
الضالعة فيها
والأسلحة
التي
استخدمتها‘.
ما يكفي من
التفاصيل
لإجراء بحث.
ماذا
يمكن لكونغرس
الولايات
المتحدة أن
يقول عن ذلك؟
يتواجد هنا
سفيرنا لدى
واشنطن، هل ما
زلت سفيراً
هناك؟ نعم،
أنت سفير. لحد
علمنا لم يُقل
شيء، صَحيح؟
تقول
هنا: ’معظم
المداخل إلى
اليوميات
كتبها جنود
وأعضاء في
خدمات
التجسس، ممن
كانوا
يستمعون إلى
تقارير يجري
بثّها من جبهات
القتال عبر
اللاسلكي.
ضحايا
مدنيون سقطوا
على يد قوات
التحالف. وفي ذات
الوقت‘،
يقول هنا، ’تم
الكشف عن عدد
كبير من
الهجمات ومن
القتلى نتيجة
أعيرة القوات
على سائقين
عزّل، وذلك خشية
أن يكون هؤلاء
إرهابيين
انتحاريين.
ويروي
تقرير تفاصيل
مقتل طفل
وإصابة طفل
آخر بجروح حين
أطلقت القوات
نيرانها على
السيارة التي
كانا
يستقلانها.
كتعويض عن هذا
الهجوم تم دفع 100 ألف
أفغاني لذوي
الطفل
القتيل، 1600 يورو‘.
تدفع
الرأسمالية 20
ألف أفغاني، 335 يورو، عن
الجريح، و10
آلاف أفغاني،
167 يورو،
بدل السيارة. كل
هذا تسميه
التقارير، من
صاغوها، ’مآسي
صغيرة‘،’مآسي
صغيرة‘. هذا هو
التهديد
الكبير، أكبر
تهديد يعيشه الكوكب
الأرضي اليوم.
مما
لا شك فيه أن
الإمبراطوريّة
اليانكيّة
قد دخلت في
مرحلة
الانهيار
السياسي
والاقتصادي،
وعلى الأخص
الخلقي؛ لكن،
من يستطيع أن
ينفي سطوتها
العسكري،
والتي إذا ما
أ ضيفت
لها هذه
العوامل،
تجعل من هذه
الإمبراطورية،
وهي الأكثر
جبروتاً في
تاريخ الأرض،
تهديداً أكبر
بكثير
لشعوبنا. ماذا
بقي
أمامنا؟ لقد
سبق وقيل
أيضاً: الوحدة،
الوحدة،
والمزيد من
الوحدة.
أن يصبح
كونغرس
الولايات
المتحدة اعتباراً
من شهر كانون
الثاني/يناير
كونغرس يمين
متطرف؟
حسناً،
البرلمان
الفنزويلي يجب
أن يكون
اعتباراً من
الخامس من
كانون الثاني/يناير
برلمان يسار
متطرف.
أنا
أوجه نداء
للنوّاب
الذين انتخبهم
الشعب، عن
الحركات
الشعبية،
الحركات الاجتماعية،
أحزاب
الثورة، لكي
يكونوا
بمستوى عهدهم
الكبير
اعتباراً من
الخامس من
كانون
الثاني/يناير.
الحقيقة
أنه أمر غير
معهود، وقد
ذكّرتنا بذلك
إيفا. كيف
يمكن أن يستمر
هنا السماح
لأنفسنا،
ونحن الذين
لدينا هذا
الدستور –وكم
كلّف، كم سنة
من الكفاح،
وكم من العرق،
وكم من
الدماء، وكم
من الجهد؛ وهو
ينص
بوضوح هنا،
كما هو وارد
في أول دستور
أيضاً، أول
محضر للاستقلال
ودستورنا
الأول، بأننا
بلد ذو سيادة-
بالمخاطرة
بأن يسموننا
من جديد
’الوطن الأبله
أو الثورة
البلهاء‘، أو
إذا أردنا أن
نكون أكثر
شعبية في
التعبير
’الثورة
الجبانة‘؛ كيف
لنا أن نسمح
بأن يتواصل
تمويل أحزاب
سياسية ومنظمات
غير حكومية
وشخصيات من
الثورة المضادة
بملايين
وملايين
الدولارات من
قبل الإمبراطورية
اليانكية،
ليستغلوا
الحرية
الكاملة من
أجل سوء استغلال
دستورنا
وانتهاكه
ومحاولة
إثارة الاضطراب
في البلاد؟
أدعو لإصدار
قانون سافر
جداً لمنع ذلك.
يجب أن يكون
هذا الطريقة
التي نردّ بها
على العدوان
الإمبراطوري،
على التهديد
الإمبراطوري،
من خلال تجذير
المواقف،
وليس من خلال
الضعف أبداً؛
وعبر ضبط
المواقف وحثّ
الخطى وتعزيز
الوحدة
الثورية. ما
نحتاجه ليس
فقط لبرلمان،
أكثر يسارية
بكثير، وأكثر
راديكالية
بكثير من
اليسار،
وإنما لحكومة
أكثر
راديكالية
بكثير من
اليسار، لقوة
مسلحة، جنرال رانخيل –الجنرال
الركن، سنقوم
بترقيته
بنهاية الأمر
يوم السبت،
السابع
والعشرين من
تشرين الثاني/نوفمبر،
عيد سلاح
الجو-، وأكثر
راديكالية ثورية
بكثير، إلى
جانب الشعب.
يجب
ألا تتسع
صفوفنا
المدنية، العسكرية،
للمتذبذبين. لا،
إنه خط واحد: تجذير
الثورة! وهذا
الأمر يجب أن
تشعر به
هذه
البرجوازية
الفظة، بائعة
الوطن، يجب أن
تشعر به.
هذه
البرجوازية الفنزويلية،
الفاقدة
للوجل وبلا
وطن، يجب أن
تشعر، يجب أن
تعرف أنه ليس
هباء ذهاب أحد
أبرز أقطابها
إلى كونغرس
الإمبراطورية
نفسه ليتهجّم
على فنزويلا
ويواصل
امتلاك قناة
تلفزيونية
هنا. وعلى هذا
النحو، على
هذا النحو! يجب
أن تعلم
البرجوازية الفنزويلية
أنه سيكلفها
غالياً
العدوان على
الشعب، وألا
تصول وتجول.
أذكر عندما
تم في عهد
حكومة بيتانكور
حتى اعتقال
نواب من
اليسار، بدون
محاكمة مسبقة
ولا صيغة
مسبقة، وبدون
أي دليل ضدهم،
وجرى إدخالهم
السجن. رفعوا
عنهم الحصانة
البرلمانية.
بعد
أسابيع قليلة
ستدخل هذا
الحرم مجموعة
من نواب
اليمين
المتطرف. حسناً،
علينا أن
نذكّرهم فقط
بأنه يوجد هنا
دستور. وكما
تم في لحظته
حظر الحزب
الشيوعي
الفنزويلي،
وأحزاب أخرى
كثيرة،
ورُفعت
الحصانة
البرلمانية
عن كثير من
النواب، حتى
بدون أدلّة،
توجّه آخرون
إلى الجبال،
مثل فابريسيو
أوخيدا
العظيم، الذي
تنازل عن مقعده
وذهب إلى
الجبال ليهب
دمه للثورة
وللشعب. أتصوّر
بأن هذا
البرلمان
الكريم،
بتمتعه
بتمثيل غالب
من القوى
الشعبية، لن يسمح
بأن تأتي إلى
هنا قوة
اليمين
المتطرف لتحاول
قلب النظام
الدستوري. أنا
أفترض بأن
الدولة، بل
أنني واثق بأن
الدولة
ستفعّل كل
آليات الدفاع
عن الدستور
وقانون
مواجهة
الاعتداءات،
التي لن يتأخر
حدوثها.
في
نهاية الأمر، إنه
التهديد...
ماذا سمّوا محفل
الإرهابيين؟
’تهديد في الأنديز‘،
أليس كذلك؟ يا
نيكولاس، ’خطر
في الأنديز‘،
إنه أشبه ما
يكون باسم
فيلم
سينمائي، ’خطر
في الأنديز‘؛
بل أنه خطر يتعين
لفت نظر
العالم إليه،
إنه خطر عالمي.
في
هذه اللحظة
نفسها هناك
وضع ناشئ في
شبه الجزيرة
الكوريّة.
عندما خرجتُ
لأتي إلى هنا
كانت الأنباء
غامضة، كما
كان غامضاً
غرق تلك الفرقاطة
الكوريّة
الجنوبية ’شيانون‘؛
ولكن ظهرت
أدلّة لاحقاً
تثبت أنه قد
تم إغراقها من
قبل الولايات
المتحدة.
والآن في
جزيرة صغيرة تقع
في شبه الجزيرة
تلك، التي
قسّمتها
الإمبريالية اليانكية
وغزتها
ودمّرتها على
مدى سنوات،
يوجد وضع متوتّر؛
قنابل وقتلى
وجرحى.
منذ
عدة أشهر وفيدل
كاسترو ينبّه
إلى المخاطر
الشديدة
بوقوع حرب
نووية. قبل
أيام كنت
هناك، من
جديد، وشرح لي
أفكاره –التي
أصبحنا
نعرفها
طبعاً، بأنه
ليس هناك أفضل
من الحوار-،
وقال لي: ’تشافيز،
أي عيار ناري
يُطلق في تلك
المنطقة،
المليئة
بأسلحة الدمار
الشامل
وبالأسلحة
الذريّة،
يمكنه أن يؤدي
إلى نشوب حرب،
وهي حرب يمكن
أن تبدأ تقليدية...‘،
ولكنه على
قناعة بأنها
ستؤول مباشرة
لحرب نووية،
يمكنها أن
تسجّل نهاية
الجنس البشري.
وهكذا فإنه
ليس الخطر في الأنديز،
يا قمامة
واشنطن؛
الخطر هو
عالمي.
هنا
في فنزويلا
أضيئت شعلة،
كما قالت
إيفا، وفي
أمريكا
اللاتينية
أضيئت أخرى،
وأضيئت أخرى
ثم أخريات.
بوسعنا أن
نقول اليوم –ليس
أن فنزويلا،
لا-: أن أمريكا
اللاتينية هي
قارة الأمل
ولا تستطيع الإمبراطورية
اليانكية
أن تغلق أبواب
الأمل.
لقد
طالنا
نحن، الفنزويليون
والفنزويليات،
دائماً، لسبب
ما أو لأسباب
مختلفة
الأشكال، أن
نكون في طليعة
هذه النضالات،
منذ قرون من
الزمن.
أشاهد
من هنا رسم ميراندا،
رسم بوليفار،
وهناك مارتين توفار إي توفار، كارابوبو،
وكل هذا، يا
روي، قرأته
وقلت ذلك
بشغف: إنه هنا
في جيناتنا،
في دمنا. كما
قال ماو،
الربّان
العظيم.
هذه
الإمبراطوريّة،
هذه الدولة
الفاشلة وهي
الولايات
المتحدة،
بالرغم من
جبروتها، ومن
تهديداتها،
سينتهي بها
الأمر لأن
تصبح نمراً
هائلاً من
ورق، ونحن مجبرون
على التحول
إلى نمور
حقيقيين من
الفولاذ،
نمور صغار من
الفولاذ، لا
نُهزَم، ولا
نروَّض.
سيدتي
الرئيسية،
وعدت بأن أكون
وجيزاً، وقد قلت
ذلك في
البداية،
وأكرره: أظن
أن كل ما
تعيّن قوله
هنا قد جاء
على لسان إيفا
غولينجر،
هذه السيدة
الشجاعة،
وهذا النائب
الشجاع الوقور
روي دازا،
ويندرج في هذه
الوثيقة التي
عرفتُ الآن
بأنها ستجوب
أربعة أركان
فنزويلا،
وأكثر من ذلك،
أمريكا
اللاتينية.
أشكركم
على الدعوة
إلى هذا
الحفل؛
أشكركم على
هذه البادرة، وكواحد
منكم أنضم إلى
هذه الكتيبة
الهائلة، إن
صح القول،
دفاعاً عن
فنزويلا،
دفاعاً عن الوطن
الفنزويلي.
أنظر
إلى هذه
اللوحة،
وأكثر من
كونها لوحة،
تحفة توفار
إي توفار،
يرى الواحد
قوات المشاة
هناك وقوات
الخيّالة
هناك.
فلنستلهم
منها: مشاة،
استلال
الحراب، بخطىً
مضاعَفة!
خيّالة، على
وقع خطى
الفرس،
دفاعاً عن
الوطن البوليفاري،
عن التحالف البوليفاري
لشعوبنا!
تسقط
الإمبراطورية
اليانكية!"
هذا ما قاله
في النهاية
وحيّى تحالف "ألبا"
والوطن
والثورة.
ليس
هناك أدنى شك
بأن تشافيز،
وهو رجل عسكري
الانتماء،
ولكن مناصر
للإقناع
والحوار أكثر
من مناصرته
للقوة، لن
يتردد في منع
اليمين
الموالي
للإمبريالية
والخائن
للوطن من
إطلاق فنزويليين
مخدوعين ضد
قوى الأمن
العام من أجل
إدماء شوارع
فنزويلا.
في بوليفيا
وفي فنزويلا،
تلقت المافيا
الإمبريالية
رداً بالغ
الوضوح وشديد
اللهجة ربما لم
تكن تتصوّره.
فيدل
كاسترو روز
25 تشرين
الثاني/نوفمبر
2010
الساعة: 6:34
مساءً